Tuesday 21st January,2003 11072العدد الثلاثاء 18 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

22-10-1389هـ 30-12-1969م العدد 275 22-10-1389هـ 30-12-1969م العدد 275
أسبوعيات الجزيرة
التخصص بين المكسب والخسارة

* يكتبها هذا الاسبوع من المدينة المنورة أحمد سعيد الحازمي
عزيزي القارئ ليس المجال هنا يسع لان احدثك عن التخصص بأنواعه ومميزاته وعيوبه واسسه ومتى يكون ناجحا وضروريا لان ذلك يحتاج الى صفحات طويلة بل الى مؤلف ضخم ومجال الجريدة يضيق عن ذلك.
لذا تجدني مضطرا الى الاختصار على التخصص الدراسي فقط ومتى يكون كسبا لصاحبه والدولة ومتى يكون خسارة محققة لصاحبه وللوطن في الوقت نفسه؟؟ فمن المفروض على الشخص الذي يرغب التخصص في فن من الفنون او علم من العلوم ان تكون لديه الرغبة الحقيقية في تعلم هذا النوع من الدراسة لا ان يكون مدفوعا بتأثير خارجي من زميل او صديق او احد افراد العائلة ولا من تأثير مادي يطمح اليه فعندما يكون التخصص ناشئاً عن رغبة حقيقية تدفع المتخصص الى التعمق وتفهم جميع الاسس والمقومات اللازمة وكذا تفهم جميع ما يحيط وما يؤثر في هذا المجال الذي اختاره بحيث يستطيع في النهاية ان يمثل المجال الذي تخصص فيه عملا وعلما لا ان يكون التخصص اسما كما هو حادث الآن لدى الكثير من الشباب الذين أنهوا دراساتهم العليا في تخصص معين وانا هنا لا اتهجم على شخص معين ولا يهمني ذلك بل من المؤسف حقا ان نجد احد شباب هذا الوطن العربي بصفة عامة بذل عمرا طويلا وصرفت عليه دولته اموالا لا تقدر ويحصل فعلا على الشهادة التي لايدل حصولها على انه قد هضم المجال الذي تخصص فيه وجميع ما يتعلق به بل الشهادة هي جسر للعبور فقط ولو فكرنا في سبب عدم التكافؤ الفعلي بين الشهادة التي يحملها ذلك الشخص والحصيلة العلمية التي لديه لوجدناه واضحا وهو انه سعى للحصول على هذه الشهادة في هذا التخصص بدافع مادي اكثر منه علمي وبذل جهد وقتي مقرون بمدة الدراسة ثم توقف عن السير في البحث والاستقصاء ومواصلة التحصيل وهناك سبب آخر يضاف الى السبب الاول هو انه بعد انهاء دراسته لم يعمل في المجال الذي تخصص فيه بل سعى للحصول على عمل لا يمت لدراسته بصلة وذلك اما للحصول على مركز اجتماعي اعلى او دخل مادي اكبر وخصوصا والوطن في حاجة ماسة الى الذين يحملون مؤهلات عالية وفي الواقع لو نظرنا بعين المصلحة الى الوطن والى هذا الشخص لوجدنا ان من الخير له تماما ان يعمل في المجال الذي بذل فيه جهد سنوات طويلة لان ذلك سيزيد في تحصيله ويطلعه على نقاط مهمة لم يستطع فهمها عن طريق الدراسة لان التنفيذ العملي او شبه العلمي يكشف اسرار نقاط مهمة ولا يكفى الشرح الدراسي لايضاحها زد على ذلك الى انه سوف يسعى للاطلاع على جميع المؤلفات الحديثة التي يحتم عليه عمله الاطلاع عليها والتي كثيرا ما تأتي بنظريات وآراء جديدة لان العلم مع مطلع كل شمس يظهر علينا بنظريات وآراء جديدة قد تعكس المفاهيم السائدة بذلك نستطيع ان نقول ان الشخص المتخصص مهما كان تخصصه اذا لم يعمل بعد انهاء دراسته في المجال الذي تخصص فيه سوف يخسر خسارة محققة لا تقدر بثمن هي الجهد والسهر والتعب والمشقة وحرق الاعصاب التي بذلها في ايام دراسته وسيضطر الى تعلم اساليب العمل الجديدة من اشخاص اقل منه حصيلة دراسية مما يؤثر في نفسيته المعنوية وهذه خسارة كبيرة ايضا تجعله يعتاد الخمول وعدم الاهتمام وكأن دوره قد انتهى عند هذه النقطة كما ان الوطن سوف يتحمل خسارة كبيرة ايضا مادية وهي المبالغ التي صرفت عليه ايام دراسته حتى شب عن الطوق وخسارة معنوية بفقدان مواطن كان من الممكن الاستفادة منه استفادة الى اقصى حد في تدريب جيل جديد على اسس علمية صحيحة مدروسة مما يرفع في قيمة العمل الانتاجية ومن ثم تتوفر على خزينة الدولة مبالغ كبيرة بطريق غير مباشر يستفيد منها الوطن في مشروعاته الناهضة لانه من المعروف ان الموظف او العامل المتخصص يستطيع ان ينهي العمل المكلف به في زمن وتكاليف قليلة اذا قورنت باسناد هذا العمل او الوظيفة الى شخص غير متخصص وقد قال الاقتصادي الكبير «آدم سمث» ان التخصص يحقق اختصار الوقت والجهد المبذولين ويؤدي الى الاتقان والابداع والابتكار..
وهنا يجب ان اقول ان الخبرة والتجربة الصحيحة تكون نوعا من انواع التخصص ولكنها تؤدي الى زيادة الكفاية الانتاجية اذا جمع بينها وبين التخصص الدراسي.. إذاً فمن اجل المصلحة الوطنية والشخصية ومن اجل الحصول على المسكب الحقيقي للوطن وللفرد يجب ان يعمل كل شخص في المجال الذي اختاره دراسيا وصرفت عليه الدولة الكثير من العناية المادية والمعنوية ويجب ألاّ تتدخل العاطفة الشخصية في الحيلولة دون ذلك بل الاخلاص لهذا الوطن ولهذه الدولة الفتية ان يحرص كل متخصص للعمل في مجاله ليستطيع ان يسدد جزءا من الدين الذي يثقل كاهله لهذا الوطن.
وفي الختام معذرة اخي القارئ فلم اوف الموضوع حقه من البحث بل هذه نبذة قصيرة لان مجال الصحيفة اليومية لا يتسع لذلك وسوف اتناول في موضوع قادم باذن الله شروط التخصص ومميزاته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved