|
احيانا ما تتلبس الانسان حالة من الالم الشديد نيابة عن او شفقة على انسان آخر عزيز لديه يتعرض لموضوع من مواضع الابتلاء، ومنها المرض وما يقتضيه احيانا من جراحات في اعضاء الجسم، ما دق منها وما عظم. وكلما عظم الخطر على ذاك المريض العزيز ازداد القلق وتزايد الم المحبين من حوله فما بالك اذا كان المريض هو الاخ العزيز والصديق الصدوق؟ وما بالك لو ان الامر يتعلق بجراحة في القلب المفتوح، لتغيير جملة من شرايين ذاك الاخ الذي هو بمنزلة النفس؟! وانك لو اجد على بعض غيرك اكثر من وجدك على نفسك احيانا، او اكثر حتى من وجده هو على نفسه في موضع الالم والخطر، وهو امر لا يستغرب حتى في عالم شحت فيه العواطف فإن الاثرة تبقى شموعها في النفق الضبابي، وحين يكون المريض العزيز هو من تلك الشموع فإن الشمعة عادة ما تحترق لتضيء لمن حولها، كما يقول شخص كريم جاء ذكره وشعره في كتاب عبدالله لويحان، والبيت على الارجح من شعر الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - وكأنه - اذا صح في حقه هذا الشعر - كان يصف بذلك نفسه اذ يقول: |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |