* القاهرة- مكتب الجزيرة- محمد العجمي- عبد الله الحصري:
أكدت سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة على انها لا تتقاضى أي رسوم عن تأشيرات الحج والعمرة لأنها مجانية في اطار التعاون الوثيق بين المملكة العربية السعودية ومصر لسد الثغرات أمام سماسرة الحج والعمرة، ورفضت الحكومة المصرية للعام الثاني على التوالي منح أعضاء مجلسي الشعب والشورى تأشيرات حج مجانية تحت أي مسمى بسبب ما حدث العام الماضي من تجارة مارسها أحد الأعضاء من بيع التأشيرات بمبالغ كبيرة في السوق السوداء، و أكد كمال الشاذلي وزير شؤون مجلسي الشعب والشورى أمام مجلس الشورى أن الحكومة لن توزع تأشيرات مجانية على النواب، ولن تسمح باستثناءات لأي أحد أو جهة، مشيرا إلى أنه لايجب تمييز النواب عن المواطنين، وأن على النواب أن ينأوا بأنفسهم عن المطالبة باستثناءات لهم في أي مجال.
وقد بلغت حصة مصر هذا العام 60 ألف تأشيرة توزع بين حجاج القرعة والسياحة والجمعيات الأهلية، كما تم تخصيص 2000 تأشيرة للبعثات الدبلوماسية.
كما دعت وزارة السياحة المصرية المواطنين الراغبين في اداء الحج هذا العام إلى التعامل مع شركات السياحة الحاصلة على تراخيص التنظيم لهذه الرحلات مباشرة والابتعاد عن التعامل مع سماسرة من الخارج حتى لا يتعرضوا لعمليات نصب واحتيال، كما ناشدت وزارة الداخلية جميع المواطنين بضرورة تحري الدقة والالتزام بالطرق المشروعة عند الحصول على تأشيرات الحج.
ضحايا السمسرة
لا يوجد عربي لا يتذكر الحادث الذي راح ضحيته 51 مصرياً كانوا في طريقهم الى الأراضي المقدسة وكان الحادث اشارة حقيقية للاهمال والابتزاز الذي يتعرض له ضيوف بيت الرحمن في هذا الموسم حيث بدأت الرحلة المأساوية قبل أن يتحرك الأتوبيس السياحي من أمام مقر الشركة وكان مقرراً لهذا الفوج السفر بحرا وتم الاتفاق مع الشركة على السفر بواسطة البواخر من ميناء السويس وتم دفع المبالغ المحددة لهذا السفر وقامت الشركات باستخراج التأشيرات وبدأت الشركة في التلاعب حيث حددت عدة مواعيد للسفر وفي كل مرة كان الضحايا يستعدون في حزم متاعهم وارتداء ملابس الاحرام وتوديع الأقارب والوقوف في المكان المحدد لساعات انتظاراً لقدوم الأتوبيس لنقلهم الى ميناء السويس ولكن يتخلف في كل مرة، ثم يتحدد موعد أخر وهكذا تكرر السيناريو نفسه أكثر من مرة حتى جاءت المفاجأة التي تظهر عمق الاهمال وانتهاز روحانيات المصريين الى بيت الله الحرام فبعد قدوم الاتوبيس واثناء سيره اكتشف الركاب انه متهالك وسرعان ما سقط من منحدرمما اسفر عن مصرع جميع ركاب الاتوبيس وعددهم 51 معتمرا بالاضافة الى السائق بميناء العقبة الاردني وجاء العقاب محدودا حيث تم ايقاف نشاط شركتين للسياحة وشركة للنقل السياحي لمدة ستة أشهر تطبيقا لأحكام القانون بالاضافة الى ايقاف نشاط الشركة صاحبة الرحلة لمدة ثلاثة أشهر فقط .
معاقبة الشركات
يؤكد الدكتور سمير طوبار استاذ الاقتصاد أن عمليات التلاعب بالحجاج والمعتمرين والنصب عليهم غير مقبولة وغش نهى عنه الاسلام وابتزاز يضر بمصالح الناس ويعرضهم للمخاطر الى جانب ما يحدث في السوق من ازمة حادة في الريال مستغلين اقبال المصريين على هذه العمله فترتفع قيمتها بدرجات كبيرة.
ويضيف أن الحجاج عليهم دور رئيس في محاربة هذا الغش و تلاعب الشركات عن طريق تقديم البلاغات الى الهيئة المسؤولة عن الشركات السياحية حتى يتم اتخاذ العقوبات اللازمة نحو هذه الشركات ويجب على أصحاب الشركات مراعاة الله في زوار بيت الله الحرام وأن يلتزموا بما قدموه من وعود اما اذا حدث شيء خارج عن ارادتهم فيتم رد الأموال الى اصحابها ولا يتم تعريضهم للابتزاز واستغلال حاجتهم الى تلبية فريضة الله عز وجل.
ويؤكد ضرورة معاقبة الشركات المخالفة وتغليظ هذه العقوبات لتصل الى اغلاق الشركة المخالفة أو تغريمها بمبالغ كبيرة خاصة وان العقوبات الحالية غير رادعة وذلك حتى يلتزم المتعاملون مع الحجاج والمعتمرين بتقديم أحسن الخدمات لهم وأوضح أن ما يحدث له مردود عكسي على الاقتصاد من خلال أنه غش واحساس الناس بالظلم وتمنى الدكتور سمير طوبار أن يكون موسما موفقا ومن دون ازمات أو كوارث مطالبا الحجاج بالتعاون المتبادل بينهم وعدم السكوت عن أي اهمال يتم سواء من قبل الشركات المنظمة للرحلة أو شركات النقل أو الشركات التي تقدم الخدمة حتى لا يستمر أصحاب هذه الشركات في الابتزاز والنصب على زوار بيت الله الحرام.
السائق في الميزان
جهاد الغزالي صاحب شركة سياحية يوضح أن السفر البري ارخص أنواع السفر الى الأراضي المقدسة غير أنه يستغرق وقتا طويلا ومشقة نتيجة للمبيت أحيانا داخل الاتوبيس وهو أكثر الوسائل أمنا وأي حادث لا قدر الله يحمل الشركة خسائر كبيرة فهي تتحمل جزءا كبيرا من التأمين على المسافرين بالاضافة الى الملايين التي تفقدها الشركة ثمن الاتوبيسات لهذا تكون الشركات حريصة على أن تكون الاتوبيسات في حالة ممتازة تؤهلها للسفر لمسافات طويلة كما أن الشركات حاليا لا تسمح بسفر الاتوبيس بسائق احتياطي نظرا لطول المسافة ولاتاحة الفرصة للسائق للحصول على قسط من الراحة حتى يكون في أعلى درجات التركيز.
ويشارك الرأي مدحت التهامي مسؤول بإحدى شركات السياحة ويضيف أن السائق لابد أن يكون حاملا لرخصة قيادة درجة أولى ويخضع لاجراءات طبية خاصة في تحديد قوة النظر واللياقة والتأكد من عدم اصابته بأي أمراض بالاضافة الى سلامته من الناحية النفسية وأن تكون سنه مناسبة بحيث لا تتعدى 45 سنة.
اشتراطات للتأمين
وأضاف مسؤول بوزارة السياحة المصرية أنه تم وضع اشترطات لتأمين السفر البري بأن يكون لكل اتوبيس سائقان احدهما يكون احتياطيا مع اشتراط أن يكون السائق الاساسي على خبرة سابقة بالطريق ويثبت ذلك من خلال جواز السفر الخاص به ووضع شبكة على ظهر الاتوبيس للامتعه لمنع وضع اي شيء في ممرات الاتوبيسات حتى لا تعوق الحركة عند حدوث اى حادث وأوضح أن ادارة النقل السياحي تقوم بفحص الاتوبيسات المرشحة للسفر ويتم تشكيل لجان فنيه الى جانب اعداد دورة تنشيطية لقائدي السيارات السياحية المرشحين من قبل الشركات للسفر في رحلة الحج ويتم تعريفهم بأماكن الخطر في الطريق. الى جانب أن الوزارة تواجه اي اهمال او تسبب من قبل اي شركة بالعقاب الرادع الذي يتمثل في ايقاف الشركة ومعاقبتها ماليا.
الخوف الشديد
يتماثل الى الازمات في كل موسم حج خوف شديد من تكرار حادث الباخرة المصرية«سالم اكسبريس» الذي راح ضحيتها مئات من الحجاج المصريين منذ أكثر من عشر سنوات مما يتطرق الى الذهن مصير الحجاج أمام الأسطول البحري وما يحدث به ففي عام 1961 تم تأميم الشركة المصرية للملاحة البحرية وكانت وقتها تمتلك60 سفينه عملاقة من أحدث السفن الموجودة حينذاك وكانت تعطي العالم من خطوط ملاحية لأمريكا ولندن ونيويورك كأسطول تجاري عملاق الى أن بدأ الأمر في التدهور حتى وصل الى 14 سفينه.
|