من خلال نظرة سريعة يتضح لكل ذي عقل ان المملكة بقيادة رشيدة وحكيمة قد سخَّرت كل الامكانيات لايجاد شبكة هائلة ومنظمة تربط المدن بعضها ببعض والقرى والهجر وقد تحقق لها ذلك بفضل من الله ونعمة.
ولكن!! من خلال ما يقرأ في الصحف والدوريات المنشورة يتضح ان المملكة تتصدر الدول العربية في ارتفاع معدلات الحوادث المرورية سنة بعد سنة مما يتسبب في ارتفاع عدد الوفيات وكذلك عدد المعاقين وهذا كله يعتبر في ميزان الدولة خسارة بشرية فادحة.
عزيزي القارئ: يا ترى ما سبب كثرة وشناعة الحوادث المرورية في المملكة؟ سؤال كبير والإجابة عنه لا تخفى على كل مواطن يرى بعينه اتساع الطرق وتعزيزها برجال الأمن المخلصين وكذلك دعمها بالارشادات والمطويات وإثراء البرامج التوعوية واللقاءات المباشرة من داخل غرف المستشفيات والاعترافات الخطيرة من قائدي السيارات، ولكن لا حياة لمن تنادي فقد كثر الامساس ومات فينا الاحساس وبوقفة سريعة يتضح ان اسباب الحوادث تتمثل في اربعة عوامل هي:
* السرعة الجنونية التي ينسى معها القائد نفسه بفضل صلاحية الطريق واتساعه وفخامة السيارة وحداثتها.
* الانشغال بتوافه الأمور عن القيادة مثل الاستماع الى مكالمة نقالية او العبث بالأجهزة الالكترونية بالسيارة.
* تسليم المقود لصغار السن والاعتماد عليهم لتوفير حاجيات المنزل وكذلك عدم كسر نفوسهم أمام اقرانهم.
* التهاون من قبل بعض الجهات الحكومية المسؤولة، فهل من تضافر وتعاون يجمع التعليم مع الداخلية مع ولي الأمر لمحاورة قائد المركبة المتهور والأخذ على يديه فإن الوالد رحيم ولو قسا.
ونحن في هذا البلد المعطاء ننتظر وبفارغ الصبر خططاً وبرامج وقائية وتوعوية مبثوثة ومقروءة ومسموعة في كل قطاعاتها لوقف هذا النزيف الذي هو قتل وإزهاق للنفس البشرية، والله جلَّ وعلا نهى عن ذلك فقال {وّلا تٍلًقٍوا بٌأّّيًدٌيكٍمً إلّى التَّهًلٍكّةٌ } {وّلا تّقًتٍلٍوا أّنفٍسّكٍمً إنَّ اللّهّ كّانّ بٌكٍمً رّحٌيمْا }، والله نسأل ان يحفظ هذه البلاد وقادتها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالعزيز بن عبدالرحمن السويد بريده البصر
|