يعتبر الربو الشعبي مرضاً شائعاً حيث ان حوالي 600 مليون شخص مصابون بالربو على مستوى العالم وهو مرض غير معد على الإطلاق.
والربو هو ضيق في الشعب الهوائية ينتج عنه صعوبة في التنفس وسعال وأزيز بالصدر عند التعرض للمواد المسببة للأزمة المهيجة للشعب الهوائية وقد تزول هذه الأعراض تلقائياً أو باستخدام الأدوية.
* ما هي مسببات الربو؟
مسببات الربو عديدة منها:
حبوب اللقاح وغبار الطلع الأشجاروالحشائش والزهور.
التدخين «مباشر أو سلبي».
الدخان الناتج عن الحرق أو طهي الطعام.
الغبار والأتربة والمبيدات الحشرية.
العطور النفاذة البخور الطلاء.
الغراء والموكيت والبطاطين وشراشف النوم المخدات المحشوة بريش الطيور.
التعرض للطيور والحيوانات المنزلية كالعصافير والببغاوات والقطط المنزلية.
الإجهاد والمجهود العضلي.
تلوث البيئة «عند التعرض للأبخرة أو لمواد الكيماوية» في مواقع العمل والمصانع.
التهابات الحلق والجيوب الأنفية والإنفلونزا من العوامل المساعدة لحدوث الأزمات.
ارتفاع نسبة الرطوبة أو البرودة الشديدة.
التعرض لحشرة غبار المنزل «عثة الفراش».
بعض المواد الغذائية كالسمك والفراولة والموز أو بعض منتجات الألبان وبعض المواد الحافظة المضافة للأغذية.
الفطريات وتكاثرها في الأماكن الرطبة مثل المطابخ ودورات المياه وكذلك في فلاتر ومرشحات المكيفات الهوائية أو سلات القمامة.
وقد نجد أن الشخص المصاب بالربو لديه حساسية من سبب واحد أو أكثر من المسببات السابقة، كما أن الحال يختلف من شخص إلى آخر.
أعراض الربو الشعبي:
ينتج عن ضيق الشعب الهوائية سعال وأزيز بالصدر وصعوبة في التنفس وبصاق لزج وقد يجد المريض صعوبة في إخراجه.
أما درجات الربو الشعبي فتختلف من بسيطة إلى متوسطة وشديدة.
1 الربو البسيط:
فترات وجيزة من الأعراض السابقة وقد تحدث أقل من نوبتين بالنهار خلال أسبوع أو أقل من نوبتين بالليل خلال شهر.
2 الربو المتوسط الشدة:
تستمر الأعراض لفترات أطول وقد تحدث أكثر من مرتين أسبوعياً خلال النهار أو أكثر من مرتين ليلاً بالشهر.
3 حالات الربو الشديد:
الأعراض مستمرة بالنهار مع عدم القدرة على القيام بمجهود جسماني وعدم النوم ليلاً. كذلك ازدياد ضربات القلب واستخدام البخاخات الموسعة للشعب الهوائية بكثرة.
أما الأزمة الربوية الخطيرة: فقد تحدث بشكل مفاجئ خلال يوم أو ساعات أو حتى خلال دقائق فنجد المريض ليس لديه القدرة على التحدث مع الآخرين أو الاستلقاء على ظهره نتيجة صعوبة شديدة في التنفس وقد تحدث زرقة بالشفتين وأطراف الأصابع «بسبب نقص الأكسجين بالدم» وقد يصاب المريض بهلع وهذيان وعرق نتيجة إحساسه بالاختناق وعدم تحسن حالته باستخدام جرعات إضافية من موسعات الشعب الهوائية، وفي هذه الحالة لا بد من مراجعة الطبيب فوراً أو أقرب مركز طبي أو مستشفى للعلاج.
علاج الربو الشعبي:
أولاً: الوقاية: وذلك عن طريق تجنب التعرض لمسببات الربو، بالابتعاد عن التدخين وعدم التواجد في الأماكن التي ينبعث فيها الدخان وتجنب غبار الطلع في مواسم تلقيح الأشجار والزهور مع تناول العلاجات الوقائية بانتظام للوقاية من آثاره.
لتفادي غبار المنزل يجب مسح الغبار بقطعة قماش مبللة أثناء التنظيف وغسل أغطية الأسرة والبطاطين كل أسبوعين وغسل شراشف النوم أسبوعياً في درجة حرارة لا تقل عن 50 درجة كذلك تجنب المخدات المحشوة بريش الطيور وتنظيف الموكيت والسجاد يومياً.
وينصح لتفادي حشرة غبار المنزل «عشة الفراش» استخدام مبيد يحتوي على مادة بنزيل بنزوات للقضاء على الحشرة.
أما المريض الذي لديه حساسية لحشرة غبار المنزل فيجب البقاء خارج المنزل أثناء التنظيف أو استخدام الكمامات الواقية مع ترك نوافذ المنزل مفتوحة أثناء التنظيف واستخدام مكانس كهربائية ذات منق للهواء «هيبا فلتر».
لتفادي نمو الفطريات وتكاثرها:
يجب تهوية المنزل يومياً واستخدام المراوح الشافطة في المطبخ والحمام. كذلك التخلص من سلة المهملات يومياً وعدم ترك الأغذية مكشوفة خارج الثلاجة. كذلك ينصح بخفض درجة الرطوبة بالمنزل «من 25 40%» وتنظيف فلتر المكيفات بشكل دوري
ثانياً: العلاج الدوائي:
علاجات الربو كثيرة ومتعددة منها الأقراص والشراب والحقن واستخدام البخاخات أو جهاز الاستنشاق البنيولايزر. ويفضل دائماً استخدام البخاخات «العلاج بالاستنشاق» للمزايا الآتية:
أنها سريعة المفعول توجه العلاج مباشرة إلى الشعب الهوائية والرئتين كما أن نسبة العلاج والمادة الفعالة أقل منها في الأقراص والحقن ولذلك الأعراض الجانبية أقل بكثير من أشكال العلاج الأخرى.
وتنقسم البخاخات إلى نوعين: بخاخات موسعة للشعب الهوائية ويتم تناولها لتهدئة الأزمات أو قبل البدء بممارسة الألعاب أو التمارين الرياضية ولا بد من تواجدها دائماً برفقة المريض.
أما النوع الآخر فهي البخاخات الوقائية التي تستخدم لتقلل من تهيج الرئتين وجعلهما أقل حساسية وبالتالي للحد من تكرار نوبات الربو وهذا النوع من العلاج ليس سريع المفعول لذلك ليس الهدف منه تهدئة أعراض النوبات كما أنه يجب على المريض أن يتناول هذه البخاخات الوقائية، حتى أثناء الشعور بالتحسن لكن يتجنب التعرض للنوبات مرة أخرى وتوقف عادة بعد مراجعة الطبيب.
وأخيراً هناك أنواع حديثة من العلاجات منها البخاخات المزدوجة والتي تحتوي على النوعين معاً «الموسع للشعب والوقائي معاً» كذلك بعض الأقراص «مضادات الليكوتزيزز» والتي تستخدم للحد من تكرار النوبات. ولا يزال الأمل دائماً لاكتشاف العديد من العلاجات الحديثة للسيطرة على المرض والتحكم في شدته.
(*) دكتوراه الأمراض الصدرية رئيس قسم الأمراض الصدرية والباطنية المستشفى السعودي الألماني الرياض
|