Tuesday 21st January,2003 11072العدد الثلاثاء 18 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
مؤتمر مواجهة الإرهاب ودور المجموعة الإسلامية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تعاطفاً مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد تعرضها لأعمال إرهابية في الحادي عشر من سبتمبر سارت الأسرة الدولية جمعاء خلفها في تضامن دولي لمحاربة الإرهاب الدولي، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ولسيطرة فكر يميني ينطلق من اعتقادات خاطئة حول هذه الحرب صوب الدول الإسلامية وسيطرت «فوبيا» على الأمريكيين مفادها بأن المسلمين مصدر الإرهاب وأبناءهم أدواته خالطة بين حق الشعوب في مواجهة قوات الاحتلال وجهودها في استعادة حقوقها من القوى التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد، وزاد في انحراف جهود مكافحة الإرهاب عن أهدافها الأساسية، إصرار واشنطن على توظيف هذه الحرب لخدمة مصالحها الخاصة، ومصالح ربيبتها إسرائيل التي اقنعت أمريكا بضم المنظمات الفلسطينية واللبنانية التي تناضل لانتزاع حقوقها المشروعة إلى الجهات التي يجب محاربتها بوصفها منظمات إرهابية.
الانحراف الأمريكي عن الهدف الأساسي لمواجهة الإرهاب، والاستغلال المقيت من قبل الإسرائيليين لهذه الحرب وارتكابها المجازر في فلسطين المحتلة أدى إلى تفكك التحالف الدولي المناهض للإرهاب، فالكثير من الدول وبالذات الدول الإسلامية والدول التي لا تخضع للهيمنة الأمريكية، لم تشأ أن تكون أدوات في فلك السياسة الأمريكية التي تسعى إلى تعزيز هيمنتها وتوسيع سيطرتها على أرجاء المعمورة كافة تحقيقاً لكسب مزيد من المصالح التي أدى تقاطعها مع مصالح دول أخرى تصنف دولاً حليفة مع أمريكا، إلى نفور هذه الدول من السياسة والأسلوب الأمريكيين اللذين ركزا اتهاماتهما وجهودهما على الدول الإسلامية بالذات مما أدى إلى تزايد حملات التشويه الإعلامية، زادتها التسريبات التي تنسب إلى مسؤولين أمريكيين تارة، وتارة أخرى إلى مراكز البحث والدراسات التي تعمل لصالح الحكومة الأمريكية، وهذا ما جعل الدول الإسلامية وبالذات الدول الخليجية منها مشغولة برد هذه الاتهامات وتوضيح الفكر الإسلامي الذي هو في الأساس ضد الأعمال الإرهابية من حيث المبدأ.
والآن تعقد في الأمم المتحدة اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية لتنشيط الجهود الدبلوماسية والسياسية لمواجهة ظاهرة الإرهاب وهذا الاجتماع يمثل فرصة طيبة للدول الإسلامية والخليجية بالذات لتوضيح مواقفها، والموقف الإسلامي بصفة خاصة، لأن الساحة الدولية الآن مهيأة لتقديم الجهود اللازمة وتقبلها لتحديد الفكر الخاص بقضايا الإسلام وتطويره، وبالذات مسألة «الإرهاب».. ومحاولات القوى المعادية ربطه بالجهاد، محاولة تغييب لسعي الإنسانية في ممارسة حقها في الدفاع عن وجودها ومصالحها وأوطانها بالمقاومة.
وتستند الدول الإسلامية في هذا الجهد إلى تراث حافل يرفدها تقدمه الشريعة الإسلامية وحضارتها الطويلة التي نبذت الإرهاب، كما تعززها الجهود المعاصرة للدول العربية التي تعد أول التجمعات الدولية التي تصدت لظاهرة الإرهاب، وسنت اتفاقية ضمت كل الدول العربية لمواجهة الإرهاب وتصنيفه دون إغفال حق الشعوب في مواجهة الاحتلال.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved