Monday 20th January,2003 11071العدد الأثنين 17 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بوش يملك أوراقاً رابحة لكنه يجازف كثيراً بشأن العراق بوش يملك أوراقاً رابحة لكنه يجازف كثيراً بشأن العراق

* واشنطن جان لوي دوبليه كريستوف دو روكفوي ا.ف.ب:
بعد سنتين على توليه سدة الرئاسة تبدو شعبية الرئيس الامريكي جورج بوش كبيرة لكن اعادة انتخابه العام 2004 تبقى رهنا بتطورات الوضع على الساحة الدولية ولا سيما على صعيد الاقتصاد. ويرى ستيفان هيس استاذ الدراسات السياسية في معهد «بروكينغز اينستيتوت» في واشنطن «بوش لاعب خفة مع ثلاث كرات: العراق.. وكوريا الشمالية.. والاقتصاد قد ينجح في التقاطها جميعها او قد تفلت احداها او اثنتان او ثلاث». وتظهر استطلاعات الرأي نسبة تأييد 58% لبوش مما يجعله اكثر شعبية بكثير من رؤساء امريكيين سابقين في الفترة ذاتها من ولايتهم الرئاسية امثال جيمي كارتر ورونالد ريغن وبيل كلينتون.
وحده والده الرئيس الامريكي السابق جورج بوش كان يتمتع بشعبية اكبر بلغت نسبتها 83% في كانون الثاني - يناير 1991 عند بدء الحرب التي قادتها واشنطن لاخراج القوات العراقية من الكويت.
وبدا جورح بوش الابن الذي احاط انتخابه جدل كبير ضعيفا جدا في بداية ولايته مع اقل من 51% نسبة تأييد له بعد ثمانية اشهر على دخوله البيت الابيض . لكن التمالك الذي ابداه بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول - سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن فضلا عن اسلوبه المباشر والمسترخي ضمن له شعبية كبيرة لدى الامريكيين الذين صدموا بأول هجوم على أرض اميركية منذ بيرل هاربر في كانون الاول - ديسمبر 1941. وسمح فوز حزبه الجمهوري في الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي لبوش بانتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ من الديموقراطيين، ويشكل ذلك ورقة رابحة ليتمكن من تمرير خطته للانعاش الاقتصادي التي ترتكز على خفض الضرائب وبرنامجه الاجتماعي.
لكن الجزء الاكبر من نشاطه في الاشهر الاخيرة كرس للعراق وقد اضيفت اليه كوريا الشمالية منذ كانون الاول - ديسمبر وهما دولتان صنفهما بوش في «محور شر» الى جانب ايران.
وفي مواجهة العراق قرر جورج بوش الاستعداد للحرب عبر ارسال اكثر من 150 الف عسكري امريكي الى منطقة الخليج لكنه اختار طريق الدبلوماسية مع كوريا الشمالية في تناقض واضح لاستراتيجيته المعلنة العام الماضي التي تستند الى شن ضربات وقائية حتى النووية منها على الدول التي تهدد الولايات المتحدة.
وقد استفاد والده العام 1991 من انتصاره في الحرب ضد العراق التي رفعت شعبيته الى مستويات شاهقة لكنه بعد اقل من سنتين على ذلك هزم في الانتخابات الرئاسية امام المرشح الديموقراطي بيل كلينتون واقعا ضحية صعوبات اقتصادية كانت تمر بها البلاد. ويقول ستيفان هيس ان بوش يرغب في حل المسألة العراقية بأسرع وقت ليتمكن من صب اهتمامه مجددا على برنامجه الاقتصادي والاجتماعي. وتطبيق هذا البرنامج الذي عرض بوش خطوطه خلال الحملة الانتخابية العام 2000 توقف بعد فقدان السيطرة على مجلس الشيوخ في صيف العام 2001 اثر انسحاب احد اعضاء المجلس الجمهوريين من الحزب ومن ثم بسبب اعتداءات ايلول - سبتمبر من السنة ذاتها. ويشدد هذا الخبير السياسي على ان «بوش مع اقتراب الحملة الانتخابية الرئاسية التي تطغى عليها المسائل الداخلية على المسائل الدولية عاد ليسلط الضوء على هذه المواضيع»، لكن التخفيضات الجديدة في الضرائب التي اقترحت في مطلع كانون الثاني - يناير تواجه معارضة كبيرة في الكونغرس حتى من بعض الاعضاء الجمهوريين وباتت الميزانية التي كانت تشهد فائضا لدى توليه الرئاسة في عجز قد يصل على ما يفيد البيت الابيض الى 300 مليار دولار خلال العام 2004 من دون احتساب حرب محتملة على العراق. وعلى الصعيد الاجتماعي يتوقع ان ينال جورج بوش استحسان التيار اليميني الليبرالي في حزبه مع محاولته ايضا استمالة الناخبين المعتدلين والاقليات الاتنية، فموقفه الاخير المعارض لنظام قبول الطلاب في جامعة ميشيغان الذي يعطي الاولوية للطلاب السود موجه بوضوح الى الفئة الاولى من الناخبين اما انتقاده قبل اسابيع قليلة لترنت لوت الزعيم السابق للغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ حول تصريحات اعتبرت عنصرية فموجهة الى الفئة الثانية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved