Tuesday 21st January,2003 11072العدد الثلاثاء 18 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

طرق الوقاية من الغازات السامة طرق الوقاية من الغازات السامة
د. عبد الله القبلان

كثر الحديث هذه الأيام عن أسلحة الدمار الشامل وحيازة العراق لها في مختلف وسائل الإعلام ومن هذه الأسلحة السلاح الكيميائي بأنواعه المختلفة.
وترجع بداية استخدام هذا السلاح إلى الجيش الألماني إبان الحرب العالمية الأولى، حيث استخدم الجيش غاز الكلورين ضد جيش الحلفاء في جبهة ايبر بغرب بلجيكا عام 1915م وتم خلاله حصد مئات الألوف من جيش الحلفاء الأمر الذي فاق تصور الألمان أنفسهم، ثم استمر الألمان في تطوير هذه الصناعة حتى تم صنع غاز الخردل واستخدمه الألمان أيضاً عام 1917م ضد جيش الحلفاء حيث بلغ ضحايا هذا الغاز من الانجليز فقط 000 ،60 جندي. ونظراً لأن السلاح الكيميائي سهل الصناعة والتخزين وذو فعالية كبيرة وخصوصاً إذا توفّر عنصر المفاجأة فقد بدأ الحلفاء بصناعة هذا الغاز أسوة بالألمان ثم تطورت هذه الصناعة حتى وصلت إلى ما هي عليه في الوقت الراهن.
وهناك أنواع كثيرة من الأسلحة الكيميائية أحدها النوع المنقط الذي يظهر النقط والبثور على الجلد ويصيب العين والأنف والحنجرة والأجزاء المكشوفة من الجسم ومن أمثلة هذا النوع غاز الخردل.
وهناك النوع الدموي (Blood agent) وهذا النوع يتدخل في عمل الدم ويحول دون حصول أنسجة الجسم على الأوكسجين ومن أبرز أنواعه سم السيانيد (Cyanid).
وأشد هذه الأنواع فتكاً هو النوع العصبي مثل غاز التابون والسارين وكذلك غاز (vx)، حيث تتسرب هذه المواد عن طريق الجلد ثم تنتقل عبر الأعصاب حتى تصل للمخ فتحدث الصرع والاختناق والموت المفاجئ، وتكفي كمية قليلة جداً من هذا النوع لقتل الضحية. ويندرج تحت هذا النوع النوع الكيميائي المزدوج، وهو غاز خليط من مختلف المواد الكيميائية التي لا تكون سامة بمفردها ولكنها تصبح فتَّاكة بعد خلطها. والنوع المزدوج هو الجيل الثاني من الأسلحة الكيميائية وكان الجيل القديم يسمى الأحادي نظراً لاستخدامه نوعاً واحداً من الغازات السامة. ونظراً لشدة هذا النوع وفتكه لم يجرؤ أحد من القوى المتعادية على استخدامه في الحرب العالمية الثانية رغم احتفاظ كلا الطرفين بكميات كبيرة منه. وهناك نوع أخير تستخدمه الشرط وقوات الأمن في كل بلاد العالم لتفريق المتظاهرين وللتغلب على الاضطرابات ويعرف باسم الغازات المسيلة للدموع lacriminators. وفي أحيان قليلة يستخدم لأغراض عسكرية، حيث يؤدي إلى التهاب في القصبة الهوائية والجلد إذا استخدمت كميات كبيرة مركَّزة منه.
وتتلخص طريقة الوقاية من هذا السلاح عموماً باستخدام الأقنعة الواقية والمضادات، فلها دور كبير في رد سموم هذه الغازات والأمل الوحيد للضحية عند إصابته بغاز الأعصاب ان يحقن نفسه بأنبوب من مصل اتروبين Atropin بكمية مقدارها حوالي 2 مليجرام فيحصل الخلاص منه بإذن الله.

(*) طبيب عام

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved