* الطائف عليان آل سعدان
وقع بالطائف حادثان منفصلان راح ضحيتهما 4 عمال نتيجة اللا وعي وعدم التقيد بأنظمة وارشادات الدفاع المدني التي تحث بصورة دائمة على عدم تنزيل مواطير الكهرباء لشفط المياه من قاع الخزانات ونزول العمال في مثل هذه الخزانات وكذلك عدم اشعال الفحم كوسيلة للتدفئة في داخل الغرف واغلاق كل فتحاتها ونتيجة لهذه المخالفات من قبل اربعة عمال مقيمين من جنسيتين مختلفتين لقي هؤلاءالعمال مصرعهم.
وكانت الحادثة الأولى التي نشرتها الجزيرة في حينها لاثنين من العمال يعملان مع مقاول واحد قد عادا لمنزلهما بعد عناء يوم كامل من العمل وفي طريق عودتهما سيراً على الاقدام شعرا ببرودة شديدة في الجو فتوجها إلى محل بيع فحم وقاما بشراء كيلو واحد بهدف اشعاله والتدفئة عليه من برودة الجو القارس بالطائف.
وبعد أن تناولا طعام العشاء وتجاذبا أطراف الحديث عن شوقهما وحنينهما لارضهما وابنائهما كان الفحم قد تحول إلى جمر وسط المدفئة ووضعاه وسط غرفة نومهما التي احكما وسددا كل فتحاتها وخلدا للنوم بسرعة وعلى غير العادة بسبب استنشاقهما غاز اكسيد الكربون الصادر من هذا الفحم المحترق كانت النومة الأخيرة لهذين العاملين.
وفي المقابل وقعت حادثة اخرى لعاملين كانا يعملان مع مقاول ثان وقاما بتشغيل «ماطور» كهرباء لشفط المياه من خزان سكن تحت الانشاء وقبل تشغيل هذا «الماطور» في قاع الخزان كان العاملان يعرفان خطر ذلك ومع ذلك قررا النزول لقاع هذا الخزان وتشغيل «الماطور» وشفط المياه وظل هذا «الماطور» يعمل معهما في قاع الخزان حتى نفد الوقود منه وانطفأ وقبل انتهاء فترة العمل عثر على هذين العاملين في قاع الخزان وقد فارقا الحياة تماماً.
الدفاع المدني والأجهزة الأمنية التي باشرت هذين الحادثين وفتحت التحقيق فيهما اعتبرت وقوع مثل هذه الحوادث ناتجاً بسبب اللا وعي بطرق السلامة اللازمة.
وأكد في هذا الصدد مدير الدفاع المدني بالطائف المقدم محمد بن رافع الشهري ان مثل هذه الاخطاء تؤدي إلى وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة جداً والتي تحدث عنها الدفاع المدني كثيراً ووجه نداءاته وتوعيته عبر كل الوسائل الممكنة من كتيبات ومطويات ولقاءات ومحاضرات وندوات وعبر الصحف اليومية الى عدم استخدام الفحم كوسيلة للتدفئة في المنازل نظراً لما يشكله ذلك من خطورة بالغة على حياة الناس. وما حدث لهذين العاملين ليس الحادث الأول والاخير وهناك حوادث مشابهة جداً لهذا الحادث المؤسف نتيجة اشعال الفحم للتدفئة خلال فعل الشتاء. وكذلك تشغيل مواطير الكهرباء في قاع الخزانات أو الآبار والتي تولد غازات تؤدي منذ بداية استنشاقها الى فقدان التوازن والدوار والسقوط المفاجىء والوفاة الفورية وبرغم ما نقدمه من حملات توعوية مكثفة خاصة خلال هذه الايام بمناسبة تنفيذ فعاليات حملة الدفاع المدني للسلامة الشاملة فإننا سنقوم بعملية التكثيف أكثر على هذين الجانبين جانب اشعال الفحم خلال فصل الشتاء للتدفئة وتشغيل المواطير في قاع خزانات المياه والآبار وسنوجه التوعية أكثر في هذا الجانب للمواطنين والمقيمين بصورة عامة حتى لا يتكرر وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة. كما سنركز على الشركات والمؤسسات والمقاولين بتوعية العمال لديهم بعدم تنزيل اي «مواطير» في قاع الخزانات وتشغيلها والاعتماد على خراطيم طويلة يمكن مدها لقاع الخزان لشفط اي مياه بداخله خلال مرحلة العمل الانشائي وكذلك الوضع بالنسبة للآبار، مؤكدا أن الدفاع المدني يعتمد في ايصال توعيته للجميع من مواطنين ومقيمين.
|