Tuesday 21st January,2003 11072العدد الثلاثاء 18 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مشاهداتي في مستشفى البكيرية مشاهداتي في مستشفى البكيرية
عمر بن علي السديس

الطبيعة الإنسانية تفرض على الإنسان الضجر وعدم الرغبة بحلول المرض سواء كان به أو بعزيز عليه، ولكن إذا حل المرض، فالواجب على المسلم استشعار الأجر المترتب على هذا المرض الذي تكفله الشريعة المطهرة.
فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يصيبه أذى إلا حاتت عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر). وورد في موطأ مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يرد الله به خيراً يصب منه) هذه الأحاديث النبوية الشريفة وأمثالها تجعل المؤمن إذا استشعرها يحمد الله عندما يصيبه المرض أو يصيب عزيزاً عليه.
ولقد ابتلي والدي رحمه الله بمرض استمر معه ستة أشهر ونيف لازم خلالها السرير الابيض في مستشفى البكيرية أسأل الله أن يكون ما أصابه رفعة في درجاته مصداقا للحديث النبوي الذي خرجه أبوداود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده قال أبوداود زاد ابن نفيل ثم صبره عليه ثم اتفقا حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى.
وكان المرض الذي ألم بوالدي رحمه الله كالمجهر أبان لنا حقيقة مستشفى البكيرية وما يملكه من مهارات طبية وأياد تمريضية ماهرة اتضح لنا ذلك جلياً من خلال رحلة والدي المرضية التي دائما ما يطرأ عليها تحولات تدق عندنا ناقوس الخطر تستدعي التدخل الطبي المباشر الذي دائما وبعد توفيق الله ما يكون موفقاً.
إضافة الى الجو الأسري الذي يعيشه المريض ومرافقوه في المستشفى، وذلك من خلال تعامل الهيئة الإدارية والطبية والتمريضية مع المريض ومرافقيه ولعلي أسوق لكم قصة هي واحدة من عشرات القصص التي يتجلى فيها الجو الأسري الذي يعيشه المريض في المستشفى، ففي أحد الأيام وفي ساعة متأخرة من الليل وأثناء تواجدي عند والدي رحمه الله جلجل جرس الهاتف وإذا بشخص يسأل الممرضة عن حالة والدي المتردية إذ ذاك أسئلة دقيقة فعلمت عندما أغلق الهاتف انه رئيس أطباء الباطنية فعجبت من هذا التصرف وأكبرته في نفسي يتصل من منزله، وفي ساعة متأخرة من الليل مع وجود طبيب مناوب ليطمئن على صحة والدي رحمه الله ثم بعدما علمت أن هذا هو ديدن هذا الطبيب. وأمثاله كثير في مستشفى البكيرية.
أما ما يتعلق بالهيئة التمريضية المتفانية في خدمة المريض فما شاهدته خلال تواجدي اليومي في المستشفى من عناية فائقة تماثل أو تفوق أكبر المستشفيات التي عايشت عنايتها أو سمعت عنها أمر يستحق الإشادة.
ومما يدل على ما ذكرته ما شهد به أحد زملائي على رفعة الخدمات التمريضية في مستشفى البكيرية عندما قام مأجورا بزيارة والدي وقد كان عايش عناية العديد من المستشفيات داخل وخارج المملكة لمرض لازم والده فترة ليست بالقصيرة.
والحقيقة أن المدة التي أمضاها والدي رحمه الله في المستشفى وتعاهدنا إخوتي وأنا الوالد بالتناوب عليه أبانت لنا وبجلاء ما يعيشه المستشفى وبجميع أقسامه من تطور ملحوظ لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ثم الجهد المبذول والواضح من إدارة المستشفى التي هي خلف كل جهد مشكور.
فقد رأيت وفي أحيان كثيرة وفي أوقات متفاوتة مدير المستشفى وبنفسه يطمئن على صحة المرضى وبنفسه يستفسر عن أحوالهم وبنفسه يتابع تطورات حالاتهم المرضية مع سؤال المقصر وتشجيع المجتهد.
والمواقف التي تذكر فتشكر كثيرة لا أملك معها إلا قول الشاعر:


إذا حويت خصال الخير أجمعها
فضلاً وعاملت كل الناس بالحسن
لم تعدم الخير من ذي العرش تحرزه
والشكر من خلقه في السر والعلن

أخيراً أزجي الشكر أجزله والامتنان أوفره لإدارة المستشفى وكادره الطبي، وعلى رأسهم أطباء الباطنية والعناية المركزة وكادره التمريضي وعلى رأسهم طاقم العناية التمريضي المتميز.
بارك الله في الجهود وسدد الله الخطى ووفق الله الجميع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved