تعد جائزة المدينة المنورة صورة حية ومرآة تعكس بصدق النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا، لإطلاق آفاق رحبة من الإبداعات، والعطاءات والإنجازات في مختلف المجالات داخل هذا الوطن، ولتكرم من يستحق، في بقعة من أقدس بقاع الوطن.
ومن خلال الخبرات المكتسبة عبر السنوات الماضية طورت الجائزة وتم تحويلها إلى مؤسسة خيرية تحت اسم: «مؤسسة جائزة المدينة المنورة الخيرية»، وكرمت أكثر من 1300 فائز وفائزة في مختلف فروعها منذ عام 1415هـ، منهم 259 فائزاً وفائزة خلال هذا العام.
ومنذ أن بدأت جائزة المدينة المنورة عام 1415هـ وهي تطور أهدافها وتوسع مجالاتها وتوزع جوائزها على النخب المتميزة في كافة التخصصات والمجالات المختلفة، والتي من أبرزها «البحث العلمي» و«الخدمات العامة» و«النبوغ والتفوق الدراسي».
فمن أهم أهداف «جائزة البحث العلمي»، تشجيع البحث العلمي وشحذ المواهب الفكرية حتى تبحث وتنتج وتستكشف في جميع العلوم، وخاصة مجالات العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والعلوم البحتة والتطبيقية.
ومن أهم أهداف «جائزة الخدمات العامة» تشجيع التفوق في الأداء وحفز التنافس الشريف لتقديم أعمال متميزة في مجال الخدمات العامة بمنطقة المدينة المنورة، وترسيخ القيم والمثل الإسلامية. ومن أهم أهداف «جائزة النبوغ والتفوق الدراسي» تشجيع التفوق في مختلف مراحل التعليم ومجالاته، وتكريم من قدم خدمة متميزة للتعليم، وتشجيع ذوي المهارات والمواهب المتميزة والحفز على المزيد من التنافس والتحصيل.
ويعتبر التزايد في عدد البحوث المتميزة التي تقدم سنوياً، إلى جانب التزايد الكبير والملحوظ سنوياً في عدد من يحصلون على جائزة النبوغ والتفوق الدراسي، خير دليل على أن الجائزة تجني ثمارها بالفعل، وتحقق الغرض المنشود من ورائها، على أفضل وأكمل وجه.
وكان الحدث الأبرز هذا العام هو حصول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على جائزة المدينة المنورة بفروعها الثلاثة، لما قدمه من إنجازات عملاقة في مسيرة النهوض والتنمية في المملكة العربية السعودية لأكثر من 21 عاماً، ولما قدمه من دعم وتشجيع لمجالات البحث العلمي، والنبوغ والتفوق، ولما قدمه للمدينة المنورة من توسعة للحرم النبوي الشريف أسوة بما قدمه في مكة المكرمة من توسعة للحرم المكي الشريف ولخدمة ضيوف الرحمن وللمسلمين في كافة بقاع الارض.
كما منحت جائزة البحث العلمي مناصفة بين الدكتور عبداللطيف بن سعيد الغامدي عن كتابه «حقوق الإنسان في الإسلام» والدكتورة راوية بنت احمد الظهار عن بحثها «حقوق الإنسان في الإسلام» واللذين بلا شك جاءا في توقيت مهم وحيوي للغاية، ورداً مخرساً بالأدلة والبراهين القاطعة والموضوعية والملموسة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، التي تكرم الإنسان وتحميه وتحافظ عليه وعلى عرضه وماله وآدميته وتصونه من آفات الدنيا ومن شرور نفسه وتجعله معززاً مكرماً، وجاءا رداً على جميع الافتراءات التي تشنها الحملات الغربية المغرضة ضد الإسلام والمسلمين وتحت مسمى «حقوق الإنسان»، والتي لها أبعادها التي لا تخفى على أحد، وهناك ضرورة ماسة لترجمتها لعدة لغات غربية وبأسرع ما يمكن، ليطلع عليها الغرب، لأنها كفيلة بالتصدي لتلك الافتراءات ودحضها لأنها مدعمة بالقوانين الإلهية الربانية، المنزهة عن كل خطأ وعن كل غفلة، والصالحة لكل زمان ومكان...
كما منحت حائزة العلوم الإنسانية مناصفة بين الدكتور سعد أبو الرضا محمد والدكتور حبيب بن معلا اللويحق، عن أدب الطفل.
ومنحت جائزة العلوم البحتة والتطبيقية للدكتور عبدالله بن سعد المديهش عن بحثه «تأثير الاستخدام المكثف للأسمدة المعدنية على تراكم العناصر النادرة والثقيلة في بيئة التربة».
كما فاز «مستودع المدينة المنورة الخيري» بجائزة المدينة المنورة للخدمات الاجتماعية.كما فاز بالجائزة مناصفة في مجال «المرافق والخدمات العامة» كل من الأستاذ عامر بن عواض اللويحق المطيري والأستاذ هندي بن عوض القاضي.
كما فاز «مصنع مهد الذهب للمنتجات الفولاذية ومغاسل البخار» لصاحبه عاتق بن فارع الديحاني المطيري بالجائزة في مجال النشاط الاقتصادي.كما فاز مبنى فندق المدينة هيلتون ومكتب المصمم والمهندس زياد بن إبراهيم زيدان، بالجائزة في مجال العمارة.
وكان لافتاً للنظر التزايد المطرد كل عام في عدد الطلبة والطالبات الحاصلين على جائزة النبوغ والتفوق الدراسي، إلى جانب هذا العام كثير منهم وخاصة الفتيات من مدينة ينبع البحر وينبع الصناعية..
نحمد الله على توفيقه وجعل جائزة المدينة المنورة تسير بخطى ثابتة وتحتل مكانة متميزة بين مختلف الجوائز التي تعنى بتشجيع الكفاءات الوطنية وتنمية قدراتها في مختلف المجالات.
وكل الشكر والتقدير:
لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس مجلس جائزة المدينة المنورة على الجهود المتواصلة والمتابعة والتوجيه المستمرين لمجلس الجائزة والأمانة العامة واللجان الرئيسية مما دفعهم إلى العمل الدؤوب والإعداد بشكل ممتاز ومتميز لمختلف أعمالهم.
كما أشكر صاحبة السمو الأميرة عبطاء بنت حمود آل رشيد حفظها الله ، حرم صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة، على جهودها الكبيرة والمتواصلة في هذه الجائزة ورعايتها المتميزة لهذا التكريم، وعلى دعوتي ضيفة لجائزة المدينة المنورة لهذا العام.
كما أشكر الأستاذ الدكتور محمد سالم العوفي، الأمين العام للجائزة، والدكتورة نجاة بنت محمد سعيد الصائغ، عميدة قسم الطالبات، بجامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة، والدكتورة نورة سليمان البقعاوي، مديرة إدارة الإشراف التربوي على جهودهم المتميزة ودورهم البارز في العمل والإعداد للجائزة، والأختين نسرين حيدر قطان وأمل عبدالكريم جعفر من العلاقات العامة ولجنة الاستقبال، بجامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والجهود المتواصلة مع ضيوف الجائزة، وكل الشكر والتقدير لجميع القائمين على هذا العمل وإنجاحه.
فاكس 6066701/02 /9ص.ب 5484 جدة 21421
|