تتسارع خطى الجهود الرامية إلى تجنب حرب في المنطقة وهي جهود تشارك فيها المملكة مشاركة فاعلة، فهناك الآن الاجتماع الذي دعت إليه تركيا كلاً من المملكة ومصر والأردن وسوريا على مستوي وزراء الخارجية، وفي ذات الوقت هناك حديث عن قمة لم تتأكد ملامحها ترمي إلى ذات الهدف.
ووسط هذه الفورة من النشاط الدبلوماسي، فإن إيقاع العمل المرتبط بالحرب يتزايد بدوره، ما يجعل المشهد يبدو وكأنه صراع بين الحرب والسلام.
ففي جانب السلام هناك حديث طيب من قبل مسؤولي برنامج التفتيش عن أسلحة العراق: البرادعي وهانز بليكس، اللذين رأيا يوم الأحد أن الحرب ليست حتمية.. وأهمية هذا التصريح أنه يجيء وسط التحركات المحمومة للاستعداد للحرب كما يجيء التصريح في أعقاب الإعلان عن اكتشاف عدة رؤوس حربية فارغة ما دعا البعض إلى النظر إليها كذريعة لشن الهجوم على العراق.
وفي خانة السلام أيضاً هناك تلك الإشادة البريطانية وتحديداً من قبل وزير الخارجية البريطاني الذي رحب بجهود المملكة لتجنب الحرب ما يعني أنه حتى الذين يراهنون على الحرب، ومنهم بريطانيا يرون إمكانية نجاح مساعي السلام وأنهم يدعمونها.
وبينما يتحدث المفتشون عن نفاد الوقت، ويشير الرئيس الأمريكي إلى نفاد الصبر، فإن المفتشين يشيرون بذلك إلى موعد السابع والعشرين من الشهر الجاري وهو الموعد الذي يتعين عليهم أن يقدموا فيه تقريراً عن مهمتهم في العراق، أما الرئيس الأمريكي فهو يتحدث عن نفاد الصبر تجاه العراق، لأنه يرى أن العراق لم يقدم حتى الآن كل شيء، مشيراً ضمناً إلى أن واشنطن تعرف الكثير الذي لم يفصح عنه العراق.
ومن الواضح أننا إزاء أيام حاسمة ما يعني ضرورة إفساح المجال للعمل الموضوعي الذي تسنده الشرعية الدولية، أي توفير كل الظروف التي من شأنها إنجاز مهمة المفتشين مع عدم التعجيل بإجراءات التفتيش وتجاوز المراحل حتى تأتي النتائج بعيدةً عن كل ما يمكن أن يلحق بها من تأثيرات.
|