* لندن - بغداد - الخرطوم - الوكالات:
بدت الصورة متفائلة فيما يتصل بالتعاون بين العراق ومفتشي الأسلحة حيث توج هانز بليلكس رئيس لجنة المراقبة والتفتيش ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية محادثاتهما مع المسؤولين العراقيين أمس الاثنين بتوقيع بيان مشترك مع بغداد تعهدت فيه بتعزيز تعاونها مع المفتشين .
وأعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى ان العراق والأمم المتحدة وقعا أمس الاثنين بيانا مشتركا تعهدت بغداد فيه بتعزيز تعاونها مع مفتشي نزع الأسلحة.
وقال مستشار الرئيس العراقي عامر السعدي للصحافيين ان البيان وقع خلال جلسة عمل في وزارة الخارجية ضمت رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) هانس بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ومسؤولين عراقيين.
ووصف السعدي الاجتماع بانه كان «بناء ومفيدا».وكان هانز بليكس ومحمد البرادعي بدآ في وقت سابق أمس جولة ثانية من المحادثات في اطار مهمة حاسمة لكسب المزيد من تعاون العراق في تعقب الأسلحة المحظورة.
والتقى بليكس والبرادعي مع مسؤولي نزع السلاح عامر السعدي كبير المستشارين العلميين للرئيس صدام حسين واللواء حسام محمد أمين مدير دائرة الرقابة الوطنيةالعراقية.
وكان بليكس والبرادعي أجريا جولة أولى من المحادثات عقب وصولهما الى بغداد يوم الاحد. وأفاد المسؤولان بتحقيق بعض التقدم بعد محادثات أول أمس لكن حذرا من ان الوقت ينفد أمام فرصة تحقيق التعاون الكامل.وقال السعدي للصحفيين قبل استئناف المحادثات ان الجانبين حققا تقدما طيبا جدا في كل المجالات أثناء الجولة الاولى للمحادثات أول أمس.
ولدى سؤاله عما يبغي العراق تحقيقه خلال الجولة الثانية والأخيرة من المحادثات أعرب السعدي عن أمله ان يكمل الجانبان عملهما معا و«ان نخرج لنبلغكم بالأنباء الطيبة».
وذكرت وكالة الأنباء العراقية ان بليكس والبرادعي التقيا مساء الأحد مع طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي.
وأضافت ان المحادثات تناولت التعاون بين العراق والمفتشين وقالت ان رمضان حث خبراء الأمم المتحدة على البحث عن الحقيقة في اطار تفتيشهم عن الأسلحة المحظورة.ومن جانب آخر قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس الاثنين انه لا يساوره شك في أن صياغة قرار الأمم المتحدة الاخير بشأن العراق تعني أن بغداد ستواجه الحرب ان لم تلتزم بمطالب مجلس الأمن الدولي.
وسئل سترو عما يبدو من عزوف كثير من حلفاء بريطانيا بالاتحاد الأوروبي عن الموافقة على القيام بعمل عسكري فقال «اذا كان هناك دليل على خرق مادي جديد فسيوافقون حينذاك على تنفيذ الفقرة الأخيرة من ذلك القرار وهي الفقرة الثالثة عشرة التي تتحدث عن عواقب وخيمة اذا لم تلتزم العراق بالقرار.. وهو ما يعني العمل العسكري تحديدا».
وقال سترو ان اقتراح توفير ملاذ آمن للزعماء العراقيين لتجنب الحرب كما اقترح وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد «اقتراح معقول». ورحب أيضا بالمساعي التي قد تقوم بها المملكة العربيةالسعودية لتجنب الحرب.
وأضاف «رغم أنه لن يكون من المستساغ بالطبع أن نشهد اعطاء درجة من درجات الحصانة لنظام صدام حسين ..كما قال دونالد رامسفيلد.. فانه اذا كان البديل هو الحرب فأعتقد أن معظم الناس سيتجرعون الكأس المرة».
ومن جهة أخرى نفى وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ليل الاحد الاثنين في الخرطوم نفيا قاطعا احتمال رحيل الرئيس العراقي صدام حسين الى المنفى.
وأعلن الوزير العراقي للصحافيين إثر لقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير «ما يثار عن مغادرة الرئيس صدام حسين لبغداد سخف لا يقل عن غيره».
وأعلن وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان كولن باول ودونالد رامسفلد الاحد ان رحيل الرئيس صدام حسين يمكن ان يجنب العراق حربا حتى ان احدهما استبعد تعرضه لملاحقات قضائية في حال تحقق ذلك.وقال باول «في حال غادر وافراد عائلته سيقوم نظام جديد» مضيفا ان «الأسرة الدولية تواجه وضعا جديدا تماما وربما يمكننا تجنب حرب».
في حين أعلن رامسفلد «من أجل تفادي حرب. سأوصي شخصيا باتخاذ اجراءات ترمي الى استفادة المسؤولين (العراقيين) وأفراد عائلاتهم من الانتقال الى المنفى في بلد آخر» مضيفا «أعتقد ان ذلك سيكون تسوية عادلة لتفادي حرب».
وأكد انه يؤيد فكرة عدم اطلاق ملاحقات قضائية ضد الرئيس العراقي صدام حسين وغيره من المسؤولين العراقيين اذا ما اختاروا مغادرة السلطة والمنفى.
ووصف العراق «بالسخافات» الاشاعات التي تحدثت عن رحيل محتمل للرئيس صدام حسين لتفادي حدوث صدام مسلح في الخليج فيما أكد صدام حسين «النصر وبعدان توكلنا على الله صار يقينا ثابتا ولا ننتظره في الأفق وانما هو في اليد وفي داخل صدورنا».
وأكد الصحاف الذي وصل يوم الاحد الى الخرطوم انه سلم الرئيس السوداني رسالة شفوية من نظيره العراقي حول «العلاقات بين العراق ومجلس الأمن الدولي».وقال انه تحدث مع الرئيس السوداني بشأن «سياسة العراق الذي يسعى الى اغلاق ملفات أسلحة الدمار الشامل المزعومة» وقال ان «الادعاءات حول هذه الأسلحة المزعومة لا أساس لها من الصحة».
وبخصوص الرؤوس الكيميائية الـ11 الفارغة التي عثر عليها المفتشون في صواريخ في العراق الخميس «ما أعلن عن عثور فرق التفيش كان مسجلا في اعلان العراق الذي تقدم به الى مجلس الأمن الدولي» مضيفا «أنهم تعجلوا ولم يتعرفوا على ما كتبناه».وأعلنت بغداد انها رؤوس وصواريخ استوردت خلال الثمانينات وباتت غيرصالحة للاستخدام ونسيت في صناديق مختومة.
واعتبرت الولايات المتحدة العثور على هذه الرؤوس «مقلقا وخطيرا» ولكن كبير مفتشي الأمم المتحدة هانس بليكس قلل من أهمية هذا الاكتشاف.وتأتي زيارة الوزير العراقي في اطار جولة في عدد من البلدان العربية يقوم بها موفدون عراقيون.
|