جمالك يكمن في روعة عباراتك لي.. حذرك من ان تخدش كبريائي.. حرصك في ان تبدو «بلا تردد» حلّة، قشيبة، ترفل في كامل بهائها..!
كتبتَ.. وما ألذَّ ما كتبتَ:
«خوفاً عليك يوم دخلت عالم الصحافة والكتابة.. أريد لك التوهج الدائم.. تذكرين مقالك «عن طقس الكتابة» قرأته امس في الإنترنت.. بقدر ما فيه من اعتراض وإبداء الجرأة في النظرة والطرح.. كانت فيه «بنظري» شاعرية، وذاتية.. وصدق.. في خروجك عن الطقس.. شعرت فعلاً بالخوف يوم توقفت مقالاتك.. عن ذاك النوع من المقالات».
رباااه.. ما ألذَّ خوفك.. وما أشدَّ أناقته وهو يقتحم هدأة حرفي ليوقظ فيّ حنيناً نحو عوالم من الذاتية، والشعر.. حذر ارتدى كتابتك لي.. حذر توشح مفرداتك.. فمن يمتلك بعضاً من حذرك.. فيهدي لنا رؤية جادة.. ونقداً صادقاً.. ورأياً مجرداً، دون ان يمس الوتر الحساس.
حينما يقرأ البعض مقالة ما فلا تروق لهم.. يقذفونها بوابلٍ من سهام النقد اللاذع دون هوادة، والرفض الموجع لكاتبها بلا مراعاة لمشاعره، ومداراة له..!
بيد أنك كتبتها لي صريحة:
«الشيء الذي لا يناسب ميولي، قد يناسب بالضرورة غيري.. والشيء الذي أجهله هناك من له علم بتفاصيله، ويدرك قيمته..»
كثيراً ما أتساءل.. ما الذي يرتقي بسلوك الفرد..؟ ويبحر به في نهر ذوق أخاذ.. وليس منبع تساؤلي جهلاً.. بل تذكير بأن.. للثقافة.. للبيئة.. للممارسة.. للتجربة.. دورٌ غير قليل في الرقي بسلوكياتنا، وطقوس حذرنا من ان نخدش مشاعر الغير..!
اذا امتلكت موهبة فن الكتابة، وروعة الاسلوب.. فقد تحرم من جمال الخط، وحُسْنِهِ.. فهل يترتب على سوء خطك إعراض من البعض عن قراءة ما تكتب..!؟
من يرتكب جريمة الإعراض تلك فقدْ افتقد السلوك الراقي، وتذبذب لديه الذوق.. هناك من إذا قرأ مقاله لكاتب معين ولم يقنع بالفكرة، ورفض نمطية الاسلوب قاطع الكاتب بالشطب على اسمه للأبد.. ولكم ان تتساءلوا كم اسماً شُطب عليه.. وأغلب الظن ان لإسمي نصيباً من الشطب.. وقد تتعاظم المشكلة عندما تنتفخ اوداج هذا الكاتب في وجه من لم يعجب بمقالته.. ثم يحاول اطعامه إياها رغماً عنه، ويلزمه بالتهامها.. وإن تقيأها قسراً.. وما أصاب بتصرفه الأرعن..!
فنحن عندما نبحر في مجاهيل المفردة ونجدف.. نجهل نسبة الرافضين لنا.. واعداد الراضين عنّا فنعمد الى التسديد، والمقاربة فيما نكتب، ونعتذر لمن لم نتلمس بعد مواجعهم، او لم نتطرق لها بإسهاب، وعمق، وشفافية.. «ومتوهج الذوق».. حينما صارحني برأيه بشفافية كنت على علم بعدم رغبته في الجهر بمصارحته، وإماطة اللثام عنها في وجه القراء.. وقد عتب عليَّ.. وما عتبه سوى صابون لقلبينا وطهارة لكلينا.. أليس كذلك؟
فاكس : 8435344 03
|