* جدة - جميل الفهمي - عدنان حسون- واس:
نظم منتدى جدة الاقتصادي الرابع المنعقد بفندق هلتون جدة أمس نقاشاً مفتوحاً تحت عنوان «التنافس بين الأمم.. عناصر النجاح».
استهل الحديث البروفيسور ريتشارد فيتور من كلية هارفارد للأعمال من خلال ورقة عمله حول آلية النهوض بالاقتصاد والتنمية وعناصر النجاح التي تؤدي إليها ممثلا على ذلك بنماذج من دول مختلف في آسيا واوروبا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة.
كما تحدث عن الاجراءات والقرارات الاقتصادية والتنموية التي اتخذها عدد من الدول وفق متغيراتها السياسية مثل اليابان والصين وروسيا والمكسيك والمملكة العربية السعودية.
ثم ألقى معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور إبراهيم العساف كلمة أكد من خلالها قدرة الاقتصاد السعودي على مقابلة متطلبات المرحلة القادمة بما تأسس عليه من مبادئ الحرية الاقتصادية وبما تعمل عليه الحكومة من تعزيز لفرص الاستفادة من التحولات الجارية على خريطة الاقتصاد العالمي.
وبين معاليه ان المملكة تعمل على تنفيذ برنامج اصلاح اقتصادي شامل يهدف إلى تعزيز الاقتصاد وحفز النمو وتحقيق التنمية المستدامة حيث تعكف اللجنة الوزارية على التركيز على إعادة هيكلة الادارة الحكومية من اجل تطوير الاداء وتبسيط الاجراءات والعمل المكثف على تطوير الانظمة وتبني انظمة جديدة.
وتطرق معالي الدكتور العساف إلى موضوع التخصيص مفيدا ان الحكومة تعمل على برنامج لتخصيص بعض المجالات والمرافق لتحسين الخدمات المقدمة وتطويرها معربا عن تفاؤله بأن هذه المبادرات والجهود ستقود إلى تعزيز قدرات الاقتصاد السعودي على المنافسة وتمكينه من احتلال المكانة اللائقة به على خريطة الاقتصاد العالمي.
الجدير بالذكر انه قد شارك في هذا النقاش معالي وزير الصناعة والانتاج الباكستاني لياقت علي جتوني ومعالي وزير التخطيط الاردني باسم عوض الله ومحافظ مؤسسة نقد البحرين الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة.
واعتبر الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك الأردن ان تعريف دور القطاع العام في الحياة الاقتصادية وتحديد دوره في القوانين والتشريعات في ظل الاتجاه العالمي نحو اقتصاد السوق وتوفير البيئة الملائمة التي تجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال جملة من الخطوات الملموسة، تمثل القاعدة المشتركة التي ينبغي ان تتجه نحوها الدول العربية لمعالجة العراقيل التي تعترض طريق التنمية الشاملة واستثمار الطاقات والموارد الكبيرة المتوافرة لدى الدول العربية في الظروف العالمية الراهنة التي تشكل الأسواق المفتوحة أبرز ملامح العولمة التي يسير العالم نحوها.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأردني المهندس علي أبوالراغب في أولى جلسات العمل لمنتدى جدة الاقتصادي الرابع صباح أمس الذي رعى تدشين فعالياته أمس الأول السبت صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة.. وأضاف العاهل الأردني ان المتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تتطلب التركيز على زيادة الاهتمام بالموارد البشرية لتطوير الانتاج وبالتالي امتلاك عناصر أفضل لخوض المنافسة بكفاءة وانتاجية عاليتين. وتوقف عند ثلاثة مؤشرات تحدد ملامح المعالجات المطلوبة يأتي في مقدمتها ارتفاع مستوى الوعي بفضل وسائل الاتصالات الحديثة، والثاني أهمية محاربة الفقر والمشاكل السياسية التي تعاني منها معظم شعوب العالم، والثالث تزايد قواعد البيانات التي توفر فرصاً أكبر للنمو في ظل ادارة جيدة تستدعي بدورها سيادة القانوني، واعتبر هذه المؤشرات مهام ملحة وينبغي ان تتضافر جهود جميع أفراد المجتمع والفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية بما فيها مؤسسات القطاع الخاص لإنجازها.
وأكد ملك الأردن على ان التعرف على الفرص الجيدة وتحديد الوسائل المناسبة لاستثمارها أمر ملح لكنه يؤكد مدى الحاجة الملحة لوضع استراتيجيات تستوعب تحديات العولمة، منوهاً بأن هذه الخطوات ستكون منوطة بتلك الفعاليات والمؤسسات القادرة على خوضها بنجاح وأول شروطها أسس سليمة للانتاج والشفافية الادارية.
واستعرضت كلمة العاهل الأردني الاجراءات الاقتصادية في المملكة الأردنية الهاشمية لتحقيق جملة من المحفزات اللازمة للنهوض بالاقتصاد الوطني الأردني حيث تركز على تحديث قوانين العمل وتطوير برامج التأهيل والتدريب وتحديث القاعدة التقنية لوسائل الاتصالات مشيرا إلى ان مناهج التعليم تدخل تعلم الكمبيوتر في المدارس منذ الصف الثاني الابتدائي.. وأضاف ان الاصلاحات التي قام بها الأردن حققت مستويات مرضية من التنمية الشاملة التي أفرزت بدورها الأهمية المتنامية لضرورة الشراكة مع القطاع الخاص وزيادة دوره في رفد الاصلاحات بموارد وامكانات كافية.
وتطرق الى آفاق التعاون الاقتصادي التي يتطلع الأردن اليها لزيادة تعاونه مه العالم بعد انضمامه الى منظمة التجارة العالمية، واعتبر اتفاقات المناطق الحرة أبرز آفاق التعاون الاقتصادية القائمة بين الأردن والدول العربية وخلص الملك الأردني الى القول ان عملية التغلب على العوائق والوصول الى التنافس ليست أمراً هيناً وتتطلب التركيز على مشاركة جميع الأطراف وزيادة دور اسهامات القطاع الخاص في التنمية الوطنية الشاملة من خلال توفير بيئة وطنية عامة قادرة على مواكبة المتغيرات.
وكان رئيس الوزراء الأردني قد استهل الحديث بنقل تحيات الملك الأردني واشادته بتجربة منتدى جدة الاقتصادي السنوي الذي اعتبره تظاهرة مهمة اكتسب مكانتها العالمية خلال فترة قياسية.. وقد ترأس جلسة الحوار المفتوح الذي أعقب الكلمة الأستاذ عبدالله زينل رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة حيث دار الحوار بصفة عامة حول المحاور التي تطرقت كلمة العاهل الأردني.
|