* نيويورك رويترز:
في مواجهة معارضة قوية لشن حرب على العراق حذَّر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين من التقاعس عن النهوض بمسؤولياتهم عند اجتماعهم الأسبوع القادم بشأن الأزمة العراقية.
وكان باول من بين 13 من وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس الأمن جاءوا إلى نيويورك لتبني إعلان بشأن سبل مكافحة الإرهاب الدولي في جلسة على مستوى عال لمجلس الأمن بدعوة من فرنسا.
إلا أن أزمة العراق سرعان ما طغت على الاجتماع العلني وهيمنت على الجلسات غير الرسمية حيث أعربت فرنسا وألمانيا عن معارضتهما شن هجوم على بغداد على الأقل في المستقبل القريب.
وقال باول مرتجلا خارج نص كلمته المعد سلفا بخصوص الإرهاب «يجب ألا نتقاعس عن النهوض بواجباتنا ومسؤولياتنا عندما تطرح المادة أمامنا الأسبوع القادم».
وأضاف «يجب ألا نجفل فيصيبنا العجز لأننا نخاف الخيارات الصعبة المطروحة علينا»، مشيرا إلى اجتماع مجلس الأمن يوم 29 من يناير/كانون الثاني لتقييم التقرير الذي سيقدمه مفتشو الأمم المتحدة يوم 27 من يناير.
إلا أن وزير خارجية فرنسا دومينيك دو فيلبان لمح إلى احتمال استخدام حق النقض «الفيتو» لإحباط مشروع قرار محتمل لمجلس الأمن يتضمن تفويضا بشن حرب في حالة عرض مثل هذا الأمر للتصويت في المجلس خاصة إذا ما تدخلت الحكومة الأمريكية في العراق بشكل منفرد.
وقال دو فيلبان «في حالة عرض قرار ثان... لن نربط أنفسنا بتدخل عسكري لا يحظى بتأييد المجتمع الدولي».
وأضاف في مؤتمر صحفي «لن يكون استخدام القوة إلا ملاذا أخيرا وعلى افتراض أن كافة الاحتمالات الأخرى قد استنفدت... فإنا نعتقد أنه ليس ثمة الآن ما يبرر القيام بعمل عسكري».
وفي معرض إشارته لاجتماع مجلس الأمن الذي يعقد الأسبوع القادم أعرب يوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني عن معارضة بلاده الشديدة للقيام بعمل عسكري في أول تصريح له في المجلس منذ انضمام برلين عضوا غير دائم في بداية العام الحالي إلى مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا.
وقال فيشر «يساورنا قلق بالغ لأن القيام بعمل عسكري ضد النظام في بغداد ينطوي على مخاطر كبيرة لا يمكن التكهن بها على الحرب العالمية ضد الإرهاب».
وأردف «تلك هي الأسباب الأساسية لاعتراضنا على العمل العسكري»، وحث وزير خارجية الصين تانج جياشوان على إعطاء مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة مزيدا من الوقت للبحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية بعد 27 من يناير.
وقال دبلوماسيون إن معظم أعضاء مجلس الأمن يعتبرون ما تردد عن وجود جدول زمني أمريكي لمهاجمة العراق الشهر القادم قبل أن تنتهي فرصة الطقس المواتي للجنود الأمريكيين موعدا نهائيا تعسفيا.
إلا أن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو قال إن «الوقت ينفد» أمام الرئيس صدام حسين وأمام لعبة «القط والفأر» التي يلعبها.
وقال سترو إن بريطانيا أقرب حلفاء واشنطن تفضِّل قرارا من الأمم المتحدة يتضمن تفويضا باستخدام القوة ولكنه قال إن على العراق الوفاء بالتزاماته.
وركَّز اجتماع مجلس الأمن أساسا على السبل التي يمكن من خلالها للمجتمع الدولي وللدول كل على حدة مساندة الحرب على الإرهاب.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى عمل متواصل ضد الإرهاب وقال «السقوط المأساوي للضحايا في هجمات إرهابية مثل تلك التي وقعت في موسكو وبالي ومومباسا تذكرة مؤلمة بأن النجاح في مكافحة هذا الخطر ما زال بعيد المنال».
لكنه أضاف «الخطر هو أن نضحي في سعينا من أجل الأمن بالحريات الأساسية فنضعف بذلك أمننا المشترك بدلا من أن نقويه ونقوض بذلك أداة الحكم الديمقراطي من داخلها».
وحذَّر إعلان مناهضة الإرهاب الذي اعتمده الوزراء في ختام الاجتماع من أن احتمال حصول الإرهابيين على أسلحة للدمار الشامل.
وحذَّر جرينستوك 13 دولة لم تقدم تقاريرها من عواقب لم يحددها ما لم تقدم تلك التقارير بحلول 31 مارس/اذار.
|