لا يختلف اثنان من العرب أن بقاء صدام في الحكم خطأ، ولكن في الوقت نفسه نرى نحن العرب إبادة الشعب العراقي الشقيق بحجة تغيير نظام صدام هو جريمة لن يغفر التاريخ لنا قبولها أو السكوت عليها.
واختلفنا نحن العرب «كعادتنا» بين مؤيد لضرب العراق بحجة أن نظام صدام لا يمتثل لقرارات الأمم المتحدة والتي هي في الواقع قرارات الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تتظلل بمظلتها. وبين من يحكم العقل والمنطق في التعامل مع عنجهية صدام.. ومهما كانت الاختلافات والاستراتيجيات والسياسات في التعامل مع حكومة صدام.. إلا أنه علينا نحن العرب أن نقف بجانب الشعب العراقي الشقيق.
وبالأمس اطلعت على نص المبادرة السعودية والتي جاءت تحت عنوان «ميثاق لإصلاح الوضع العربي» والتي دعت إلى ميثاق عربي جديد يضمن حماية المصالح المشروعة والعادلة لأمتنا العربية.. ويبني العمل العربي المشترك على أوثق العرى وأقواها.. وينظم العلاقات فيما بين الدول العربية.. ويوجه العلاقات مع دول العالم.
وقد ركزت هذه المبادرة السعودية في أحد بنودها أن الملوك والرؤساء العرب يعبرون عن ر فضهم القاطع لأي عدوان خارجي غير مشروع.. ضد أي دولة عربية.. والتزامهم بحل جميع الخلافات العربية بالطرق السلمية.. وتحريمهم لاستخدام القوة بين الدول العربية من الداخل أو الخارج.
وكما لاحظنا أن المبادرة السعودية تطالب جميع العرب بالوقوف صفاً واحداً في و جه كل من يحاول إضعاف الصف العربي.. وبناء على ذلك فنحن نطالب العرب.. كل العرب بدعوة الجامعة العربية للاجتماع في أقرب فرصة ممكنة لإرسال رسالة واضحة إلى قوى الشر والتي تتربص بالأمتين الإسلامية والعربية وتعلن رفضها القاطع لضرب الشعب العراقي الشقيق الذي لا ناقة ولا جمل له في الخلافات الدائرة بين نظام صدام والولايات المتحدة.. ونحن نعرف أسباب هذا الخلاف الشخصي.. بين صدام وبوش. دعوة لجميع العرب أن يتخذوا من مبادرة السعودية خطوة إيجابية لوقف الاعتداء على الشعب العراقي قبل فوات الأوان.
| 
