وبعد أن وفت الإدارة الهلالية بكافة التزاماتها تجاه اللاعبين من حيث تجديد العقود وتسليمهم مستحقاتهم ورواتبهم أولاً بأول بحيث لم يعد هناك أي متأخرات لهم لدى الإدارة. ثم تعاقدها الرائع والسريع مع المدرب الكفء والقدير السيد بالاتشي فهل توافقت نتائج الفريق مع ذلك العمل الإداري الجاد؟ بالطبع لا.. للأسف.
ولذلك أسباب أربعة منها واحد خارج عن إرادة الإدارة وثلاثة بيدها وتحت سيطرتها. فأما ما هو خارج عن إرادتها فهو انها استلمت النادي وفرقه الكروية شبه منهارة بسبب السياسات الإدارية السابقة لذلك فإذا قسنا وضع الفريق الهلالي اليوم بوضعه قبل مجيء الإدارة الحالية فسنلاحظ فارقاً كبيراً وتطوراً ملموساً ولكن يبقى المأمول أكبر مما تحقق.
أما الأسباب الثلاثة التي بيد الإدارة وتحت سيطرتها والتي ما زال الفريق يفتقدها فهي أولاً اكمال عقد اللاعبين الأجانب (بارزين ومميزين وليسوا من ذوي التجارب وشختك بختك)، وثانياً الاهتمام بعامل التهيئة المعنوية والتحفيز النفسي قبل المباريات وبين أشواطها لإشعال الحماس في نفوس اللاعبين وإيقاد روح البذل والعطاء لديهم، ولتحقيق هذا العامل الهام يتحتم اقتراب شخصية مهمة ومؤثرة من اللاعبين ومرافقتهم في كل المباريات داخل الرياض وخارجها، فمن النادر أن يتولد الحماس ذاتياً لدى اللاعب لذلك لا بد من محفز ومحرض خارجي لإشعاله وهذه مسؤولية إدارية بحتة وغيابها يعد تقصيراً من الإدارة ولا شك، أما السبب الثالث في عدم توافق النتائج مع الجهود المبذولة فهو ضعف الجوانب الرقابية على اللاعبين وعدم محاسبة المقصرين منهم في المباريات ممن ينتظر ويؤمل منهم عطاءات وجهود وتضحيات أكبر مما يقدمونه الآن مهما كانت اسماؤهم ومواقعهم ولكن دون تجنٍ أو تعسف، فالإدارة لم تقصر معهم في الوفاء بما لهم لذلك يجب محاسبتهم وليقدموا ما عليهم، وإلا فعلى أي أساس حصلوا على مقدمات العقود العالية ولماذا خصصت لهم الرواتب الكبيرة؟!
وسيبقى الفريق الكروي في النهاية هو المؤشر الذي ستعتمد عليه الجماهير في إصدار حكمها على عمل الإدارة، لأن الإدارة مهما عملت وأنجزت وحققت من النجاحات في الجوانب التنظيمية والاستثمارية والنشاطات الثقافية والاجتماعية فإن نتائج الفريق الكروي ستكون هي المعيار الأول والأهم في قياس النجاح الكلي للإدارة من عدمه.
|