* عرض المحرر الطبي فهد العايد:
في الحلقة السابقة تطرق الباحثان د. سامي السقا والأستاذة غادة السقا إلى المقترحات المفيدة في طريقة إعداد الوسائل للطفل وإثارة اهتمامه كما العمل الاجتماعي بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف من البرنامج وعرض سريع لفهم قدرات الطفل واهتماماته في الفئة العمرية من سنتين إلى ثلاث سنوات واستمراراً في محاولة فهم قدرات الطفل نستعرض في هذه الحلقة أهم ما يميز الطفل في السنوات الأربع والخمس من عمره وعرض مبسط لظروف العمل المثالية مع الطفل:
الطفل في عمر أربعة سنوات
الطفل ذو الأربعة سنوات من العمر هو شخص مختلف فهو أكثر ثقة بنفسه وله العديد من الأفكار المحددة عن أي شئ يمكن عمله. ويتصف بأنه:
مندفع.. يميل إلى استخدام عضلاته وعقله.
سلوكه.. لا يختلف عن سلوكه عندما كان في الثالثة من عمره مع وجود تحكم في النفس أكثر من السابق.
يتسابق مع الآخرين يجري، يقفز، يتسلق كل شئ.. فهذه الأشياء تعطي له إحساساً بالإنجاز، ولكن بدون أية مهارة. فأي شئ يفعله يكون هدفه الإحساس بإنجاز هذا الشئ فقط.
يمكنه استخدام يديه بكل ثقة كما يمكنه الجلوس فترة طويلة أمام هدفه.
يمل الجلوس داخل البيت كما يكره الأبواب والأسوار المغلقة فهو يميل إلى إزالة الحدود وفتح الأبواب المغلقة، وإزالة أي حواجز أو حدود حوله.
يميل إلى الخروج بعيداً عن البيت واللعب بالألعاب الموجودة خارج البيت.
يميل إلى مشاركة بعض الأصدقاء المقربين.. بالإضافة إلى أنه يحب أن يعرف الجميع بهذه العلاقة الخاصة.
يفتخر بامتلاكه الأشياء الكبيرة والتباهي بها.
يحب التدلل على الآخرين، وخاصة الوالدين ويحب إشعاره بالاهتمام الخاص.
علاقته بالآخرين
هذا الطفل نادراً ما يحب أن يبقى بمفرده فالأصدقاء مهمون بالنسبة له ولكنه طموح جداً ومحدد ويساعد أصدقاءه عند اللعب.. يلعب بكفاءة مع صديقه أو مع المجموعة، في هذه المرحلة من العمر.. يشارك أفراد العائلة.. بالرغم أن رأي أمه بالموافقة أو عدم الموافقة هام جداً بالنسبة له، يحاول الاقتراب من أبيه.. وهذا لم يكن يحدث من قبل، يقدر ويتحمس ويحب الرحلات القصيرة إلى الحديقة.. إلى البحر.. إلى البر، إلى حديقة الحيوان.. وخاصة إذا استطاع الذهاب مع والده بمفرده، مثل هذه الرحلات والنشاطات وحب الخروج من البيت تفسر ميوله للهروب من البيت والانطلاق إلى الخارج، يحتاج إلى الإحساس بأهميته.. يحب أن يعرف الكثير عما يفعله الآخرين ويقوم بتنفيذه ولكنه يحتاج إلى التشجيع المستمر.
يحتاج إلى الإرشاد والنماذج الجيدة للتحكم في النفس كما يحتاج إلى الحساسية والوفاء من والديه في هذه المرحلة.
الطفل في عمر خمس سنوات
الطفل ذو الخمسة سنوات من العمر أكثر تفهماً واحتراماً وله مستوى راقٍ من التفكير حول أي شئ يمكن عمله، ويتصف بأنه:
في هذه السن لم يدخل المدرسة بعد.. أي أنه في سنوات ما قبل المدرسة.. ولكنه أصبح قادراً على أداء بعض المهارات مثل القراءة والكتابة والحساب.
العالم يعد بالنسبة له أشياء كثيرة مثيرة، تستحق المغامرة.
يحاول أن يكتسب أكبر قدر ممكن من الحياة اليومية.
يعتبر أنه وصل إلى حجر الزاوية في النمو.
يربط الأشياء بمسبباتها.. فهو يريد أن تكون الأشياء التي يعملها ذات معنى وأن تكون مفيدة.
يفتخر بما يعمله.. ويحاول أن يظهر نفسه الأكثر تميزاً.
يثق كثيراً في نفسه وقدراته وغالباً ما يحاول أن يعمل الأشياء التي قد تفوق هذه القدرات. فهو قليل الاستقرار والاتزان.
يحاول أن ينجز وينتهي من أي عمل يبدأ به.
هذا الطفل شغوف بالعمل والتعليم أكثر مما كان عليه بكثير.
يحترم حقوق وملكيات الآخرين كما يريد أن تعرف حقوقه وملكيته وتحترم. كما يحترم القواعد والتعليمات.
يمكنه الإقلاع عن أي شئ يطلب منه الإقلاع عنه ولكن إذا سُئِل عن شئ بطريقة لطيفة فإنه يلبي هذا الطلب.
علاقته بالآخرين
لقد أصبح الآن وهو في الخامسة من عمره مهتماً بالعالم الخارجي وذلك نتيجة رغبته في تعلم الكثير عن الأشياء والأشخاص، يحب تخطيط ومناقشة الرحلات التي يقوم بها مع الوالدين أو مع آخرين.يحتاج دائماً إلى أصدقائه.. وخاصة الأطفال من نفس عمره، يختار أفضل الأصدقاء.. ولكنه في هذه المرحلة يمكن أن يلعب مع مجموعة صغيرة من الأطفال، الطفل ذو الخمس سنوات يحب أن يسأل كثيراً ليس فقط لغرض الكلام ولكن أيضاً لرغبته في التعلم.
الطفل الأصم أو ضعيف السمع في هذا العمر يحب أن يقال له أسماء الأشياء حتى يقلدها، الأشياء والنماذج التي تم إعدادها للطفل في البيت تبدأ في التأثير على سلوك الطفل، يميل إلى الاستقلال ولعدم الحاجة لوالديه إلا قليلاً ولكن يقضي معظم وأفضل الأوقات معهم.. ربما بعد الغداء أو عند النوم، هذا الطفل يحتاج والديه إلى جواره عندما يكون مريضاً أو غير سعيد.
يبدو هذا الطفل ناضجاً ولكنه كطفل يحتاج كثيراً إلى ما يحتاجه الأطفال، لا تنس.. لا يوجد طفلين متشابهين
قبل البدء في أي شئ جديد.. دعنا نراجع ونتوسع في الأدوات التي ذكرت لك من قبل ونجعلها على شكل توجيهات هامة.. فكر فيها ثم اتبعها.
يجب أن يرى الطفل شفتيك
إن أهم التوجيهات التي ننصح بتنفيذها هو أن توفر أفضل رؤية ممكنة لشفتيك حتى يراها الطفل بوضوح، بمعنى توفير أوضح.. وأدق.. وأكمل رؤية لشفتي المتكلم. لذلك يجب أن تضع في اعتبارك الآتي في المقام الأول:
1. توفير الضوء الكافي والمناسب، فربما يكون الضوء هو الأكثر أهمية.. ويجب أن يسلط الضوء على شفتيك وليس على وجه الطفل.
2. المسافة بين وجه الطفل وشفتيك.. فالمسافة بين عيون الطفل وبين شفتيك يجب أن تكون على بعد من 90 :120سم.
3. الأطفال يختلفون بعضهم عن البعض الآخر في درجة تركيز النظر لذلك يجب أن تكون دائماً في مواجهته وعند مستوى نظره قدر الإمكان.
4. وبالطبع يجب أن يكون الطفل ناظراً إليك.
5. لا يجب أن يكون هناك شئ يعترض أو يؤثر على رؤية حركة شفتيك.. لا تأكل.. لا تمضغ اللبان لا تصدر أي حركة بالرأس أو اليدين.. أو بالجسم تكاد أن تعترض طريق عيني الطفل عن شفتيك.. احترس من التحرك الزائد أثناء الكلام.كن عند مستوى عيني الطفل، نرى العديد من الأشخاص عند التكلم إلى أطفالهم الصم ينحنون من منطقة الوسط نزولاً إلى مستوى الطفل الذي لا يمكنه من ملاحظة شفاه الوالدين المتحركة.. فماذا يحدث؟ يكون وجه الشخص المتكلم متخذاً زاوية.. وعندئذ تكون قراءة حركة الشفاه صعبة.. إذا لم تكن مستحيلة.
1. يجب أن يكون وجهك متوازياً مع وجه الطفل إما بأن يقوم الطفل بالوقوف حتى يصل إلى مستواك أو يجب عليك أنت أن تجلس حتى تصل إلى مستوى الطفل.
2. إن الطريقة الفعالة لتنفيذ ذلك أن تنحني تماماً على ركبتيك مع الاحتفاظ بظهرك منتصباً عندئذ في هذا الوضع سيكون وجهك متوازياً مع وجه الطفل بوضعه المثالي.
3. الشرح بين لك الطريقة التي يمكن أن تنحني بها حتى تصل إلى مستوى الطفل أو يمكن أن ترفع الطفل حتى يصل إلى مستواك.. وذلك بوضعه على كرسي عالي أو طاولة عالية.
4. باختصار.. . تكلم.. تكلم.. تكلم عندما ينظر الطفل إليك وجهاً لوجه.. عند مستوى عينيه.. وواجه الضوء.
5. تكلم بطريقة طبيعية.. تكلم بوضوح.. تكلم بطريقة صحيحة تكلم بمعدل سرعة عادية.. لا تقيد حركة شفتيك.. استخدم دائماً الجمل والعبارات الكاملة والقصيرة.
مراقبة الشفاه تأتي أولاً
لقد ذكرنا سابقاً أن مراقبة حركة الشفاه تأتي قبل قراءة حركة الشفاه، ربما كنت قد شعرت الآن أن الطفل نادراً ما ينظر إلى وجهك.. وإذا نظر إليك.. فإن نظرته تكون مختصرة.. قصيرة.
إن الطفل الصغير غالباً ما ينظر إلى الأشياء نظرة سطحية.. على الأقل حتى يعرف أن هناك شئ أفضل يحدث في محيط شفتيك، ولكن الأطفال.. تقريباً كل الأطفال ينظرون إلى وجوه الأشخاص الآخرين أكثر من الأب أو الأم أو المعلم، فالأطفال ينظرون إليهم غالبا:
لكي يحصلوا على موافقة ما، أو يحصلوا على وعد ما، أو يحصلوا على مساعدة ما، أو يجذبوا انتباههم، كما أن (كل الأطفال يحبون أن ننظر إليهم).
حاول أن تراقب الطفل وتسجل نظراته إلى وجهك لمدة خمسة عشرة دقيقة في اليوم.. خذ ورقة وقلم رصاص.. لا تشترك في أي نشاط من الأنشطة.. تفرغ تماماً لكي تسجل عدد المرات التي ينظر الطفل إليك.. كلما نظر الطفل إلى وجهك.. ضع علامة بالقلم الرصاص على الورقة.. بعد فترة قصيرة جداً ستندهش من عدد العلامات التي سجلتها.. وعدد نظرات الطفل إلى وجهك.أي أن الطفل ينظر دائماً.. ولكن نظراته في البداية تكون سريعة وسطحية.
|