Monday 20th January,2003 11071العدد الأثنين 17 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فضائح شارون ! فضائح شارون !
عبدالله القاق عمان (*)

في الوقت الذي تستعر فيه حمى الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري في الثامن والعشرين من الشهر الجاري يزداد الضغط على الليكود بسبب فساد رئيسه وشراء الاصوات بالانتخابات النيابية السابقة والتي بلغ عدد القوائم في الانتخابات السابقة في 17 مايو - آيار - 1999 (33) قائمة وهو رقم قياسي في الانتخابات حيث يكفي حصول الحزب المرشح على حوالي (50) الف صوت 1،5% من الاصوات الصالحة ليدخل الانتخابات. وهذه الانتخابات المقبلة ستكون السادسة عشرة لأعضائه الـ120 لمدة اربع سنوات وبنظام النسبية الشاملة وفي دورة واحدة، علما بأن اسرائيل كلها تمثل دائرة انتخابية واحدة، فضلا عن ان الاسرائيليين سيختارون نوابهم فقط على عكس ما حصل في الدورات الانتخابية الثلاث الاخيرة 96 و 1999 و 2001بعد ما تم تعديل قانون انتخاب رئيس الوزراء ليصبح بالاقتراع المباشر اثر احصاء اللجنة الانتخابية حوالي 4 ،7 ملايين ناخب.
والواضح ان قضية (بارأون) - الخليل وتجاوزات نتنياهو السابقة كلفته كرسيه واطاحت به «لكونه وقع في عمليات فساد» واستغلال النفوذ، لذا فإن كل الاحزاب الاسرائيلية الكبرى مصابة بالفساد طوال أيام العام.. فقضية العلاقات المشبوهة بين اعضاء عائلة شارون ودوي أبل في مشروع «يوفني» مضى عليها أكثر من عام.. وتم اثارتها الآن لقرب الانتخابات بغية الاعلام من ان هذه العائلة الشارونية التي حكمت اسرائيل لمدة اربع سنوات، تغرق في وحل الرشوة والفساد.
فشارون الذي اطاح ب «نوعامي بلومنتال» نائبة الوزير لأنه اتهمها بالرشوة والاستغلال والفساد.. مطالب منه أن يتنحى عن الترشيح لرئاسة الوزراء لأن مواقفه مشبوهة وتوجهاته القمعية ضد العرب والمسلمين واضحة للعيان وأعماله العدوانية تخالف كل المعايير والأنظمة المتبعة.. فهذه «القروض» التي قدمها صديقه البريطاني من جنوب افريقيا والبالغة مليون دولار ونصف مليون ستظل مسألة عالقة في اذهان كل اسرائيلي، لأنها تشكل فضيحة جديدة يطلق عليها «شارون جيت» لأنه ستمثل ايضاً سلوك المسؤول الأول باسرائيل الذي يدعي الديمقراطية ويتبجح بالحرية.. وهو بعيد عنها!!
فإذا كان نجلا شارون: عومري وجلعاد هما اللذان اتما صفقة هذه الأموال.. فإنهما مدانان كما تم ادانة غيرهما من الاسرائيليين سواء في الانتخابات السابقة وغيرها فضلا عن أن شارون اسهم في السماح لأكثر من سبعمائة من جماعة لحد بالانتخابات التشريعية للتصويت الى الليكود.. بحجة انهم قدموا خدمات لاسرائيل..
واذا كانت الاستطلاعات تشير الى انحدار شعبية الليكود من 37 مقعدا الى 25 مقعدا حتى الآن..خاصة في ضوء تزايد هذه الفضائح وتراجع شعبية شارون في الاسابيع الاخيرة نتيجة الكشف عن قضايا استغلال وفساد تورط بها هو ومسؤولوه في الفترة السابقة، فإن الناخب الاسرائيلي عليه أن ينظر بكل جدية الى استبعاد شارون من هذه الانتخابات التي قام بها رئيسه بالتزوير وبالحصول على الأموال لكي ينجح في هذه الانتخابات التي يعصف بها الفساد.. والاستغلال والابتزاز عبر ابناء شارون ومؤيديه..
ولعل السماح لكل من عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي وأحمد الطيبي«القائمة العربية للتغيير» بالدخول بالانتخابات مجددا بعد ان اوصت لجنة الانتخابات المركزية الاسرائيلية الفاشية باستبعادهما يمثل خطوة ايجابية وبارزة نحو مواصلة هؤلاء النواب العرب في مواجهة اليمين الاسرائيلي المتطرف، من اجل قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك رفض الاعمال الاسرائيلية القمعية في الاراضي العربية المحتلة من قتل وتدمير وتشريد للعائلات الفلسطينية.
ولا شك ان اعمال الفساد في اسرائيل مستشرية وبشكل كبير، فمنذ ثلاثين عاما اضطر اسحق رابين الى الاستقالة من منصبه وتم اسناد هذا المنصب الى شمعون بيريس بعد أن اشارت الصحف الاسرائيلية ان عقيلته «ليئا رابين» خالفت قانون مراقبة العمل الصعبة التي كانت سارية المفعول آنذاك بالحفاظ على حساب لها في بنك اميركي بعد عودة زوجها من منصبه كسفير لاسرائيل حتى عام 1974.. خلافا للقوانين المرعية في اسرائيل. فاستقال رابين من منصبه بالرغم من ان هذه المبالغ كانت لا تتجاوز الستة آلاف دولار آنذاك وبالرغم من كونها جاءت بصورة اكثر شرعية من اعمال رئيس وزراء اسرائيل الحالي والذي تلاحقه جرائم الفساد والرشوة والابتزاز، والحصول على تبرعات غير قانونية من شركته «اننكس للأبحاث» لدعم حملته الانتخابية عام 1999 وتلقيه مبلغ 5 ،1 مليون دولار من صديقه سيريل كيرن من جنوب افريقيا فضلا عن ان نجله جلعاد حصل على قرض من بنك لؤمي مقابل رهن مزرعة «هشكميم» بصورة صورية.. كما أن مراقب الدولة الاسرائيلي قد كشف مؤخرا النقاب عن أن شارون حصل على تبرعات محظورة من شركات متنوعة تصل الى 4 ،7 ملايين شيكل لدعم برامجه وخطواته الانتخابية، ومحاولة استغلال منصبه.
فهذه الامور كلها توضح الصورة الحقيقية للديمقراطية التي تعيشها اسرائيل، وفضائح شارون الذي يطلق عليه الكثير من العرب آمالا بأنه سيصل بالعرب والفلسطينيين، بعد هذه المجازر التي ارتكبها، الى السلام المنشود وذلك بدعم من الولايات المتحدة الاميركية التي لم تفتأ تقدم قروضا لاسرائيل في الوقت الحاضر بمبلغ (12) مليار دولار مكافأة لشارون على جهوده في قتل الفلسطينيين وسياسته الرامية الى مكافحة الارهاب والارهابيين، وتأكيدا لحملاته الانتخابية لإنجاحه للمرحلةالمقبلة!
فهذه الفضائح كلها.. اصبحت جزءا من حياة شارون - البلدوزر - التي لن تحقق السلام المطلوب.. بل ليزيد انتخابه كرئيس للوزراء بالمرحلة المقبلة للفلسطينيين حصارا وقهرا وعنفا وترهيبا وتخويفا وتجويعا وعدوانا على الدول العربية والاسلامية كافة!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved