** مساكين بعض شبابنا.. يدخلون جامعة واحدة.. وكلية واحدة.. أو ربما معهداً واحداً بنفس التخصص.. ونفس التوجه.. إلا أن بعضهم يتجه إلى قسم أو شعبة معينة.. اجتهاداً منه.. مجرد اجتهاد شخصي.. أو ربما وجد نفسه أكثر في هذا التخصص.. بل ربما أجبر عليه قسراً وهو لا يرغبه.. ومتى تخرج هؤلاء كلهم في يوم واحد.. وساعة واحدة..وجد بعضهم أو أكثرهم.. وظائف مناسبة لتخصصاتهم..وبقي تخصص واحد لا وظيفة أمامه.. ومتى راجع هؤلاء قيل لهم: إن تخصصكم هذا غير مطلوب ولا مرغوب ولا وظيفة أمامه.. فانتظروا عشر سنوات أو أكثر.. أو اعملوا «سيكيورتي» في أي شركة براتب «1500» ريال.. بينما زميله يعمل موظفاً ب«8000» ريال على الأقل.. وهم يحملون نفس الدرجة العلمية.
** المشكلة هذه.. موجودة ولا دخل للطالب في دخول هذا التخصص أو ذاك.. بل هي اجتهادات شخصية.. أو توجه إجباري.. فقد يطلب الطالب ثلاثة تخصصات بعينها.. ثم يفاجأ بأنه قبل في تخصص رابع و«إن جاز له.. وإلا يمسك الباب».
* واذكر.. أن الطلاب عندما يعبئون استمارات الالتحاق بجامعة الملك سعود يرفعون أيديهم إلى السماء ويقولون: «اللَّهم فكّنا من كلية الزراعة» لأن الكثير منهم.. يوجه لكلية الزراعة وقد طلب كليات أخرى.. ومع أن نسبته تؤهله لتلك الكليات التي طلبها..
** مشكلة هذه التخصصات.. ومشكلة التعيين.. تزداد تفاقماً.. وتزداد.. بل هناك ما هو أغرب فما قلت.. وهو عندما يصنف خريجو كلية واحدة أو معهد واحد.. فهذا يوضع في كادر معين.. وزميله في نفس الكلية والمعهد يوضع في كادر آخر.
** بين يدي رسالة جاءتني موقعة من مجموعة من خريجي المعهد الصحي «فنيي إحصاء صحي» يقولون في رسالتهم.. إنهم خريجو المعهد الصحي تخصص فني إحصاء صحي «وقدم تم إدراج جميع زملائهم خريجي المعاهد الصحية «التخصصات الأخرى» في الكادر الطبي ما عدا فنيي إحصاء.. فقد استثنوا من هذا الكادر وحرموا منه.. مع أنهم خريجو المعاهد الصحية وأخصائيو إحصاء صحي.. ومع أنهم يعملون في المستشفيات وأغلب عملهم له مسيس بالعملية الصحية والتخصص..
** ويضيفون في رسالتهم.. أن وزارة الصحة.. قررت ضم جميع تخصصات المعاهد الصحية إلى الكادر الصحي باستثناء هذا التخصص فقط.. مع أن هذا التخصص حيوي ومهم.. وله دور رئيسي في تحليل البيانات الصحية ودراسة واستخراج مؤشرات الأمراض ومدى انتشارها وهو داخل بشكل مباشر في العمل الطبي والصحي.. وليس مجرد أرقام وبيانات.. كما يتصور «السادة؟!!» أعضاء لجنة دراسة الكادر الصحي «الله يرحم حالنا وحالهم».
** ويؤكدون حاجة وزارة الصحة والعمل الطبي والصحي لهذا العمل بشكل رئيسي.. بل يؤكدون أنه من الركائز المهمة التي يعتمد عليها جميع اللجان بشكل عام.. ولجان الحج بشكل خاص..
** ويتطلع هؤلاء الخريجون إلى سرعة ضمهم للكادر الصحي.. أسوة بزملائهم خريجي التخصصات الأخرى.. الذين تم ضمهم فعلاً..
** فهل معنى تصنيفهم هكذا.. أن وزارة الصحة أرادت توجيه تحذير شديد بعدم دخول هذا القسم.. أو أن هذا القسم غير مرغوب فيه ولا أهمية ولا قيمة لخريجيه؟
** أم أننا لم نعد ندرك بعد.. قيمة وأهمية الأرقام والإحصاء والمعلومات قبل اتخاذ أي قرار.. أو إعداد أي دراسة؟!
** نحن نرفع صوتهم إلى صاحب المعالي وزير الصحة الأستاذ الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي.. ونتمنى.. أن نسمع خبراً يفرحنا ويفرحهم.. ونحن نجزم.. أننا سنسمع شيئاً من معاليه.. و«اللَّهم لا تِتِّكِل الضْعُوف المساكين على لجان الحقد والحسد وقَطَّاعَةْ الأرزاق»!! إنك سميع مجيب.
|