* الرياض - عبد الرحمن اليوسف:
انتهى التلفزيون السعودي قبل ايام من عرض المسلسل الخليجي «نورة» وقد حظي هذا المسلسل بمتابعة عدد كبير من المشاهدين حيث ان الوقت الذي عرض فيه على الرغم من تأجيل عرضه في شهر رمضان بسبب ضيق وقت عرضه وتعارضه مع نشرة اخبار الحادية عشرة وكان يحسب لهذا العمل انه جمع عددا كبيرا من المشاهدين خلف الشاشة لمتابعة التلفزيون السعودي خارج شهر رمضان فأصبح تلفزيوننا العزيز حاضرا وبارزا في زحمة القنوات الفضائية.
ومع نجاح العمل الا انه لم يكن خاليا من الملاحظات البسيطة او الاخطاء فقد لاحظ الكثير من المشاهدين ان العمل كان بطيئا جدا، وايضا كانت مشاهده طويلة خصوصا عندما يكون هناك مشهد متحرك كأن يأتي الفنان عبد العزيز جاسم من السلم «الدرج» نازلا فتأخذه الكاميرا وهو يمشي حتى يصل الى مكان جلوسه في الصالة وهذا ما يسمى في لغة الدراما «لونجير» ويلجأ له المخرجون عادة لاطالة المشاهد وبالتالي اطالة العمل.
كما ان هناك ملاحظة اخرى وهي اخطاء «الراكور» مثل تغير ملابس الفنانات في المشهد الواحد كما حصل مع «نوف» ابنة «عبد الرحمن» وايضا كما حصل مع «عبد الرحمن» نفسه عندما كان في الحديقة بلا شماغ ثم فجأة يلاحظه المشاهد لابساً شماغه داخل المنزل.
ومن الملاحظات ايضا تغير الزمان او الوقت في العمل كأن يصوروا في الظهيرة على أساس انهم في الصباح، وهذا ملاحظ على الاطفال عندما يذهبون الى مدارسهم.
وقد تحدثنا مع المخرج عامر الحمود حول هذه الملاحظات ولم ينكرها ابدا وقال ان هناك أشياء يجبر الانسان عليها رغما عنه ولكن الاخطاء التي ذكرتموها لا تعني ابدا ان المسلسل غير ناجح ابدا والاخطاء لها ما يبررها فمثلا مسألة البطء في العمل لم تكن مستمرة وانا اعترف ان هناك بطئاً شديداً في العمل ولكن في بدايته ولكن بعد زواج «عبد الرحمن» و «نورة» اصبح العمل سلساً واحداثه سريعة. ويضيف الحمود: ان هذه المسألة لا تعالج الا من خلال كاتب النص، ومن الممكن ان نخفف منها لو كان لدينا وقت في المونتاج لأننا هنا في المملكة عموما نصور في وقت ضيق لذلك عندما نعمل المونتاج فاننا نعمله بشكل نهائي ولا نعيد عليه، والواجب اصلا ان يكون المونتاج مبدئيا ثم نهائيا ولكننا كما قلت نعمل المبدئي على انه نهائي ثم نقدم العمل للتلفزيون لذلك تجد كثيرا من الاخطاء التي من الممكن تلافيها في المونتاج مثل البطء في العمل او المشاهد.
ويضيف الحمود: اما الملاحظة الاخرى وهي اطالة المشاهد والمشي الطويل فأنا عملتها قصدا لكي اجعل العمل متحركا فنحن لا نريد اعمالا «معلبة» وجامدة كأن يتحدث اثنان من الممثلين وهما جالسان دائما وما اردته ايضا من ذلك هو ابراز المكان في الصورة وجعل المشاهد يعيش في ذلك المكان ويعرف ما وراء الكاميرا من تفاصيل دقيقة للمكان وهذه رؤية اخراجية ولا يمكن ان تكون غير ذلك. اضافة الى اني احب الواقعية ولا ألجأ ابدا لتحريك الفنان امام الكاميرا مثلما يحدث في كثير من المسلسلات العربية فهذه المسألة لا تحدث ابدا في الواقع.
اما مسألة الاخطاء في «الراكور» فيقول عنها المخرج الحمود: هذه الاخطاء لا تدخل ابدا في الاخراج فهي مدرجة ضمن اعمال مساعد المخرج وهو الذي من المفترض ان يلاحظ ملابس الفنانين ووقوفهم ومكياجهم وايضا يلاحظ الاكسسوارات وغيرها كي لا تختلف مع اختلاف المشاهد التصويرية. وسبب الخطأ هذا يعود الى تغيير مساعد المخرج فالمساعد الاول اضطر لاسباب خارجة عن ارادته لترك العمل فأصبحنا مرغمين على التعاقد مع مساعد آخر فكان من الطبيعي ان تحدث هذه الاخطاء والحمد لله انها وقعت على هذين الخطأين فقط لذلك انا اعد هذا - أي قلة الاخطاء - نجاحا وليس فشلا اما مسألة وقت تصوير بعض المشاهد مثل الصباحية التي تصور في وقت الظهيرة فقد كنت مضطرا لها واعرف اساسا انها خطأ ولكني لا استطيع ان اتلافاها لأني مرتبط مع الاطفال الذين يأتون للتصوير بعد الانتهاء من مدارسهم وقت الظهر لذلك لم أجد مهربا من ذلك. ويضيف الحمود ومع هذا كله لا نستطيع ان ننكر نجاح العمل في مجمله وانه كان مميزا ومشوقا وانا الآن اتلقى التهاني من الدول العربية كافة عن طريق الفاكس من فلسطين ولبنان ومصر والامارات والكويت وقطر وغيرها الكثير.
وأضاف انا لم احزن ابدا على توقف عرض المسلسل في شهر رمضان لأني عندما اخرج العمل لا التفت الى ما سيحدث بعد ذلك من وقت العرض وغيره لكن يبدو لي ان الوقت الذي عرض فيه كان افضل فقد اصبح العمل خارج زحمة المسلسلات الرمضانية واخذ وقتا كافيا لاستقطاب المشاهدين وهذا يعد تميزا للتلفزيون السعودي وللعمل وانا من الآن افكر في ترك الانتاج لرمضان والابتعاد عن الزحمة وهمها فهذه التجربة جعلتني افكر جداَ في ذلك.
|