لست ممن يحب الكتابة عن الحقل الأكاديمي لأسباب كثيرة.. تبدأ أولاً.. بأني بعيد عن هذا الحقل.. ثم إن «بعض» الأكاديميين.. أقول بعض وليس كلهم ولا أكثرهم «كالطاووس» يمتلئ غروراً وغطرسة.. ويظن أنه لا أحد في هذه الدنيا مثله.. ولا أحد حصل على الدكتوراه غيره.. ولا أحد درس في الجامعة غيره.. ولا أحد يعرف ويفهم غيره.. ويظن أن كل البشر غيره.. جهلة متخلفون.. بل ربما يراهم تافهين.. وبالتالي.. لا حاجة إلى عراك مع هؤلاء الطواويس..!!.
** أعود وأقول.. إنني دوماً.. ما أتلقى اتصالات من بعض طلاب الجامعة.. يشكون بعض أحوالهم داخل الجامعة.. لكن مشكلة الطالب مع عضو هيئة التدريس بالجامعة.. كثر الكلام حولها في كل مجلس.
** يقول هؤلاء الطلبة في اتصالاتهم.. إن «بعض» أيضاً نؤكد «بعض» أعضاء هيئة التدريس بلغ به الغرور والغطرسة والصلف و«شين النفس» درجة لا تطاق.. وبعضهم بلغ به «القشر» والعناد وسوء التعامل.. درجة أكبر مما نتصور.. وبعضهم يستخدم ألفاظاً بشعة وعبارات قاسية وكأنه «في سوق الْعَلَف» وليس أمام طلاب في الجامعة.
** تخيلوا.. اتصل بي طلاب من أحد الأقسام بالجامعة يقولون.. إن أحد أعضاء هيئة التدريس يخاطبنا بعبارات بشعة.. ويستخدم أسلوباً فظاً غليظاً.. ويتهكم من الطلاب حتى صار أمامهم كالشبح المخيف.
** وآخر يقول.. إننا نكره الجامعة بسببه.. وثالث يقول.. نشعر بالرعب والخوف منذ لحظة دخوله القاعة.. حتى يخرج.. وعندها نتنفس الصعداء.
** ورابع يقول.. لا ندري ماذا سيفاجئنا به اليوم من غلظة وعنف وسوء أدب.. فهل هذا يربي أجيالاً.. وهل هذا يدرك أنه يعمل في حقل أكاديمي تربوي يفترض فيه إعداد الطلاب نفسياً وتربوياً وأخلاقياً قبل إعدادهم علمياً؟
** يقول أحد الطلاب.. إنه متى نزلت المواد للتسجيل.. انكب الطلاب على أستاذ معين وتركوا الآخر في نفس المادة والشعبة والتخصص.. لأن هذا الأستاذ الذي انكبوا عليه.. سوي معتدل يتعامل كأستاذ.. والآخر أقشر معقد.. وعند النتيجة.. الأستاذ السوي المعتدل.. ظهرت النتائج عنده معقولة مقبولة والآخر ثلاثة أرباع الطلاب راسبون.. والربع الناجح من الطلاب بدرجة مقبول فقط.. ونتائجه كلها «حوسه» ومشاكل..
** أين عميد الكلية.. وأين رئيس القسم.. وأين مدير الجامعة؟!
** لماذا لا يسأل هذا الأستاذ عن هذه النتائج.. مع أن زملاءه في نفس التخصص لم يظهروا بمثل هذه النتيجة المخجلة.. ولم يرسب عندهم كل هذا العدد.. ولم تكن نتائجهم هكذا؟!
** تخيلوا.. أستاذ يتوعَّد طلابه.. وآخر يقول لأحد الطلاب عندما سأله «مِشْ خشمك.. ثم اسأل؟!».
بل نسب إلى بعض الأساتذة ما هو أبشع من ذلك فهل هذا صحيح؟
** هل مدير الجامعة يدرك ذلك.. وهل هذا الأمر يُسكت عليه.. أم أن أنظمة الجامعات تجيز ذلك؟!.
** ثم إننا نسمع أحياناً.. أن هذا الأستاذ قد أُبعد عن التدريس لأسباب أكاديمية أو غيرها.. ثم نفاجأ به قد عاد إلى التدريس«؟!!».
** فكيف أبعد وكيف عاد.. وهل كان قرار الإبعاد خاطئاً.. أم أن قرار الإعادة هو الخاطئ.. أم نحن الذين لا نفهم و«نِمِشْ خْشُومنا ونسكت؟!».
** تصوروا.. في جامعة الأمير سلطان بالرياض.. وفي جامعات أخرى حضارية عريقة.. يطلب من الطلاب رأيهم في أستاذهم في نهاية العام.. ويسجل الطلاب عادة رأيهم في الأستاذ.. ولا شك أن هذه المعلومات التي يسجلها الطلاب.. تحلل وتدرس وتقيم من خلالها الأستاذ.. وليست لمجرد «الزبرقة» أو لمجرد الكلام.. بل هي أسلوب حضاري.. وأسلوب علمي مطلوب.
** أما في بعض «الجامعات» مع الأسف.. فالأستاذ يشبه الشرطي قبل خمسين سنة «بعبع» يخيف الجميع.. حتى الآباء يشتكون من هؤلاء الأساتذة.
** نحن بالطبع.. لا نعمم هذا الحكم.. لأننا نجزم.. أن «99%» من أساتذة الجامعات لدينا «قمة» وعلى مستوى كبير.. لكن «1%» هذه.. تحتاج إلى إعادة نظر.. وليت جامعاتنا تُنَظَّف منهم.
** أين مديرو الجامعات من ذلك.. وهل أستاذ الجامعة فوق المحاسبة والمتابعة والمراقبة والعقاب.. حتى لو كان من فئة «مَسْنُود» أو «يا خال أبوي حِكْ ظْهَرِيْ؟!».
** أما إن كان الهدف.. هو تسليط تلك النوعية من الأساتذة على الطلاب من أجل تطفيشهم.. لأن عدد الطلاب كبير.. والكراسي قليلة.. والواسطات «زحمة».
** لقد ترددت كثيراً.. في نشر هذا الموضوع.. ولكن أمام ضغط الاتصالات من الطلاب هذه الأيام.. ومع الامتحانات.. وجدت نفسي بعد «مَشْ خشمي؟!» ملزماً بنقل وجهة نظرهم.. ولأضعها أمام أصحاب المعالي مديرو الجامعات.. إلا إذا كان أعضاء هيئة التدريس من فئة «المسنود» فوق المحاسبة وفوق المراجعة. وفوق الخطأ.. وفوق المجتمع.. وفوق التقييم.. وفوق الجميع.. فهذا شأن آخر.
** مؤكداً مرة أخيرة.. إنني لا أعني سوى نسبة لا تزيد على «نصف» في المئة على الأكثر.. بل ربما أقل من ذلك.. وهذا بالطبع.. مصدره الطلاب و«أحياناً» بعض الأساتذة أنفسهم عندما نسألهم ويجيبوننا بالواقع جزاهم الله خيراً.
** هل نسمع علاجاً قريباً.. أم «نِمِشْ» خشومنا ونسكت؟!.
|