في مطلع حربه الأولى مع ايران.. مزق في عرض تلفزيوني اتفاقه على حسن الجوار مع ايران.. الذي وقعه مع الشاه في الجزائر بمباركة عربية إسلامية وعالمية.. ثم دخل معهم في حرب امتدت ثماني سنوات.. دمرت البلدين وأوقفت نمو جميع دول الخليج له.
في مطلع حربه الثانية وغزوه للكويت.. قدم اعتذاره للإيرانيين عن حربه المدمرة معهم.. وأعاد نصف شط العرب لهم.. وتنازل عن مكتسباته كافة من حربه معهم.. وأرسل لهم طائراته المدنية لحمايتها من التدمير.والآن ونحن في مطلع قيام حرب التخلص منه اعتذر عن غزوه الكويت.. اعتذر وياليته لم يعتذر؟!.. ليس لأن عذره أقبح من ذنبه.. فذنبه تجاوز القبح إلى الجريمة.. لكنه أكد أنه يعيش في واد والعالم بأسره في واد آخر.
في شهر ديسمبر من عام 90م وفي اجتماع جنيف مع وزير خارجية أمريكا جيمس بيكر أي قبل تدمير العراق بشهر.. كان يمكنه الخروج بانتصار معنوي ومادي هائل له وللعراق.. وقيل كان يمكنه الاحتفاظ بنصف الكويت لو وافق على التفاوض على الخروج من الكويت.. لكنه لم يفعل.
في مؤتمر جنيف ذاك كان من الواضح للعالم بكل جنسياته وطبقاته.. أن أمريكا تريد دفعه إلى عدم الخروج من الكويت.. حتى يتم ضرب العراق وطحنه.. وإرجاعه «50» سنة إلى الوراء.. ورهن مستقبله الاقتصادي«50» سنة إلى الأمام.
والآن من الواضح للقاصي والداني أن أمريكا تريد حرب العراق ورهناً ليس لمستقبله الاقتصادي فحسب بل السياسي.. وربما تمزيق العراق إلى دويلات عرقية ومذهبية.
لكن هل يسمح هذه المرة بذلك.. هل يكون عاقلاً أم مجنوناً أم خائناً؟.. من المؤسف أن معرفة ذلك لن يكون مهماً فالدمار الذي أحدثه حينها سيكون هائلا.
هل لدى العرب الوقت والقدرة اللذان يتيحان أخذ مبادرة تحمي العراق؟.. فأمريكا تقول انها فقط تريد رأسه.. كيف لنا أن نحمي العراق من أن يكون ثمناً لرأسه؟.
هل يمكن لأحد من العرب إقناعه باللجوء إلى بلد عربي يضمن له ولجماعته الحماية.
شاه إيران لجأ إلى مصر وحمى إيران من حرب أهلية.. فهل يفعل كما فعل الشاه ويحمي العراق من انتهاك طويل الأجل؟
جنون العظمة هو الذي جعله لا يرى فرصة جنيف الأولى.. وجنون العظمة نفسه لن يجعله يرى هذه الفرصة الثانية.. وسيدمر العراق وهو يعتقد أنه بذلك يحميه.
| 
