Monday 20th January,2003 11071العدد الأثنين 17 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فاتك يا حمد ذكر بعض الجوانب في الأسماء فاتك يا حمد ذكر بعض الجوانب في الأسماء

قرأت مقالاً للأخ الأديب حمد القاضي عضو مجلس الشورى حول تسمية المولود ولاشك ان الكاتب تكلم حول الموضوع بكلام جميل مفيد ولكن فاته ذكر بعض الجوانب المهمة وذاك لضيق مساحة الزاوية وكثرة فروع الموضوع ولاهمية هذا الموضوع احببت ان اكتب هذه الكلمات.
فأقول وبالله التوفيق ان الاسلام قد اهتم بالمولود اهتماما بالغا وذلك يظهر في جوانب كثيرة منها:
1- أمر باختيار الزوجة الصالحة وذلك لعظم دور الأم في تربية الاولاد.
2- أمر الامهات بارضاع اولادهن.
3- الاهتمام بتربيتهم التربية الصالحة.
4- الحرص على تسمية المولود تسمية حسنة وهذا من حق الولد على والده ولقد «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الاسم الحسن وامر اذا أبردوا اليه بريداً ان يكون حسن الاسم حسن الوجه وكان يكره الامكنة المنكرة الاسماء والاسماء المنكرة ولهذا فان بين الاسماء والمسميات من الارتباط والتناسب والقرابة ما بين قوالب الاشياء وحقائقها وما بين الارواح والاجسام.. والاسم له تأثير في المسمى وتأمل في هذه القصة التي اخرجها مالك في موطئه «ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل رجلاً عن اسمه فقال: جمرة فقال واسم ابيك؟ قال: شهاب. قال ممن ؟ فقال من الخرمة قال: فمنزلك؟ قال بحرة النار، قال: فأين مسكنك؟ قال بذات لظى قال: اذهب فقد احترق مسكنك فذهب فوجد الامر كذلك» ولما خرج سهيل بن عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في صلح الحديبية ورآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد سهل لكم من امركم» وقد امر النبي امته بتحسين اسمائهم واخبر انهم يدعون يوم القيامة بها. والكلام في هذا الموضوع ذو شعب وقد ألَّف فيه العلماء كتبا خاصة ومن ذلك تحفة المودود لابن القيم وتسمية المولود لبكر ابو زيد وغير ذلك. ومن اجل ضيق الوقت وكثرة الانشغال وضيق المساحة هنا.. فاني انبه على قواعد ينبغي معرفتها في هذا الموضوع.. فأقول مستعيناً بالله تعالى.. أولاً:
إن تسمية المولود ينبغي ان يتعبد فيها الاب ربه فهو مما امر به الشرع وحث عليه ورغب فيه ففي الصحيح قال عليه الصلاة والسلام: «أحب الاسماء الى الله عبدالله وعبدالرحمن.. الحديث» وعند ابي داود «انكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم واسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم» وهذا امر يغفل عنه ا لكثير من الناس.
ثانياً: ان الاسماء من حيث الاستحباب والجواز درجات كما يلي:
1- استحباب التسمية بهذين الاسمين «عبدالله وعبدالرحمن» وهما احب الاسماء الى الله تعالى كما ثبت بذلك الحديث.
2- ثم الاستحباب التسمية بالتعبيد لاي من اسماء الله الحسنى كعبدالعزيز وعبدالملك.
3- التسمية بأسماء الانبياء والرسل.
4- التسمية بأسماء العلماء والصالحين من المسلمين.
5- ثم يأتي بعد ذلك التسمية بأي اسم بشرطين:
1- ان يكون عربيا.
2- ان يكون حسن المعنى والمبنى.
ثالثا: على الاب ان يتجنب تسمية ابنه بأسماء منكرة فان ذلك يعتبر عقوقا من الاب لابنه ويكون ايضا مدعاة لان يسخر منه الناس وهذا ظلم له.
رابعاً: على الوالدين ان يحذرا تسمية ابنائهما باسماء لا تجوز شرعاً كالاسماء الغربية وهذا داء بلي به فئام من الناس الذين اعجبوا باصحابها او رغبة في التفرد والمخالفة، او التسمي بالاسماء التي تحمل في معناها التزكية «كايمان وابرار» او انها اعجمية «كمرفت وطلعت وحسني».ومن اراد الاستزادة في هذا الموضوع فليرجع الى «زاد المعاد ج2 وتحفة المودود لابن القيم او تسمية المولود لبكر ابو زيد وألفاظ ومفاهيم لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله.

عبدالله بن راضي الشمري/المدرس بالمعهد العلمي بحائل

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved