إن تسوس الأسنان ليس كما يعتقد البعض انه تخلل سوسة بداخل السن وانه يسبب تآكلها، كما يتخلل السوس الخشب، لا ولكنه عبارة عن تخمر فضلات الطعام وخاصة السكريات بفعل البكتيريا المتعايشة فسيولوجياً بالفم، مما ينتج عنه أحماض قوية تبدأ في إذابة الكالسيوم الموجود في الهيدروكس أبيتت «Hydroxy Appatite» مما يعتبر المادة غير العضوية «Inorganic Part» المكونة للسن وتبقى المادة العضوية وتتكون من ألياف الكولاجين «Collagen Fibres» التي تتلاشى بسهولة، وهكذا تكون فجوات التسوس في الأسنان وتتعاقبها الآلام البسيطة ثم الشديدة عند اقترابها من عصب السن، وان التسوس يبدأ سطحيا يشمل المينا «Enamel» ويكون غير مؤلم ثم يتقدم نحو العاج «Dentin» فيسبب آلاماً مع الطعام وآلاماً مع الشراب، ثم يتقدم نحو العصب فيسبب التهابات وآلاماً شديدة تستمر مع المريض معظم الوقت وقد تمنعه من النوم.
لذا فطبيب الأسنان هو الذي يكتشف بداية التسوس بالسن وخاصة في المناطق الخفية مثل ما بين الأسنان والأضراس، وذلك بالكشف الاكلينيكي والأشعة وطرق حديثة أخرى، وهنا تظهر أهمية الكشف الدوري كل ستة أشهر عند طبيب الأسنان وخاصة بالنسبة لمرضى السكري ومرضى التخلف العقلي والسيدات في فترة الحمل.
علاج تسوس الأسنان يكون بإزالة الجزء التالف من السن وتحضير السن بشكل معين وزوايا معينة تناسب مادة الحشو التي سيستقبلها السن، وذلك يؤثر في تماسك الحشو بالسن وصلابته وعمره الافتراضي.
وهذه المادة كذلك تناسب امتداد وعمق التسوس، فكل حالة ولها اختيار مناسب من الحشوات حسب تقدير ورؤية طبيب الأسنان ومكان ووظيفة السن.
إذا كان التسوس قد دمر أكثر من ثلث السن فيجب تغطيته بطربوش يتحمل القوى الواقعة عليه أثناء أداء وظيفة السن لأن أي حشو تكون قوى الانضغاط فيه أقل من السنة الطبيعية.
هناك مواد حديثة تستخدم كنوع من الوقاية لمنع تسوس الأضراس في المرضى الأكثر عرضة للتسوس، مثل الأضراس التي بها تعريجات كثيرة والمرضى الذين لديهم نسبة تسوس عالية تسمى «fissure sealant» للأطفال والكبار.
أما إذا ترك التسوس بلا علاج، فإنه يمتد حتى يصل إلى العصب حيث تتغذى البكتريا عليه، وهنا تكون الالتهابات الشديدة، التي إذا لم تعالج تسبب ضموراً وتعفناً في عصب الضرس والأوعية الدموية الموجودة بقناة العصب وإذا لم يتم عمل علاج عصب الضرس والأوعية الدموية الموجودة بقناة العصب وإذا لم يتم عمل علاج عصب لها، تخرج هذه الالتهابات نحو عظم الفك مكونة بؤرة صديد «خراج» «Dento Alveolar Abcess» مسببة تورماً، آلاماً شديدة وارتفاعاً في درجة الحرارة، وفي هذه الحالة يحتاج كذلك لعلاج عصب، ولكن نسبة نجاح علاج العصب هنا تكون أقل.
تدعم السن بعد علاج العصب بوتد ليقوي السن ويدعمها حتى تغطى بطربوش مناسب لحمايتها من الكسر قرب مستوى اللثة، وفي هذه الحالة نضطر إلى خلع الجذر المتبقي ولا ننتقع بعلاج العصب الذي تم.
لذا فنرجو ان يعي الناس أهمية معالجة الأسنان في بدايتها وأهمية الكشف الدوري لتجنب المشاكل العظمى فيها.
(*)المستشفى السعودي الألماني «الرياض»
|