نحن والعالم جميعاً في حالة ترقب، فلا أحد يعرف تحديدا ما الخطوة التالية في السيناريو الغامض للحرب التي يقودها «بوش» ولكن الهدف الرئيس من هذه الحرب هو استعراض قوة امريكا، وتذكير العالم بأن «واشنطن» هي القوة الكبرى والوحيدة، وأن من يخالف أو يجرؤ على مخالفة أوامرها فإن مصيره سيكون مثل مصير افغانستان وصدام!!
ان تحرك هذه الاساطيل في الجو والبر والبحر إحدى الوسائل التي تسعى امريكا من خلالها لإبراز هيبتها وقوتها بعد ان تضررت بفعل احداث الحادي عشر من سبتمبر، فالهجوم الذي وقع على افغانستان المسلمة لم يشف غليل النسر الامريكي ولم يكن كافيا لتضميد جراحه، فلا بد من هجوم ضخم على بلد أكبر من هذا البلد الذي لم يكن اهله يملكون غير مجموعة من اسلحة تقليدية بسيطة اقرب ما تكون للسلاح الابيض، لذا عمدت الادارة الامريكية بوسائلها الاعلامية الى تضخيم قوة صدام «هذه القوة التي يعرف الجميع انها لم تعد قادرة على تهديد بلد ك«موريشس» فضلاً عن ان تهدد الامن الامريكي كما يحاول الاعلام الامريكي ان يصوره لشعبه البعيد عن هذا الواقع».
امريكا اذن في حاجة الى خصم له مواصفات «سلاح دمار شامل» لتستطيع من خلال القضاء عليه اظهار قوتها وهيبتها!! واذا واكب ذلك قطف ثمار يانعة كالسيطرة على النفط العراقي، فلا تعارض حينئذ مع الهدف الرئيس، بل في ذلك إضفاء الشرعية والدعم الداخلي لدى الشعب الامريكي، لأن دافعي الضرائب لن يشعروا بالخسارة جراء الحرب، لأنها في نهاية الامر تصب في مصلحة الاقتصاد الامريكي.
والدول الكبرى لا تستطيع الاعتراض، وهي تبحث عن رضا «العم سام» وبالتالي استثمار الوقت لإبداء الولاء، وانتهاز الفرصة في المشاركة في جني الارباح، ولا سيما «روسيا» التي تتحين مثل هذه الظروف لتحسين اقتصادها المتهالك، اما الدول الصغرى ودول الجوار فهي الوحيدة الجادة في البحث عن وسيلة تجنب المنطقة ويلات الحرب، ويبقى المستفيد الاول من كل ما يجري هو الربيبة المدللة أذلها الله، وأخزى زعماء الإرهاب فيها، وإلى ان تقع الخطوة القادمة لهذا السيناريو الغامض يظل العالم ينظر ويترقب.
|