* القاهرة مكتب الجزيرة فتحي ابو الحمد:
حذر المشاركون في ندوة الاستنساخ البشري من خطورة عمليات الاستنساخ على مؤسسة الأسرة في المجتمع العالمي داعين الى وضع حد لشطحات علم الاستنساخ الذي قد يقود الى تدمير العالم.
وأكد الدكتور أحمد مستجير أستاذ الوراثة بجامعة القاهرة في الندوة التي عقدتها دار الأوبرا المصرية ان تجارب الاستنساخ في النبات والحيوان قديمة لكن الجديد هو إقحام الإنسان في هذا الموضوع وهذه مرحلة من مراحل العلم لكن نظراً لأن العلم هو نشاط اجتماعي فللمجتمع أن يتدخل لوقفه عند حده مشيرا الى ان العلم يتبع المجتمع وعلى العالم أن يشتغل على حاجة مجتمعه ويعمل لصالح هذا المجتمع وعندما يشتط أو يشذ لابد أن يوقف.
وحذر مستجير من استغلال الغرب لعمليات الاستنساخ ومشروع الجينوم البشري للقضاء على شعوب العالم الثالث بدعوى انها شعوب متخلفة وغبية لأن وراء ذلك عوامل جينية وراثية لدى تلك الشعوب في الوقت نفسه لم يستبعد مستجير إمكانية ظهور أمراض خطيرة غير معروفة نتيجة عمليات الاستنساخ.
أما المفكر الدكتور محمد عمارة فحاول توضيح وكشف موقف الإسلام من مثل هذه التجارب المستحدثة وقال نحن امام ثورات علمية غير مسبوقة وهي حقائق علمية لا يمكن إنكارها أو إغفالها لأن العلوم الطبيعية هي علوم تمثل مشتركا إنسانيا عاما كل البشر يشتركون فيه لكن التمايز بين الحضارات هو في التطبيق وفي فلسفة التطبيق فبعض الحضارات تضبط تطبيق العلم بضوابط معينة تكبح به العلم من الجموح وبعض الحضارات لا تضع مثل هذه الضوابط والإسلام ليس ضد العلم لكنه مع العلم النافع الذي يخدم الإنسان والبشرية وليس العلم الضار رغم أنه علم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من العلم الذي لا ينفع.
وأكد عمارة أن أول فريضة في الإسلام هي القراءة وقال القراءة في الإسلام نوعان قراءة في كتاب كون الله المنظور وقراءة في كتاب الله المسطور وعندما يكون الإنسان أكثر علما بأسرار كون الله المنظور يكون أكثر إيمانا بخالق هذا الكون ومبدعه.
وطالب الدكتور عمارة بعدم التوهم بأن الاستنساخ هو خلق جديد وقال الاستنساخ ليس خلقاً وإنما هو نسخ من شيء موجود أما الخلق فتفرد به الخالق عز وجل وحده وهو الإيجاد من العدم في الوقت نفسه فإن الاستنساخ البشري نوع من العبث وراءه مجموعة من الشواذ والسحاقيات لذا فليس من المصادفة أن يجمع العالم كله لأول مرة على رفض الاستنساخ البشري لأن هذا الاستنساخ يهدد مؤسسة الأسرة التي هي نواة المجتمع والغرب نفسه يعاني من تحلل مؤسسة الأسرة فالإحصاءات تشير الى أن 80 في المائة من الفتيات في أمريكا غير عذارى وأن 40 في المائة من الاطفال يولدون خارج الإطار الشرعي لمؤسسة الأسرة وأن 50 في المائة من الأطفال تتم تربيتهم خارج مؤسسة الأسرة.
|