من أجمل الأخبار التي قرأناها - مؤخراً - نحن سكان الرياض التي تعاني من زحام واختناق المرور الذي يحرق أعصابنا وأوقاتنا ذلك الخبر الذي زفه الينا سمو أمين مدينة الرياض الأمير د. عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن حول اعتماد تنفيذ أربعة انفاق في طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ونفقين في طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز وذلك في ميزانية هذا العام.
ان هذا من اجمل الاخبار واغلاها التي تهادت الى سكان الرياض كقطرات المطر، ان اي مشروع لفك الاختناق المروري بالرياض هو اهم مشروع ينتظره سكان الرياض وتتطلع اليه الاجيال القادمة لكيلا يجيء وقت لا نستطيع السير في شوارع الرياض كما حصل في عواصم مزدحمة في هذا العالم.
ان هذه الانفاق سوف تجعل هذين الطريقين طريقين سريعين، ومن شأنها ان تقلل كثيراً من الحركة المرورية على اجزاء كبيرة من طريق الملك فهد، وطريق مكة المكرمة، وجسر الخليج وبخاصة للمتجهين الى شرق الرياض او المتجهين الى الشمال من جهة الشرق والغرب.
***
*واذا كانت هذه الانفاق سوف تحل «ان شاء الله - مشاكل المرور في هذين الطريقين، لكن بقيت طرق اخرى مهمة، ومن الصعب ان يتم عمل انفاق وجسور دائمة فيها في وقت واحد او سنوات محددة وذلك لحاجتها الى الوقت والمال.. ولهذا فقد دارت بذهني فكرة عودة الجسور المؤقتة «الله يذكرها بالخير» فقد حلت لنا قبل سنوات معدودة مشكلة المرور في طرق مهمة حتى ان احد الطرق الكبيرة بالرياض وسمي بأسماها «طريق الكباري»..!
وان كان بعض الناس يذمونها اذ كانت «كالشعير مأكول مذموم..!».
ولكن اجزم - الآن - ان الكثيرين يتمنون عودتها، وبخاصة بعد أن زادت ازمة المرور واصبح السير في بعض الاحيان في الطرق الرئيسية لا يحتمل في كثير من الاوقات رغم ما يبذله رجال المرور بالرياض من جهود كبيرة ولكن ماذا يعملون مع طوفان السيارات ومحدودية الطرق.
من هنا فانني ادعو للحد من زحام الشوارع الى عودة هذه الجسور مهما كان شكلها.. المهم ان تسهم في حل ازمة المرور.. وتيسر الحركة وتحفظ اوقات الناس - والوقت قيمة حضارية لو تعلمون -.
ان ميزة «الجسور المؤقتة» انها سريعة التركيب، قليلة التكلفة ويمكن نقلها والاستفادة منها في موقع آخر.. ونحن في عصر الاقتصاد..!.
انني عندما اسير في الطريق واعيش «العرقلة المرورية المرهقة «لا يهمني عندها ان ارى رصيفاً كبيراً او اشجاراً جميلة او صوراً باذخة او اشكالاً جمالية ان الانسان وقتها مشغول بما هو اكبر وهو الوصول الى هدفه دون ان يهدر وقته واعصابه في ازمة المرور..!.
انها دعوة لدراسة فكرة اقامة جسور مؤقتة في اماكن الاختناق بشوارع الرياض واجزم انها - بحول الله - سوف تسهم في حل كثير من اشكالية المرور بالرياض، وسوف يفرح بها الناس كما فرحوا بها من قبل..!.
ولتبق هذه الجسور حتى تتم اقامة الانفاق والجسور الدائمة التي تحتاج الى وقت طويل ومبالغ طائلة..!
«ويا حليلك» يا تلك الجسور المؤقتة فقد حللت ازمة مرورية سابقة، وانك المرشحة لتحلين الازمة المرورية القائمة..التي تزداد تأزماً فترة بعد فترة.
واذا كانت قاعدة «الغاية تبرر الوسيلة» قاعدة غير مقبولة فكرياً وسياسياً لكنها في ابعادها «المرورية» في مسألة الطرق مقبولة بل مرحب بها.
وكل زحام مروري وانتم بخير.
***
وقفه
* شكراً لكل الإخوة الذين تفاعلوا مع ما دعوت اليه يوم الخميس الماضي في هذه الصحيفة حول تأييدي لرغبة الكثير من المثقفين والمواطنين بنقل النشاط الثقافي لمهرجان «الجنادرية» العام القادم الى مكة المكرمة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الاسلامية العام القادم ان شاء الله.. وبالنسبة للقصيدة الرائعة عن «مكة المكرمة» والتي ختمت بها المقالة واصفا شاعرها الكبير العاشق لبلادنا و «مكة المكرمة» بخاصة الشاعر فهو يحيى السماوي الشاعر العراقي المغترب رد الله غربته واعاده الى وطنه بعد ان يعود اليها الامن والاستقرار، وقد نشرت جزءاً منها بالمقال ولم انشرها كلها - رغم روعتها - لطولها وقد سبق نشرها كاملة «بالمجلة العربية».
***
* انها عبق لا يموت..!
* لكم يشدك الوله عندما يعود بك قارب ايامك الى ماض مضئ..!.
ولكم تفيض وديان نفسك عبقاً وانت تتذكر «لحظات زاهيات» اعادك اليها.
نغم رخيم.
او احتواء حنون.
او بوح نقي..!
انها لحظات بكل العمر..
ان اريج ذكرها عبق ورد اخاذ يسكن منك الوريد في زمان الورد «البلاستيكي» بل والحب «البلاستيكي»..!.
| 
