Sunday 19th January,2003 11070العدد الأحد 16 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بمناسبة انعقاد ندوة ماذا يريد المجتمع من التربويين « الجزيرة » تستشرف آراء المسؤولين والمختصين عن التربية والتعليم بمناسبة انعقاد ندوة ماذا يريد المجتمع من التربويين « الجزيرة » تستشرف آراء المسؤولين والمختصين عن التربية والتعليم
كان لقاء سمو ولي العهد بالتربويين في محافظة جدة خطوة موفقة تهدف إلى الوصول إلى الأفضل
الشيخ آل إبراهيم: الدولة أعزها الله اهتمت بالعلم وطلابه وتريد الوصول إلى الأفضل دائماً
المشرف: هذه الرعاية الكريمة دليل بارز على الحرص الدائم لولاة الأمر بالتنمية البشرية

* الرياض متابعة عبدالرحمن المصيبيح:
يُعتبر تفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لندوة ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع تأكيداً على اهتمام حكومتنا الرشيدة بالعلم وطلابه. وحرصاً من سموه حفظه الله على الالتقاء بالتربويين بين الحين والآخر لمعرفة كل شيء عن هذا القطاع الهام.
ويأتي هذا اللقاء عقب لقاء سمو ولي العهد بعدد من المسؤولين عن التعليم في المملكة وفي مقدمتهم معالي وزير المعارف الدكتور محمد الأحمد الرشيد حيث كان لقاء سمو ولي العهد بهؤلاء التربويين لقاء بناء ومثمراً وكان للكلمة السامية التي وجهها سمو ولي العهد لهؤلاء التربويين الأثر الكبير في نفوسهم والذي ضاعف من مسؤولياتهم ورسالتهم العظيمة تجاه إعداد النشء وفلذات الأكباد.
أمانة معقودة في رقابكم
ومما قاله سمو الأمير عبدالله مخاطباً التربويين: «أولاً أتمنى لكم التوفيق والنجاح من الرب عز وجل.. وثانياً أحب أن أذكركم بأهم شيء وأعتقد أنكم كلكم تدركونه وهو هذه الأمانة المعقودة في رقابكم لأبناء المسلمين وأبنائكم واخوانكم في المملكة العربية السعودية».
ولا يخفى عليكم في الوقت الحاضر ما حصل في العالم والاتجاهات التي اتجهوا إليها من أقاويل.. ولا يخفى عليكم من هو المصدر.. ولكن ولله الحمد أنتم وشعبكم شعب المملكة العربية السعودية متمسكون بالعروة الوثقى إن شاء الله.. وأكررها مرة أخرى على أمرين ما فيهما أخذ وعطاء وهما العقيدة الإسلامية والوطن.
إخواني.. تعلمون أنه ليس لنا حياة ولا لنا بقاء بدون العقيدة الإسلامية وهذا الوطن الذي أنعم الله علينا به وبخيراته.. وأعداؤنا كثير وبانوا الآن والحمد لله رب العالمين اكتشفناهم واكتشفهم العالم.. العالم ككل ولكن تموت الحية وسمها في رأسها إن شاء الله.
وفي اعتقادي لا يمكن أن ينهز هذا الوطن إن شاء الله من شرقه إلى جنوبه إلى شماله إلى غربه بأي تحرك أو أي شيء بدون مصلحة العقيدة.. وهذا إن شاء الله إيماني الراسخ في شعب المملكة العربية السعودية صغيرهم وكبيرهم ونسائهم ورجالهم لا يمكن لأحد أن يغير أفكارهم أو يغير سيرتهم الحسنة التي أوصلتنا الآن إلى ما نحن عليه ولله الحمد.
والعصر (1) إنَّ الإنسّانّ لّفٌي خٍسًرُ (2) إلاَّ الّذٌينّ آمّنٍوا وّعّمٌلٍوا الصَّالٌحّاتٌ وّتّوّاصّوًا بٌالًحّقٌَ وّتّوّاصّوًا بٌالصَّبًرٌ (3)} علينا التمسك بالعقيدة الإسلامية التي لن تتزحزح في اعتقادي من أي فرد في المملكة العربية السعودية لا شاب ولا امرأة ولا غيرها.. وهذه ولله الحمد التي تطمئن لها القلوب والحمد لله.
أتمنى لكم يا اخواني النجاح والتوفيق.. وأرجو أن تتحملوا هذه الأمانة.. أمانة أبنائكم وبناتكم.. والصدق والإخلاص والنية الصالحة.. وأرجو لكم التوفيق وشكراً.
ثم يواصل سمو ولي العهد لقاءه بالتربويين حيث دار حوار أبوي صريح بين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ورجال التعليم اتسم بوضوح الرؤية للوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة لأبناء وبنات هذا الوطن الغالي حيث أجاب سموه على سؤال حول المشكلة التي يعانيها الجيل الحالي لإدراك بعض المفاهيم الدينية ودور العلماء والمشايخ في إيصال هذه المفاهيم للناس قائلاً: «شكراً وأتمنى لك التوفيق إن شاء الله.. العلماء ما يجي منهم إن شاء الله إلا الخير.. لكن مصيبتنا الذين هم دون العلماء أما العلماء فما يجيء منهم إلا كل الخير.. وكل فاهم وكل عاقل يفهم أن هذا الوطن لا يريد أكثر مما جاءه من أعدائه.. يريد الهدوء والسكينة والتمسك.. ولو أنني كررتها.. هذان شيئان دين ووطن.. وأرجو من علمائنا إن شاء الله الانفتاح قليلاً لإفهام الناس وإن شاء الله أنهم ماشين في ذلك. ورداً على سؤال حول تخوف بعض الناس من عملية الدمج بين وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات وما تحقق من آثار جيدة لذلك قال سمو نائب خادم الحرمين الشريفين: «أنا أحمد الله سبحانه وتعالى على هذه الوجوه الطيبة.. أنا وغيري أريد أن أسأل هل هناك أحد يعمل غيركم. هؤلاء بناتكم.. هؤلاء أعراضكم.. هؤلاء شرفكم.. لا أعتقد إن شاء الله إلا أنكم في محل الثقة.. كل ما في الأمر شخص راح وشخص جاء لا أكثر ولا أقل.. والله يفتح عليهم ويشوفوا إن شاء الله والأيام هي التي تكشف لكل الناس.
وحول سؤال عن التقاعد المبكر للمعلمات قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إذا كانت لهم رغبة أنا ما أقول شيئاً أما إذا ما كانت لهم رغبة فبقاؤهم أفضل».
وعن ما حققته الوزارة من عدالة في نقل المعلمات بين مناطق التعليم وفي المدن قال سموه: «والله يا اخوان ما من شك أن العدالة واجبة وفرض على كل مسلم في سيرته وفي عمله وفي نيته.. وكذلك النظام لا بد أن نلتزم بالنظام.. النظام يكفينا ويكفي غيرنا.. يأتوني ناس أقول لهم النظام ويقولون أنتم فوق النظام.. فأين نحن فوق النظام.. لا بد أن تعرفوا أن النظام ضروري ولا بد من احترام النظام وأدعو الله أن يوفقكم.. وأنا أضرب لكم مثلاً أنني أتى إلي شياب يطلبون مني التوسط لدى نائب وزير المعارف وكتبت لهم توصيات ولم يبت فيها بسبب عدم انطباق النظام عليها وقد شكرته على ذلك و أنا بهذا العمل لم أخرج خارج النظام واحترمت رأي المسؤول».
ورداً على سؤال عن وجود جامعات للبنات خاصة أن هناك الآن مئة كلية للبنات يدرس فيها أكثر من مئتي ألف طالبة قال سمو نائب خادم الحرمين الشريفين «هذا صحيح وإن شاء الله كل شيء ماشي.. وقد رفع لنا نائب وزير المعارف حول احتياجهم إلى عدد من المدارس والكليات وإيجاد وظائف جديدة وأجبته أننا إن شاء الله سنعمل على تحقيق هذا في القريب العاجل».
وفي إجابة لسمو نائب خادم الحرمين الشريفين على سؤال حول تطور مستوى مناهج وطرق التعليم قال سموه «إن شعبكم شعب المملكة العربية السعودية يطالبكم بالكثير في هذا المجال ولا نشك في أنكم أهل للثقة».
«الجزيرة» تواصل لقاءاتها
ونظراً لأهمية هذه الندوة كان لزاماً على الجزيرة أن تطرح موضوع هذه الندوة على العديد من المسؤولين والتربويين والمهتمين بالقضايا التربوية.
الشيخ آل إبراهيم
تحدث ل«الجزيرة»
كما تحدث للجزيرة الشيخ خالد آل إبراهيم والذي أكد في حديثه إلى الجزيرة اهتمام الدولة حفظها الله بالعلم وطلابه وقال: إننا نفخر بما وصل إليه مستوى المملكة من تطور شامل في كافة المجالات ومنها مجال التعليم. وأعتقد أن سمو ولي العهد حفظه الله من خلال هذا اللقاء بالتربويين سوف يتعرف على الكثير من المسيرة التعليمية وكل ما نتمناه في هذا اللقاء أن يتم التركيز على المناهج الحالية وإعادة النظر فيها والوصول إلى الهدف المنشود الذي يمكن أبناءنا من طلب العلم بيسر وسهولة. وأن لا يكون الاعتماد على الحفظ فقط شريطة أن يبحث عن المناسب والأفضل وأن لا يمس ذلك شيئاً من التربية وديننا الحنيف. نحن والحمد لله نحكم كتاب الله وسنة رسوله.
لا شك أن سمو الأمير عبدالله سوف يتعرف على كل شيء عن التعليم وما يحتاجه ويوصله إلى الأفضل دائماً.
كل ما أتمناه أن يوفق الله المشاركين في هذه الندوة وأن يظهروا بتوصيات تسهم في تطور العملية التعليمية أسأل الله أن يحفظ لنا ديننا وأمتنا واستقرارنا وأن يديم علينا هذه النعمة.. نعمة الإسلام والأمن والأمان إنه سميع مجيب.
كما تحدث للجزيرة الدكتور خالد بن سعود البشر مدير إدارة الشؤون الإعلامية في أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية فقال: يشكل القطاع التربوي أحد أهم ركائز المجتمع المعاصر نظراً للدور الحيوي والأساس الذي يؤديه هذا القطاع باعتباره الأداة التي تنوب عن المجتمع في إعداد أبنائه للحياة من خلال إكسابهم المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات والأنماط السلوكية المنسجمة مع تدين وأخلاقيات المجتمع.
وانطلاقاً من هذه الأهمية يعقد خلال الأيام القادمة مؤتمر «ماذا يريد التربويون من المجتمع وماذا يريد المجتمع من التربويين»، ونستطيع من خلال هذا الاختيار للمسمى أن نستشف تكاملية العلاقة بين المجتمع والقطاع التربوي، وحول هذه العلاقة سيدور النقاش والتداول فما الذي نطمح إليه ونرجوه من المنظومة التي أوكل إليها مسؤولية إعداد الأجيال القادمة.
إنني كأحد أبناء هذا المجتمع أرى أن الجهات المشرفة على التعليم تبذل جهوداً مقدرة من أجل إنجاح هذه العملية لكن هناك بعض أوجه القصور التي ينبغي التنبه لها ومن أهمها إن العملية التعليمية تحتاج لكي تؤدي دورها كاملاً إلى التركيز على الجانب التربوي والإعدادي منذ بداية المرحلة التعليمية وقبل سنوات الدراسة النظامية وأعني هنا ما اصطلح على تسميته برياض الأطفال والتي يمكن أن تلعب دوراً مهماً وفعالاً في إعداد الطفل وتكوين شخصيته وتهيئته للانتظام الدراسي، إذ إنه في هذه المرحلة المبكرة من عمر الطفل يمكن اكتشاف ميوله ورغباته ومواطن نبوغه وتفوقه لأنها سن التلقي والتلهف للمعرفة والاستيعاب والسؤال. ورغم أهمية هذه المرحلة وتأكيد النظريات التعليمية والتربوية الحديثة على ذلك فإنه للأسف الشديد لم تجد الاهتمام الكافي والانتباه الذي تستحق من المؤسسة التربوية خاصة وأن أطفالنا هم أبرز ضحايا الحياة المعاصرة بتعقيداتها وسلبياتها التي من أخطرها تفكك الأسر وضعف الروابط العائلية الأمر الذي أدى إلى فقدان الطفل للمرشد والموجه والمؤدب الذي يتشرب منه العادات والتقاليد من ذوي القرى، وهذه مستحدثات تدفعنا دفعاً إلى ضرورة العناية والتركيز على هذه المرحلة وأن نوفيها حقها لعلها تساهم في إصلاح هذا الخلل الاجتماعي.
وعليه فإننا كأفراد مجتمع نتطلع إلى أن يولي المسؤولين عن السلم التعليمي والمناهج التعليمية هذه المرحلة حقها من الاهتمام من خلال تزويدها بالكوادر المؤهلة تأهيلاً علمياً واجتماعياً يتناسب وأهميتها حتى نؤسس لتعليمنا بطريقة علمية ترتكز على دعائم راسخة وثابتة وحتى لا تفقد هذه المرحلة التعليمية والتربوية دورها الأساس. كما إننا ننتظر من منظومة التربية كمؤسسة أن تذلل الصعاب وتعمل على توفير البيئة المهنية الملائمة والوضع الوظيفي الكريم للمعلمين وحل المشكلات التي تواجههم والعوائق التي تعترضهم سواء أكانت مادية أو معنوية حتى يؤدوا واجبهم على الوجه الأكمل، بل إن هذه المهمة تكاد تكون فرضاً واجباً على جميع قطاعات المجتمع الرسمية والأهلية، رغم أني أعتقد جازماً أن وزارة المعارف لا تنقصها الامكانات المادية لتحقيق ذلك نظراً للاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا القطاع المهم، وما رعاية سمو ولي العهد لهذا المؤتمر إلا دليل صادق وواضح على هذا الأمر.
مسؤولية جسيمة
كما أن على المسؤولين عن إعداد المناهج والمعلمين مسؤولية جسيمة في محاولة اكتشاف الخلل التعليمي الذي يجعل طالباً في المرحلة الثانوية عاجزاً عن كتابة موضوع بشكل علمي ولغوي سليم.
أما على مستوى الفرد في هذه المنظومة وأعني به المعلم فالكل يتطلع إلى أن يكون هذا الفرد القدوة الحسنة التي تستوعب وتدرك عظم الدور الذي يؤديه وحساسية الوظيفة التي يشغلها، وأن دور الفرد في هذه المؤسسة من السمو والرفعة ما يجعله يتجاوز إطار العمل الوظيفي الرسمي، فأبناؤنا أمانة بين أيديهم يقضون معهم جل وقتهم، وأن دورهم ومهمتهم ذات جوانب إنسانية ووطنية وأخلاقية ودينية من المفترض أن تجعلهم يبذلون أقصى جهد ممكن لغرس القيم الفاضلة والسلوك القويم وحب العلم في نفوس أبنائنا، بل ويتطلب الأمر منهم ألا يقتصر دورهم على الإطار المهني الضيق لمفهوم المعلم الذي يلقن منهجاً محدداً، فبدلاً من مطالبة الطالب بحفظ كم هائل من الأرقام والأسماء والمعلومات عن وطنه علموه ما الذي يعنيه هذا الوطن واغرسوا فيه حبه حتى يخالط هذا الحب لحمه ودمه وبدلاً من الاكتفاء بتحفيظه قواعد اللغة وآدابها علموه احترام لغته وبينوا له قدسيتها وجمالها ووقع جرسها الذي لا مثيل له بين اللغات الأخرى، ننتظر منكم أن تبينوا له ماضي أمته المجيد وما آل إليه حالها وكيف تفوقت علينا أمم أخرى لاهتمامها بالتقنية لتدفعوه منطلقاً من ذاته ليحب المواد العلمية ويتفوق فيها، وعلموه قبل ذلك كله كيف تتنزل فضائل الأخلاق التي يدرسها واقعاً وتصرفات ونمط سلوك يعيشه ويعامل به الآخرين. إننا نطالبكم بذلك رغم علمنا بالمعوقات الإدارية والوظيفية والتي تلاقونها لكن أهمية موقعكم والأمانة المناطة بكم أكبر من كل عائق وتعقيد وروتين يواجهكم.
إنني أسأل الله تعالى أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق وبداية للعمل الجاد والدؤوب للارتقاء بالعمل التربوي والتعليمي في بلادنا لاسيما وأن هذه المنظومة هي أحد أهم أركان وركائز مفهوم الأمن الشامل الذي نسعى جميعاً لتحقيقه والذي هو مناط أسس التنمية.
وأود أن أذكر في هذا الإطار نموذجاً للاهتمام بهذا الموضوع متمثلاً فيما تقوم به أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية إدراكاً منها لأهميته باعتبارها بيت الخبرة الأمنية العربية التي بادرت لعقد المؤتمرات والندوات حول هذا الموضوع كان آخرها مؤتمر التعليم والأمن كما أفردت له حيزاً مقدراً في سلسلة إصداراتها العلمية.
وختاماً أتمنى أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه النبيلة وأن يسهم في دفع وتطوير العملية التربوية والتعليمية بما يحقق الخير لمجتمعنا، وصلى الله على معلم البشرية الأول وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
كما تحدث للجزيرة الدكتور عبدالإله بن عبدالله المشرف المدير العام للمناهج لوزارة المعارف فقال: إن الرعاية الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين العام نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله لهذه الندوة دليل بارز على الحرص الدائم لولاة الأمر بالتنمية البشرية التي هي أساس كل فروع التنمية الأخرى، ومصدر فخر لنا نحن التربويين في مسيرتنا نحو إيجاد استراتيجية واضحة يشترك في بنائها المجتمع تنطلق من عقيدتنا تصوراً وهدفا.
وتأتي دعوة قطاعات المجتمع لمناقشة الشأن التربوي والتعليمي في بلادنا لأهمية مشاركة المجتمع بقطاعاته المختلفة في صناعة القرار التربوي يحسب للتربويين. والدعوة ليست بجديدة فالمجتمع بكل فئاته يشارك في الشأن التربوي ولكن الجديد هو هذه الصفة الرسمية الإعلامية ذات الشفافية والمصارحة المباشرة والتي تعد سابقة تربوية رائدة.
إننا أمام تحديات تفرضها علينا طبيعة العصر ومن تلك التحديات تحدي الثورة العلمية التقنية والنمو السكاني وتحدي ذوبان الهوية الوطنية إلى غيرها من التحديات وأن علينا أمام هذه التحديات أن نعد أبناءنا لمواجهتها والتعامل معها، وما انعقاد هذه الندوة إلا نتيجة لإحساس المسؤولين بضرورة الاستفادة من تقنيات العصر واستثمارها في سبيل تحديد نمط التعليم المستقبلي حيث تسخر تقنية المعلومات لإكساب الطفل القدرة على التعامل مع هذه التقنيات ونوفر مصادر المعرفة في سبيل تنمية المهارات والقدرات الضرورية للتعلم والمهارات الشخصية والمدنية على حد سواء.
إن علينا أن نناقش بكل صدق وشفافية أنظمتها التعليمية وأن نجدد دور المعلم وأن نستقرئ مستقبل المناهج بمفهومها الشامل وأن نعمل على تفعيل دور الإدارة المدرسية وأن نرفع شعار «التشاركية بين المجتمع والتربويين لمستقبل أفضل لأبنائنا».
كما تحدث ل«الجزيرة» مدير عام التعليم بمنطقة تبوك الأستاذ محمد عبدالله اللحيدان فقال: تأتي ندوة ماذا يريد التربويون من المجتمع وماذا يريد المجتمع من التربويين محققة للأهداف السامية المتميزة التي كفلتها سياسة التعليم في بلادنا ومن ضمنها تدعيم جسور التعاون مع المجتمع والتفاعل مع آرائه ومقترحاته الهادفة والإفادة والاستفادة منها ولعل ذلك من الأهداف العليا التي تسعى هذه الندوة المباركة لتحقيقها من مبدأ يحرص عليه كافة منسوبي التربية والتعليم في بلادنا وهو الشراكة مع المجتمع من خلال الاستماع إلى صوته بشكل أوضح وأوسع لطرح مبادراته التي تهدف إلى تطوير العمل التربوي والتعليم بالشراكة مع القائمين على هذا الأمر من رجال التربية والتعليم ومن تكوين رؤية مشتركة لهذا الأمر تفعيلاً للأهداف التربوية والتعليمية التي تتبناها بلادنا انطلاقاً من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وتظل التربية والتعليم هاجساً لكافة الأمم في كل زمان ومكان فهي القطاع الذي ينمي أعظم ثروة يمتلكها أي وطن وهو الإنسان الذي يعمل ويساهم في بناء و طنه متى ما كان صالحاً لدينه ووطنه ومجتمعه ونفسه فهو يكون لبنة قوية ومتماسكة من لبنات البناء والتطوير.
ولعله لا يفوتنا أبداً في هذه المناسبة الكريمة بانعقاد هذه الندوة المباركة إلا أن نرفع الشكر والتقدير عرفاناً لصاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله على رعايته وتشريفه لفعاليات هذه الندوة المباركة وذلك ليس بالمستغرب على ولاة الأمر حفظهم الله فهم دائماً سباقون لكل ما فيه صالح ديننا ووطننا ومن ذلك الدعم والرعاية والاهتمام الذي يحظى به قطاع التربية والتعليم في بلادنا منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومروراً بعهد أبنائه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز راعي التعليم الأول في بلادنا وأول وزير للمعارف وعضده الأيمن سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعاً.
مدير عام مدارس التربية
النموذجية يتحدث للجزيرة
كما تحدث للجزيرة الأستاذ خالد بن محمد الخضير مدير عام مدارس التربية النموذجية فقال: كانت عمليتا التربية والتعليم في الماضي تجريان داخل الأسرة فالأبناء يتربون بين أحضان الوالدين والأخوة والأخوات فيتلقنون جميعاً القراءة والكتابة ومبادئ الحساب والعلوم والأدب والقيم والمبادئ كما يتعلمون حرفة الأب فيتخرج الإنسان في أسرته وقد أصبح عضوا صالحاً وفاعلاً في المجتمع.. ومع الزمن زادت البشرية والكثافة السكانية في ا لمجتمعات وتعددت فعالياتها وحرفها وصناعاتها المتعددة والمعقدة فلم تعد الأسرة قادرة على النهوض بمسؤولياتها فألقت بها إلى المجتمع وأصبح المجتمع مسؤولاً عن تعليم أفراده: «الدين والعلم والمعرفة والحرف والصناعات على اختلاف أنواعها» فوجدت المؤسسات المختلفة العلمية والاقتصادية والاجتماعية ومنها المؤسسة التربوية ألا وهي المدرسة. وهكذا أصبح على المدرسة والتربويين واجبات تجاه المجتمع ولهما حقوق على المجتمع نوجزها فيما يلي:
يريد المجتمع من التربويين:
إعداد المواطن الصالح للمجتمع الذي يتصف بالصفات الآتية:
1 أن يكون مؤمناً بالله رباً وبالإسلام ديناً ومنهجاً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.
2 أن يعتز بدينه ولغته ووطنه وأمته ويدافع عن ذلك كله لا تأخذه في الله لومة لائم.
3 أن يتحدث لغته العربية السليمة من كل لحن أو رطنة ويقرأ مكتوبها بفهم ويكتب مفرداتها بنية سليمة.
4 أن يتكلم لغة أجنبية بشكل يتناسب مع عمله حتى لا يكون غريباً عن العلوم والتكنولوجيا المعاصرة.
5 أن يكون ملماً بمبادئ الرياضيات الأساسية مثل حقائق جمع الأعداد وطرحها وضربها وقسمتها.
6 أن يلم بجميع علوم عصره إلماماً يجعله يعي ما يجري في محيطه الاجتماعي والعالمي لكي يرتقي بمجتمعه إلى مركز الصدارة في العالم إلى ما كانت عليه أمته أيام ازدهار حضارتها.
7 أن يكون مهيأ للانخراط في سوق العمل في المجتمع متقناً لإحدى الأنشطة العلمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية.. الخ قادراً على التعامل مع تكنولوجيا العمل المتخصص به.
8 أن يكون ذا شخصية قوية جسمياً وعقلياً واجتماعياً ووجدانياً.. الخ.
9 أن يكون سلوكه معبراً عن شخصيته تعبيراً عملياً عن كل ما درسه وتعلمه من قيم دينية وأخلاقية وعلمية ومعرفية وغير ذلك.
10 ألا يتناقض علمه مع سلوكه العملي أي أن ينسجم سلوكه مع ما اكتسبه من معارف وعلوم ودين وأخلاق وفن.
يريد التربويون من المجتمع ما يلي:
1- متابعة بناء شخصية الفرد الذي تم تأسيسها في المؤسسات التربوية من خلال العمل في المؤسسات الاجتماعية بالتدريب المستمر.
2- استثمار الطاقات الشخصية للفرد كل في ميدانه الاجتماعي الذي أعد له وتخصص فيه.
3- تطوير الفرد العامل في مؤسسات المجتمع بما ينسجم مع تطوير العلوم والتكنولوجيا المناسبة لتخصصه في عمله.
4- تأمين العمل الذي أعد له وتخصص فيه أي إسناد العمل المناسب للفرد المناسب.
5- تأمين الحياة الكريمة:
الأجر المناسب لكفايته العلمية والفنية.
تأمين العلاج الصحي المجاني له ولأفراد أسرته.
تأمين التعليم المجاني لأولاده ورعاية المتفوقين من أبنائه واستثمار مواهبهم.
رعاية المتعثرين والمعوقين من أبنائه حتى لا يكونوا عالة على أنفسهم وأهلهم ومجتمعهم.
تأمين البطالة «فقدان العمل».
تأمين العجز عن العمل نتيجة مرض أو حادث ألم به.
تأمين الشيخوخة «التقاعد».
تأمين السلامة والأمن والحقوق الإنسانية لكل مواطن بحيث يسلم على نفسه وماله وعرضه وحريته «المقيدة بضوابط الدين» من كل اعتداء.
6- أن يشرِّع القوانين التي تحفظ مكتسبات الفرد العملية والتربوية.
7- أن ينسق بين ما يشرعه من قوانين وأنظمة وبين ما تعلمه الفرد من مبادئ وقيم ومعارف بحيث تنسجم وتكمل البناء الذي أسسه التربويون في مؤسساتهم.
هكذا يكون على التربويين تأسيس شخصية الفرد ورسم اتجاهاتها وفق مبادئ المجتمع ودينه وقيمه وأهدافه الكبرى وعلى المجتمع أن يتابع البناء ولا يتناقض مع الأسس التي وضعها التربويون لأفراده.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved