مشيراً إلى إحراز تقدم في الأزمة النووية مع بيونج يانج
باول يرفض المقارنة بين موقفي بلاده من كوريا والعراق

  * واشنطن من لوري سانتوس رويترز:
أشار وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إلى إحراز «بعض التقدم» في الجهود المبذولة لنزع فتيل التوتر مع كوريا الشمالية قبل أن يتوجه إلى الأمم المتحدة للقاء وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وظهر باول الذي حضر أمس الاثنين اجتماع مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب في حديثين تلفزيونيين هيمنت عليهما الحرب المحتملة على العراق، ورفض باول المقارنة بين موقف إدارته من كوريا الشمالية وجهودها لنزع سلاح بغداد بالقوة.
وقال لشبكة سي.إن.إن الإخبارية: «ليس لدينا قالب موحد للسياسات التي نطبقها في كل موقف».
وتبحث واشنطن عن حل دبلوماسي لإقناع بيونج يانج بالتخلي عن برامج التسلح النووي في حين تهدد العراق بالحرب إذا لم يتعاون مع مفتشي الأمم المتحدة عن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية.
وقال باول إنه سيبحث مع وزراء خارجية مجلس الأمن الوضع بعد قرار كوريا الشمالية هذا الشهر الانسحاب من اتفاقية حظر الانتشار النووي ويأمل أن يتعامل المجلس مع المسألة رسميا في وقت قريب.
وتريد واشنطن من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا إحالة الأمر للمجلس فيما يراه بعض المراقبين أسلوبا متباطئا لمنع هذه المسألة من التأثير على خطط شن حرب على العراق.
وقال باول: «تبحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذلك وآمل أن يجتمع مجلسها التنفيذي في الأجل غير البعيد في فيينا، وفي هذا الاجتماع يمكنهم إحالة المسألة لمجلس الأمن».
وقال مسؤول أمريكي إن باول بحث مسألتي العراق وكوريا الشمالية مع وزراء خارجية الصين وفرنسا والمكسيك في اجتماعات منفصلة في نيويورك يوم الاحد.
كما اجتمع في وقت لاحق أمس الاثنين مع وزراء خارجية بلغاريا وألمانيا وروسيا وإسبانيا.
وأبلغ مسؤول أمريكي بارز الصحفيين بعد اجتماعات باول يوم الاحد أن الدول الأخرى تلمس فشل الجهود المبذولة على مدى فترة طويلة لإقناع العراق بنزع أسلحته وتدرك مزايا السعي لحل سلمي مع كوريا الشمالية.
وعن برنامج التسلح النووي لكوريا الشمالية قال المسؤول: «نحن نبحث عن سبل لحل المسألة سلميا، نتطلع لاتخاذ خطوات توضح أن هذه مسألة مثيرة للقلق للمجتمع الدولي بأسره».
وانتقد توم داشل عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي الإدارة الأمريكية لأسلوب معالجتها للأزمة وقال إنه كانت هناك مؤشرات متضاربة ووجهت رسائل خاطئة ليس لكوريا وحدها بل لمختلف دول العالم.وقال داشل لشبكة سي.إن.إن: «أعتقد أن موقف الإدارة يفتقر للوضوح بشدة».
وقال يانج جييتشي سفير الصين لدى الولايات المتحدة لبرنامج على شبكة فوكس الإخبارية يوم الاحد إن عرض بلاده استضافة محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لم يقبل.
وقال السفير: «نأمل أن تعقد الولايات المتحدة وكوريا الشمالية محادثات قريبا... لكن حتى الآن لم يقترح أحد أن تعقد المحادثات في بكين... نأمل أن يظهر الجانبان قدرا من المرونة وضبط النفس وأن تبدأ المحادثات».
وفيما يتعلق بالعراق قال باول إن الولايات المتحدة تحاول «حل المشكلة دبلوماسيا منذ 12 عاما».
ومن ناحية أخرى، تجاهلت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي ما تردد في المنطقة عن عمل عسكري أمريكي محتمل على شبه الجزيرة الكورية.
وأبلغت رايس محطة ان.بي.سي: «الرئيس يحتفظ بحقه في جميع الخيارات حتى يومنا هذا... لكنه يرى أن من الأفضل حل هذا الموقف بالطرق الدبلوماسية».