Monday 20th January,2003 11071العدد الأثنين 17 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
اتركوا الانتفاضة الفلسطينية تحقق ما عجزتم عنه
جاسر عبدالعزيز الجاسر

يرى كثير من الإسرائيليين المختصين بشؤون الانتخابات في الكيان الصهيوني، أن الانتخابات القادمة ستكرس حالة الفوضى وعدم الثبات في الحياة السياسية في إسرائيل التي جعلت من عملية تغيرات الحكومات عملاً معتاداً في السنوات الأخيرة، بحيث أصبح الأمر شبيها بما هو معروف في إيطاليا.
وينشر على شبكة الإنترنت العديد من الكتَّاب مقالات تشكك في إمكانية بقاء حكومة إسرائيلية حتى نهايتها الطبيعية، فهي بالكاد ستظل أشهراً ثم تسقط، وقد بدأت الصحف تنشر اقتراحات بالتحول إلى النظام الرئاسي المطبق في الولايات المتحدة الأمريكية التي تتيح للرئيس المنتخب تشكيل إدارة لحكم الكيان الصهيوني طوال فترة حكم الرئيس.
وقد وجدت هذه الفكرة تداولاً وقبولاً بين أوساط الإسرائيليين الذين يستشعرون المأزق الذي ستفرزه الانتخابات القادمة التي يرى الكاتب في صحيفة معاريف دوف غولد شتاين بأنها لن يفوز بها أحد وبأن كل الخيارات أمام الأحزاب ستكون مسدودة، ولكي يدلل على ذلك يقدم أربعة «سيناريوهات» للحكومة التي ستشكل بعد الانتخابات، وهي كما أوردها الكاتب:
1- الحكومة العلمانية: فكرة رائعة، حقاً، إنها تأسر القلب، الليكود والعمل وشينوي معاً، وحسب الاستطلاعات - لها غالبية في الكنيست، وحسب مقياس المنطق السياسي - الاحتمال صفر. لربما رغب بذلك متسناع ولكنه لن يتمكن. لربما سيتمكن شارون من ذلك ولكنه لا يريد. لم يتول رئيس حكومة من اليمين هذا المنصب قطعياً دون مشاركة الأحزاب المتدينة. وقطعاً لم يتول رئيس الحكومة من اليسار دون مشاركة الأحزاب المتدينة. فقط إيهود براك حاول وفشل فشلاً ذريعاً، فلا احتمال أن يتحقق هذا الحلم.
2- حكومة يمينية: الليكود والمفدال وشاس ويهدوت هتوراه والاتحاد الوطني. وحسب الاستطلاعات - غالبية ضئيلة في الكنيست، لربما 61 أو ربما 63. نتيجة لا قيمة لها. الرئيس بوش هو صديق مشروط. ومنذ الآن لا يوجد تكافؤ بين حلم الرئيس بوش بإقامة دولة فلسطينية وبين إصرار رئيس الحكومة شارون إحباط إقامتها، فالشروط التي يضعها شارون مثلها مثل السدود العالية التي لا يمكن تجاوزها. لا توجد دولة مستقلة في العالم يحظر عليها التسلح كما تراه مناسباً. ولا توجد دولة في العالم يسيطر على مجالها الجوي سلاح جو آخر. ولا توجد دولة في العالم يحظر عليها عقد معاهدات عسكرية مع دول داعمة. ولا توجد دولة في العالم تسيطر جارتها على معابرها بقساوة.
3- حكومة يسارية بمشاركة أعضاء الكنيست العرب. حسب الاستطلاعات لا أمل لها، حتى ولا بصفة كتلة معارضة. يهبط الليكود بنسبة مقعدين، ويلعق جراحه، بسبب شكوك لفساد في الانتخابات التمهيدية أو بسبب تدخل أبناء رئيس الحكومة في تلقي أموال غير قانونية من جيب سيريل كيرين - فلا يمكن استئجار حزب العمل. ولربما أن عمرام متسناع، ومرشح حزب العمل لرئاسة الحكومة، هو الشخص الأكثر نزاهة في الجهاز السياسي الإسرائيلي، لربما لم يعلق بثيابه أي لطخة فساد، لربما ان أي اتهام لتصرف غير لائق في وساطته لمقاولين أثرياء من حيفا، لا أساس له من الصحة، لكن في نظر غالبية المنتخبين لا يبدو كمن يناسب قيادة إسرائيل في الامتحانات الخطيرة المتوقعة لها قريباً.
4- حكومة الوحدة. لا بأس من تنمية الإحساس بالشراكة، شارون يرغب بها، غير مضمون أنه سينجح. متسناع لا يريدها، وغير مضمون أنه سيتمكن من منع قيامها. لبيد سيضع شروطاً. بدون شاس وبدون المفدال. بدون يهدوت هاتوراه. من المؤكد أنه لن يتمكن من الانضمام لها.
النتيجة: لن تقام حكومة علمانية، ولن تقام حكومة يمينية ولا يسارية، بصعوبة والأمر مشكوك به، ستقام حكومة وحدة ولفترة محدودة وقصيرة. حتى تحكم عليها اختلافات الرأي والطبائع الشخصية للسياسيين بالجلد.
هذا هو الحال في الكيان الصهيوني، فبعد التدهور الاقتصادي الذي صنعته الانتفاضة هذه هي بداية الانهيار السياسي الذي يعد الضلع الثاني القابل للانهيار في هذا الكيان الغريب عن المنطقة.. وبانتظار انهيار الضلع الثالث المؤسسة العسكرية الصهيونية التي تشهد هي الأخرى تصدعات.. تكون كل مقومات هذا الكيان مرشحة للتدمير.. إذ ما تركت الانتفاضة الفلسطينية تؤدي دورها.. فهل نتركها نحن العرب لتحقق ما عجزت عنه جيوش كل العرب..؟!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved