الصحراء بحر الرمال الوهاجه وهي عالم بلا عودة للجاهل في فهم اسرارها وكشف الغازها والصحراء تكاد تكون مرادفة للموت والفناء. يلفها الغموض وتذروها الرياح. يشح ماؤها وتموت نباتاتها وتتوهج لظى في اشهر الصيف وتغوص بركا وغدران وبحيرات في فصل الشتاء حيث يستوي برد ليلها الصيفي مع برد نهارها الشتوي.
اما من عبرها مرة فأخذ عنها بعض اسرارها فإن للصحراء عنده معنى آخر انها الحرية بذاتها انها سكونه الأبدي وافاق الانسان الواسعة اللا متناهية انها السحر بعينه انها المدرسة الكبيرة والجهاد ففي كل ساعة فيها اختبار لقدرة الإنسان الكبيرة والجهاد ففي كل ساعة فيها اختبار لقدرة الانسان وجلده وسرعة بديهته وقياس لمقدرته على التكيف مع الحياة بشتى صنوفها واطوارها.
والبدوي ابن الصحراء يعيش فيها على فطرته بجلد وصبر حيث يتحمل الحر والجوع والظمأ والتعب والراحة والعمل والبطالة وكثرة المشي أو قلته بنفس واحدة دون تبرم أو عجز وعلى الرغم من قساوة الصحراء فان لها سحرا لا يعرفه الا من عاش فيها حيث تدفع عاشقها إلى العودة، كانت هذه فقرات مما جاء في مقدمة كتاب الخيام السود وهذا الكتاب ينقل القراء من تعقيدات الحضارة الحديثة إلى الحياة الهادئة والخطيرة في الصحراء وسكانها.
وكان مؤلفة كارلسوان الملقب «رضوان» عند البادية قد اخترق الصحراء المجهولة في شمال الجزيرة العربية.
في بداية القرن الماضي وعاش مع البدو والمحاربين ليس كغريب عنهم بل كفرد متميز بأخوة الدم مع شيوخهم واشترك في هجرة اكثرمن ثلاثين ألف شخص ومئات الخيام وآلاف الجمال بحثا عن الماء والرعي كما اشترك في معاناة الصراع الأبدي ضد الجوع والجفاف.
وقد تكشف له من خلال تلك المغامرة الحب والصداقة والشجاعة في الحياة البدوية.
وقد قال ذلك الرحالة في بداية كتابه المترجم إلى العربية حديث: والذي سوف نورد حلقات منه بعد هذه الحلقة: خلال السنوات الاثنتين والعشرين من اختلاطي بالبدو في الجزيرة العربية في الترحال والصيد والفروسية والجوع والولائم واقمت صداقات رائعة وانني ممتن للكثير من اصدقاء الصحراء.
إلى أمير ارض اجداده ملك الجزيرة العربية عبدالعزيز بن سعود وامرائه ورؤساء نجد.
إلى الأمير نوري الشعلان وعائلته وقبيلة الرولة للفرص الفريدة التي مكنتني من اكتساب المعرفة الدقيقة بالتقاليد العربية والعادات البدوية والتجوال في المنطقة المجهولة حتي تفهمت روح بلادهم من جمع المواد التي انتجت هذا الكتاب.
يتبع
| 
