* الجنادرية وسيلة الحلبي:
برعاية كريمة من لدن صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز آل سعود افتتحت عصر أمس الاثنين في الصالة الثقافية الفعاليات النسائية للتراث في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثامن عشر والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة حيث بدأت الفعاليات التي حضرتها صاحبات السمو الملكي الأميرات، وزوجات أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالمملكة وعميدات الكليات، والدكتورات والاستاذات وسيدات المجتمع بالسلام الملكي، ثم آيات من القرآن الكريم.. وبعد ذلك تحدثت رئيسة اللجنة النسائية للتراث الأستاذة فاطمة بنت محمد السلوم حيث رحبت بصاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز ضيفة الشرف وبصاحبات السمو والضيفات.. وقالت: التاريخ هو ذاكرة الأمم والشعوب، وها هو تاريخ الأمة يجدد لقاءنا معه في كل عام على أرض التراث، أرض تحمل تاريخ هذا الإنسان في هذا الوطن على أرض الجنادرية.. هذه المنطقة التراثية من وطننا تعرض موروثاتنا وتؤكد أصالتنا وتوضح طبيعة عاداتنا وتقاليدنا ببساطتها وعمقها.. كل عام تقدم الجنادرية ملتقى للثقافة والتراث، وارتباط الماضي بالحاضر لتواكب مستجدات الأمة وتستحث الخطى نحو الحوار البناء والاطلاع الواسع على تاريخ أمتنا العظيمة في إطار حاضرنا المعاصر، تخاطب الفكر والوجدان، الحاضر والماضي. إن تراثنا الإنساني قد احتوى كثيراً من عطاءات الفكر وتحدث عن مبادئ وتتطلع إلى تطور المجتمعات، وقد كانت رسالة الإسلام منذ ان أشرق نورها في مهبط الوحي على أرض مكة المكرمة عمل كل طرق التشريع التي تكفل الحياة الكريمة لكل إنسان على وجه الأرض، وان سياسة مجتمعنا تتبنى حقيقة أقرها مؤسس هذه الدولة وباني نهضتها منذ وضع خطاه على ثراها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله حين قال: نريد للمواطن ان يعيش سعيدا في وطنه في ظل كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فأصبحت مملكتنا ومازالت ملتزمة بمنهج الإسلام وتعمل في الوقت نفسه على ترسيخه في نفوس أبنائها ومنهجهم في حميع شؤون حياتهم بأعلى وأرقى تقنيات العصر مما تعبر عنه بآلاف الشواهد الحضارية القائمة على أرضها ونحن حين نستعيد هذا الماضي فإنه يعزز في نفوسنا هذا الانتماء الوطني لما تحقق لأمتنا في حاضرها وتتطلع للمزيد.. ولدينا طموحات أكبر لتلك الجهود العظيمة التي بذلها من بعده أبناء مؤسس هذا الكيان في حاضرنا في ظل اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وما نراه من تقدم في جميع المجالات الاجتماعية والتربوية والصحية وكل ما يخدم المواطن على هذه الأرض ومعه سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله .
وأوضحت السلوم في كلمتها انه كان للمرأة السعودية منذ انطلاقة هذا المهرجان ميزة لاظهار نشاطاتها وابداعاتها لأننا ندرك انها تشكل نصف المجتمع وان الحفاظ على كيانها ودورها أوصى به ديننا الحنيف، وان وجودنا هذا اليوم لهو أكبر دليل على أهمية هذا الدور وادراك المسؤولين للواجبات التي تقع على عاتق المرأة في ظل عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة الأصيلة بل هو حافز لها للسير للارتقاء نحو الأفضل حيث اننا نحرص في كل عام على اثراء هذه المشاركة من خلال مشاهدات حية لتاريخ المرأة عبر الجنادرية وفعالياتها.
فمهرجان الجنادرية هذا اللقاء التاريخي هو احتفالية تضم كل معالم الإبداع في مختلف الجوانب يحمل الفكرة الهادفة والمحور البناء للنقاش من موروث تقليدي أو تاريخ زاخر تأكيداً لعراقة ماضينا، وتتعدد معطياته وتتميز مشاركاته ثقافيا وتراثيا لتظل تؤكد جسور التواصل بين الآباء والأبناء وتحقق الترابط بين مختلف الأجيال والأمم، إننا في هذا العرس التراثي الذي يتردد صداه على المستوى المحلي والعالمي وتتطور وتمتد نشاطاته وفعالياته. تؤكد أهمية الدور الذي يناط بابنة هذا الوطن والذي حرص المسؤولون في تلك المؤسسة الوطنية ألا وهي «الحرس الوطني» وعلى رأسهم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني رائد هذه الفكرة ان تكون رسالة واضحة لتظهر طاقاتها الإبداعية وثقافتها العريقة.. وكذلك الاهتمام والمتابعة الذي نحظى به من صاحب السمو الملكي الأمير فريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان والذي يبذل كل الجهود لتظهر هذه الاحتفالية بالصورة المشرفة.
وفي نهاية كلمتها قدمت فاطمة السلوم شكرها الجزيل إلى صاحبات السمو الملكي على حضورهن وتشريفهن للمناسبة، ثم شكرت معالي الدكتور عبدالرحمن بن سبيت السبيت وكيل الحرس الوطني ورئيس اللجنة التنفيذية وشكرت جميع الذين بذلوا جهودا في سبيل إنجاز كل ما يحقق أهداف المهرجان وعلى رأسهم سعادة الأستاذ سعود الرومي مدير عام المهرجان والأخ عبدالله الجبال رئيس لجنة التراث الشعبي وكافة العاملين في الإدارة وعلى أرض المهرجان، وشكرت المشاركات من مختلف مناطق المملكة على مشاركتهن، وشكرت عضوات اللجنة النسائية واللجنة الإعلامية والإعلاميات على تواجدهن ودورهن الكبير في العطاء، ثم قدمت الشاعرة شيهانة الجبلين أبياتاً شعرية وبعد ذلك قدمت لوحة تراثية عن المملكة ثم فقرة أهازيج شعبية من منطقة القصيم، ثم فقرة أهازيج شعبية من منطقة المدينة المنورة، ثم فقرة عرض لعادات الزواج في مدينة الاحساء بالمنطقة الشرقية وأبياتاً شعرية قدمتها الشاعرة عزيزة حميد الأحمدي.
وبعد ذلك تفضلت رئيسة اللجنة النسائية للتراث الأستاذة فاطمة محمد السلوم بتسليم درع ضيفة الشرف لصاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز.
وبعد ذلك تفضلت صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز وبرفقتها صاحبات السمو الأميرات وعدد من الضيفات ترافقهن رئيسة اللجنة النسائية للتراث الأستاذة فاطمة محمد السلوم ونائبتها الأستاذة فريال كردي وعضوات اللجنة والإعلاميات بزيارة لصالة الفنون التشكيلية، ثم جناح المدينة المنورة، ثم جناح المنطقة الشرقية، والقصيم وحائل وخيمة الألعاب الشعبية ثم خيمة الحرفيات وبعد ذلك زارت حفظها الله جناح الاتصالات السعودية حيث كان الافتتاح الرسمي لهذا الجناح هذا العام ثم جناح منطقة عسير وجناح وزارة الحج والأوقاف.
تصريح الأميرة نوف
وبمناسبة الافتتاح صرحت صاحب السمو الملكي الأمير نوف بنت عبدالعزيز بقولها: الشكر لله أولاً ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- والشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز في هذا اليوم وفي الجنادرية «18» نفتخر ونعتز بالمرأة السعودية وبكل مسؤولة تعمل في المهرجان سواء كانت شاعرة أو أديبة أو إعلامية تعمل بجد من أجل وطنها.
وما أنا إلا واحدة من بنات هذا الوطن ويسعدني أن أكون معكن في كل عام وأسعد بخدمة وطني المملكة العربية السعودية وكم أسعدني وجود هذا الكم الهائل من النساء في الجنادرية هذا المهرجان الوطني الكبير المتمثل في الحرس الوطني .. هو هويتنا الثقافية وهو تراثنا وعلينا الحفاظ عليه بكل ما نستطيع من قوة وأدعو الله أن يؤمنا في أوطاننا ويحفظ لنا ولاة أمورنا ويديم علينا نعمة الأمن والأمان.
| 
