حتى الآن وقبل أقل من أسبوعين على الانتخابات البرلمانية في الكيان الإسرائيلي فإن مرشحي الحزبين الرئيسين لرئاسة الحكومةالمقبلة التي ستشكل بعد الانتخابات هما أرييل شارون عن تكتل الليكود وعمرام متسناع عن تجمع العمل واللذين وضعهما الحزبان على رأسي قائمتيهما ووفق التعديل الذي أجري أخيراً على قانون الانتخابات فإن كلاً منهما يعد المرشح الرسمي لرئاسة الحكومة، إلا أن الاختيار أو تكليف المرشح لتشكيل الحكومة يتم إذا ما حازت قائمته على أكبر عدد من المقاعد في الكنيست الإسرائيلي وإذا ما استطاع أن يجمع بالإضافة إلى مقاعد حزبه أكثر من 60 مقعداً، أي أكثر من نصف عدد مقاعد الكنيست، وعادة ما يتحالف مرشح الحزب الحائز على أكثرية المقاعد مع الاحزاب الصغيرة ذات التوجهات الدينية واليمينية للانضواء تحت لواء الحزب الكبير مقابل مكاسب سلطوية بالحصول على بعض الحقائب الوزارية وإذا لم ينجح المرشح للحزب الفائز بجمع عدد من النواب يزيد عددهم على النصف يكلف المرشح من الحزب الثاني بمحاولة تشكيل الحكومة والذي يحاول أن يضيف إلى المقاعد التي حصل عليها حزبه مقاعد من الاحزاب التي ترغب في التحالف معه.
هذه الآلية تحصر المنافسة بين شارون من الليكود والذي تعطيه استطلاعات الرأي أكثر من ثلاثين مقعداً، في حين ينافسه على ذلك متسناع من العمل الذي تتوقع الاستطلاعات حصوله على أقل من ثلاثين مقعداً، وهذه التوقعات تحسم النتيجة نظرياً لصالح شارون، ولكن ماذا لو سحب نواب الحزب الفائز الثقة عن رئيسهم وبتوضيح أكثر ماذا لو أن نواب تكتل الليكود لا يريدون أن يكون شارون رئيساً للحكومة أو أن نواب تجمع العمل لا يرغبون في قيادة متسناع لحزبهم في تشكيل الحكومة..؟!
هذان سؤالان مطروحان حالياً على الساحة السياسية في الكيان الإسرائيلي، فبعد وضوح الصورة تقريباً، وهو تعادل التيارات اليمينية والمتشددة من جهة، واليسارية والوسط من جهة ثانية، حيث يعتقد المحللون السياسيون في إسرائيل، أن كلا التيارين لن يحصلا إلا على ستين مقعداً في الكنيست أو بزيادة مقعدين أو ثلاثة وهذه الحصيلة ستجعل أي حكومة يشكلها أحد التيارين لن تصمد طويلاً أمام المناورات السياسية التي تشتهر بها الشخصيات السياسية الإسرائيلية.
وأمام هذه النتيجة فإن الأصوات أخذت تتعالى في أوساط الحزبين الرئيسين بالبحث عن حلول غير تلك التي تستند على تغيير أنظمة الانتخابات لأن الوقت لا يسعف للتغيير ولذلك فإن الكلام أخذ يتزايد وبالذات في تجمع العمل الذي يعتقد أنصاره بأن استبدال عمرام متسناع بالمخضرم شيمون بيريس يزيد من فرص نجاح التجمع في خطف «لقمة الحكم» من فم شارون الذي يستعد لالتهامها.منظمو استطلاعات الرأي تلقفوا هذه الرغبة ووجدوا أن الاستطلاعات تعطي للعمل أربعة مقاعد اضافية مما يجعله وبالتحالف مع شنوي وميرتس والأحزاب العربية قادراً على جمع قرابة سبعين مقعداً تجعله يشكل حكومة أفضل من حكومة شارون الذي لا يستطيع جمع 63 سوى مقعداً.
في الجانب الآخر يعاني شارون من منافسة صامتة من نتنياهو الذي يدخره المتطرفون بديلاً يفرضه انقلاب داخلي من نواب الحزب الذين يستطيعون جمع كل نواب الحزب المتطرفين ونواب الأحزاب المدنية والمتشددة الأخر بحيث يجري تصويت في الكنيست يسقط شارون وينصب نتنياهو.
|