كنت أفهم في الماضي، حينما التقي ببعض المثقفين العرب لأجري معهم حوارات صحفية، كنت أفهم إلحاحهم في طلب مادي مقابل إجراء المقابلة الصحفية، كنت أعلم حاجة بعضهم المادية، وأؤكد على بعضهم لأن كثيراً منهم هم من فئة الأغنياء الذين أثروا من مهنة الكتابة!!
كنت اقول لهم انه في صحافتنا المحلية لا ندفع مقابلاً مادياً لاجراء حوار صحفي مع أي شخصية كانت، وللأمانة فإن أحداً منهم رغم ذلك لم يمتنع عن اجراء المقابلة الصحفية!
لماذا أسرد هذه الحكاية؟!
قبل أيام، وعلى هامش مهرجان الجنادرية، اشتكى لي أحد الزملاء من بعض المثقفين الذين رفضوا إجراء مقابلات صحفية معه قبل ان يدفع لهم مقابلاً مادياً كثمن لهذه المقابلة.. الفاجعة في الأمر ان هؤلاء المثقفين هم سعوديون؟!.. نعم سعوديون.. لا تستغربوا؟!
وبعض هؤلاء المثقفين يشتكون دائما من ان الاعلام المحلي لايُلقي لهم بالاً!!
الفاجعة لم تنته بعد.. شخصية علمية وشرعية ذات حضور إعلامي، رفض سكرتيره الخاص إجراء مقابلة مع احد الزملاء إلا بمقابل مادي!
فاستغرب زميلي واستوضح: ليس من المعقول أن الشيخ «....» يطالب بمقابل مادي من إجراء المقابلة، فأكد سكرتيره أن الشيخ «....» سوف يقوم بتوزيع ثمن المقابلة على الفقراء!!!
قلت في البداية انني أفهم حاجة بعض المثقفين العرب للحصول على مقابل مادي لإجراء مقابلات صحفية معهم، لأن ظروف بعضهم المادية تكاد تكون فعلاً صعبة للغاية! أما وأن الامر تحول وأصبح يشمل المثقفين السعوديين ايضاً فإن ذلك يطرح تساؤلين لا ثالث لهما:
- هل المثقف السعودي وصل الى مرحلة الفقر فعلاً؟!
- أم ان القيم اختلفت لدى المثقفين؟!
لا املك تفسيراً محدداً، لأنني عاجز عن فهم ما يجري، اين الخطابات الثقافية التي تمتلئ بها الصحف المثالية في طرحها عن دور المثقف في بناء مجتمعه؟!
هل سننتظر تسعيرة جديدة من بعض مثقفينا حول أجورهم المادية الجديدة في إجراء مقابلة صحفية معهم، أو التقاط صور تذكارية معهم، أو حتى الحصول على تواقيعهم المبجلة؟!
الامر لم ينته بعد.. هذه البداية فقط.. ولا نعلم ماذا سيحمل لنا الغد من مفاجآت ثقافية؟!
|