Sunday 19th January,2003 11070العدد الأحد 16 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المبادرة إلى العلاج وكفاءة الطبيب من أهم العوامل لنجاح التدخل الجراحي المبادرة إلى العلاج وكفاءة الطبيب من أهم العوامل لنجاح التدخل الجراحي
الحول حالة شائعة تصيب الأطفال ويمكن حدوثه في مرحلة لاحقة من العمر ويعدّ تعديله من أكثر الجراحات أماناً وفاعلية

الحول عيب بصري تكون فيه العينان غير مستقيمتين وقد يكون عدم الاستقامة هذا ملحوظاً دائما او انه قد يظهر ويختفي، حيث تكون احدى العينين متجهة للامام مباشرة بينما العين الاخرى تنحرف الى الداخل او الى الخارج او الى اعلى او الى اسفل. هذا هو مرض الحول كما يعرفه اطباء العيون..
وحيث ان لهذا المرض ابعاداً اخرى في غاية الاهمية نتعرف عليها من خلال هذا الحوار الذي اجرته صفحة الحبيب الطبية مع عدد من الاستشاريين والمختصين في هذا المجال.
انتشار المرض
يقول الدكتور منصور فاروقي حول انتشار او شيوع هذا المرض: يعدّ الحول حالة شائعة تصيب الاطفال وتشير بعض الدراسات الى ان نسبة الاصابة تصل الى 4% عند الذكور والاناث على حد سواء، اضافة الى امكانية حدوثه في مرحلة لاحقة من العمر، آخذين في الحسبان ان الحول قد يصيب اكثر من فرد في العائلة او قد يصيب الاشخاص الذين ليس لهم اقارب مصابون بهذه الحالة.
تأثيره في الابصار
وحول كيفية تأثيره في الرؤية السليمة تحدث الدكتور راشد فطاني وقال: يقوم مركز الابصار في المخ بدمج الصورتين في صورة واحدة ثلاثية الابعاد «الصورة المجسمة» وعندما تنحرف احدى العينين او تصبح على غير استقامة فانه ينتج عن ذلك ارسال صورتين مختلفتين الى المخ. وفي حالات الحول عند الاطفال يتجاهل المخ الصورة الآتية من العين المصابة بالحول ويرى الصورة المنقولة من العين المستقيمة او العين التي ترى بشكل افضل، وهذا قد يسبب بعض التدني في الرؤية في العين غير المستقيمة مع فقدان بعض القدرة على ادراك البعد الثالث للرؤية، والرؤية بالعينين. وبالنسبة الى الأشخاص الكبار الذين يصابون بالحول، فغالبا ما تكون الرؤية لديهم مزدوجة لان المخ يكون قد تعود على استقبال الصورتين المرسلتين من كلتا العينين، ومن ثم لا يستطيع تجاهل الصورة الآتية من العين غير المستقيمة.
المضاعفات
واضاف الدكتور فطاني حول المضاعفات التي من الممكن ان تحدث لمريض الحول: ان عدم استقامة العينين في مرحلة الطفولة قد يسبب تدنيا في القدرة البصرية او كسلا في احدى العينين حيث يستقبل المخ الصورة الآتية من العين التي ترى بشكل افضل متجاهلا الصورة الآتية من العين الضعيفة وعادة ما تكون العين غير المستقيمة، وهذا الامر يحدث مع نصف الاطفال المصابين بالحول تقريبا. ويمكن علاج كسل العين عن طريق تغطية العين التي يفضل الطفل الرؤية بها او التي توفر الرؤية الافضل للطفل وذلك بهدف تحقيق الاستقامة للعين الاضعف وتحسين القدرة البصرية بها.
أسباب الإصابة
ويقول الدكتور فاروقي: ان الاسباب المؤدية الى الحول ليست واضحة ومحددة تماما، حيث ان هناك ست عضلات تتحكم في حركة العين وهذه العضلات متصلة بالجزء الخارجي للعين. ولكي يمكن تثبيت وتركيز كلتا العينين على هدف مرئي واحد يجب ان يكون هناك توازن وتنسيق في العمل بين العضلات الست الموجودة في العين والعضلات المناظرة لها في العين الاخرى.
تشخيص المرض
وفي سؤال حول كيفية تشخيص هذه الحالة اجاب الدكتور فطاني: ينبغي اجراء فحص للاطفال من قبل طبيب العائلة المختص او طبيب الاطفال او طبيب العيون في اثناء مراحل الطفولة المبكرة وخاصة قبل دخولهم المدرسة، وذلك للكشف عن أي احتمال لوجود امراض بالعين. ويكون هذا الامر مهما اذا كان احد الاقارب لديه حول او كسل بالعين. وغالبا ما يكون الامر صعبا لتحديد الفرق بين العينين اللتين قد يبدو بهما حول او التفريق بين الحول الكاذب والحول الحقيقي. فغالبا ما يكون الانف لدى الاطفال الرضع عريضا ومفلطحا مع وجود ثنية داخل الجفن والتي قد تخفي العين عند التحديق جانبا مما قد يظهر العينين كأن بهما حولاً وهو ما يسمى بالحول الكاذب. وهذه الحالة تتحسن مع نمو الطفل، اما الحول الحقيقي فلا يتحسن مع نمو الطفل اذا تجاوز عمره اربعة اشهر. وبامكان طبيب العيون تمييز حالات الحول الحقيقي من الحول الكاذب.
الحول الداخلي
ويضيف الدكتور فطاني حول أكثر أنواع الحول شيوعاً: يعدّ انحراف العين نحو الداخل من أكثر انواع الحول شيوعا لدى الاطفال الصغار، والاطفال المصابون بهذا النوع لا يستخدمون كلتا العينين معا وتكون هناك حاجة الى عملية جراحية لعلاج حالات الحول الداخلي الخلقي وتحقيق استقامة العينين. وتكون الجراحة عن طريق شد او ارخاء او تغيير موقع بعض عضلات العين او كلتيهما. فمثلا خلال جراحة اصلاح الحول الداخلي، قد يتم فك العضلات الداخلية المشدودة، من جدار العين وتأخيرها الى الوراء على العين وهذا يضعف من قوة الشد بها ويسمح للعين بالتحول الى الخارج. وفي بعض الاحيان يتم شد العضلات الخارجية من خلال تقصير طول العضلات للسماح للعين بالتحرك الى الخارج. كما ان هناك الحول الانسي التكيفي الذي يحدث لدى الاطفال المصابين بطول النظر والذي عادة ما يحدث عند سن الثانية فما فوق الا انه في بعض الاحيان يمكن ان يحدث في سن مبكرة عندما يكون عمر الطفل ستة اشهر، ويكون العلاج المبدئي لهذه الحالة هو وصف النظارات الطبية او وسيلة اخرى من وسائل التصحيح البصري حيث تقوم بتخفيف الجهد الذي يبذل من اجل التركيز البؤري وهو الذي يسبب عدم استقامة العينين، وقد يصف الطبيب نظارات طبية مزدوجة العدسة لاغراض الرؤية القريبة كما يمكن ايضا وصف قطرات ومراهم او مواشير من اجل تحقيق استقامة العينين، وقد تفيد بعض التمرينات الخاصة بالعين الاطفال الاكبر سنا.
الحول الخارجي
ويضيف الدكتور فطاني: وهناك الحول الخارجي وهو انحراف العينين نحو الخارج ويعدّ كذلك من الحالات الشائعة للحول. ويحدث هذا النوع من الحول في اغلب الاحيان عندما يركز الطفل بصره على اهداف بعيدة. وغالبا ما يحدث الحول الخارجي بصورة متقطعة خاصة عندما يكون الطفل غارقا في احلام اليقظة او مريضا او متعبا. وفي معظم الاحوال يلاحظ الوالدان انحراف احدى العينين لدى الطفل عند تعرضه الى ضوء الشمس الساطع او اغلاق عينه في الضوء المبهر. وعلى الرغم من ان اجراء تمرينات للعين، او ارتداء نظارات طبية او عدسات موشورية يمكن ان يساعد على الحد من انحراف العين للخارج او يساعد على السيطرة على هذا النوع من الحول لدى بعض الاطفال، الا ان الجراحة قد تكون ضرورية في اغلب الاحيان.
العلاج
وعن علاج هذا المرض يقول الدكتور فطاني: يختلف علاج الحول من حالة الى اخرى باختلاف السبب المؤدي الى الإصابة، حيث قد يشمل العلاج استخدام النظارات الطبية او عملية جراحية لتعديل وضع عضلات العين، او استئصال الساد «عدسة العين المعتمة»، او تصحيح اي عيوب اخرى قد تكون هي السبب في انحراف العين عن وضعها الطبيعي، وعلى ضوء الفحص العيني الشامل لاجزاء العين الداخلية والخارجية، يقرر طبيب العيون نوعية العلاج الملائم للحالة سواء كان علاجا بصريا او طبيا او جراحيا، وقد يتطلب الامر علاجا يجمع بين اثنين او اكثر من هذه العلاجات معا، اضافة الى تغطية العين السليمة بهدف تحسين القدرة البصرية في العين المصابة الذي يكون غالبا ضروريا. وعلاج الحول يضمن الحفاظ على القدرة البصرية للعين ويحقق استقامة العينين كما ان علاج الحول يحقق للمريض استعادة القدرة على الابصار بكلتا العينين في وقت واحد.
التدخل الجراحي
كما يتحدث الدكتور فطاني حول التدخل الجراحي لعلاج الحول ويقول: ان جراحة الحول لا تتطلب اخراج كرة العين من محجرها، ويتم خلال جراحة اصلاح الحول عمل شق صغير في الانسجة التي تغطي العين حيث يسمح ذلك للجراح بالوصول الى عضلات العين الموجود تحت هذه الانسجة. ويعتمد اختيار العضلات التي يتم تعديل وضعها على الاتجاه الذي تنحرف اليه العين، وقد يكون من الضروري اجراء الجراحة في احدى العينين او كلتيهما. ان اجراء جراحة الحول للاطفال يتطلب استخدام التخدير الكامل وتستمر الحاجة الى ارتداء النظارات او العدسات الموشورية بعد الجراحة. وقد يحدث تصحيح زائد او ناقص للحول، مما قد يستلزم اجراء جراحة اخرى.. وينصح بالتدخل الجراحي المبكر لتصحيح الحول عند الاطفال الرضع حيث ان امكانية نمو البصر بصورة طبيعية في كلتا العينين قد تتحقق بمجرد استقامة العينين. ومع تقدم الطفل في العمر تتناقص فرصة نمو الرؤية بكلتا العينين معا على من امكانية تحسن الرؤية الجانبية. وعلى هذا يتم توقيت اجراء الجراحة من قبل طبيب العيون بدقة وحسب كل حالة على حدة، فمثلا ينبغي عادة علاج كسل العين الوظيفي قبل اجراء جراحة تصحيح الحول. وجراحة الحول تعدّ كأي جراحة اخرى حيث يمكن حدوث بعض المضاعفات مثل الالتهابات او حدوث نزيف او ندوب الا انه وبشكل عام تعدّ جراحات الحول من الجراحات الآمنة وتعدّ علاجا فعالا لحالات عدم استقامة العينين، وينبغي مع ذلك ملاحظة انها ليست بديلة لاستخدام النظارات الطبية او الوسائل العلاجية لحالات كسل العين. والمركز هنا يستخدم ادوية تخديرية حديثة تسمح باستيقاظ المريض لمدة عشر دقائق بعد انتهاء العملية مما يسمح للجراح بالتعديل النهائي للحول والمريض مستيقظ وذلك باستخدام الغرز القابلة للتعديل عند الكبار لزيادة نسبة النجاح.
عمر المريض المناسب للعملية
ويقول الدكتور فطاني: تعديل العين جراحياً يمكن تحقيقه في اي سن واما تحسين النظر فلا يمكن أن يتحقق الا اذا عولج الحول في سن مبكرة اي قبل السنوات السبع الاولى من العمر لان اكتمال نمو النظر يتم في هذا العمر.
بداية الكشف
ويقول الدكتور وليد الجلاد حول بداية الكشف للعين: من المعروف ان الوقاية خير من العلاج فعند الولادة يجب على طبيب الاطفال ملاحظة اي عيوب خلقية لدى الطفل كوجود عتامة على القرنية او مياه بيضاء خلقية او مياه زرقاء فاذا وجد اي عيب على العين يلزم تحويله الى طبيب اخصائي العيون فوراً اما اول كشف من قبل طبيب العيون فيفضل ان يكون عند بلوغ الطفل ثلاثة اشهر لان في هذه السن يبدأ الطفل في التركيز واذا لم يكن هناك اي مشكلة فينصح بالكشف مرة أخرى عند بلوغ الطفل السنتين والنصف وذلك لان ظهور معظم العيوب الانكسارية الشائعة تظهر في هذه السن واخيراً قبل دخول الطفل المدرسة ينصح بالكشف على عيونه للتأكد من حدة الابصار.
النظارات الطبية
ويضيف الدكتور الجلاد حول امكانية استخدام النظارات الطبية لمريض الحول: يعتمد ذلك على العيب الانكساري لدى الطفل فاذا كان الطفل يعاني قصر النظر او استجماتزم فغالباً لا يحتاج الى استخدام النظارة الطبية بغض النظر عن مقياس النظارة اما اذا كان الطفل يعاني طول النظر فهذا يعتمد على مقاس النظارة بحيث اذا كان المقاس خفيفاً فانه لا يمكن الاستغناء عن النظارة في سن المراهقة واذا كان المقاس كبيراً فقد يخفف من مقاس النظارة عند الكبر ولكن لا يستغنى عنها.
كسل العين
ويضيف الدكتور فاروقي حول اخطر الامراض المؤدية الى كسل العين بقوله: تعدّ المياه البيضاء الخلقية من اخطر الامراض المؤدية الى كسل العين لدى الاطفال اذا لم تعالج في سن مبكرة جداً قبل الأشهر الثلاثة الاولى من العمر اما بالنسبة الى العلاج فيتم سحب هذه المياه بعملية جراحية في سن مبكرة ومن ثم تركيب العدسات اللاصقة لتركيز النظر لان من المعروف انه لا يمكن زراعة عدسات داخل في هذه السن المبكرة.
العيوب الانكسارية
وحول علاج هذه العيوب الانكسارية قال: لا شك ان النظارات الطبية هي افضل واسهل طريقة لعلاج العيوب الانكسارية لدى الاطفال ولكن هناك بعض الحالات التي تعجز فيها النظارة عن علاج العيوب الانكسارية كوجود اختلاف شديد بين العيوب الانكسارية للعينين فهنا يلجأ الطبيب الى استخدام العدسات اللاصقة لاسباب طبية وليست تجميلية.
دموع حديثي الولادة
ويتحدث الدكتور فطاني حول سبب الدموع لحديثي الولادة بقوله: غالباً ما يحدث ذلك بسبب انسداد في القنوات الدمعية فينصح بتدليك منطقة اعلى الانف مع استخدام القطرات المكونة من المضادات الحيوية اذا كانت الدموع مصحوبة بافرازات وذلك طبعاً بعد استشارة الطبيب المختص كما ان 90% من هذه الحالات تتحسن تلقائياً في اول ستة أشهر من العمر فاذا بقيت القنوات الدمعية مسدودة بعد هذه السن فينصح باجراء عملية تسليك للقنوات الدمعية وانسب سن لاجراء هذه العملية هي بين 6و12 شهراً لان تأخير العملية بعد هذه السن يرغم الطبيب على وضع انابيب داخل القنوات الدمعية لمدة ستة اشهر لذا ينصح في هذه الحالات مراجعة الطبيب في سن مبكرة.
قسم جراحة العيون
قسم العمليات بالمركز مجهز بأحدث الاجهزة الطبية اللازمة لاجراء العمليات الجراحية كأجهزة الليزر وجهاز Phaco- Machine لعمليات جراحة العيون وميكروسكوب آخر لعمليات العيون بالاضافة الى اجهزة عمليات المناظير في البطن والركبة وميكروسكوب متقدم لعمليات الانف والاذن والحنجرة. وتعدّ اجهزة التخدير في القسم من احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا كما ان جميع المعلومات المتعلقة بالمريض يتحكم بها نظام كمبيوتر دقيق مما يتيح لطبيب التخدير المتابعة المستمرة والدقيقة لحالة المريض اثناء العملية. كما يتميز قسم جراحة العيون بالمواصفات العالية من تجهيزات طبية وتقنية حديثة وأيد طبية عاملة على مستوى عالٍ من الكفاءة وهذا من اهم الخطوات لنجاح العملية كما يهتم المختصون في هذا القسم بالتعقيم الدقيق لغرف العمليات وتنقية الهواء بواسطة تمريره عبر مرشحات «فلتر» لتصل درجة نقاوة 9 ،99% كما يتم التخلص من الادوات ذات الاستعمال الواحد ولايعاد تمريرها مرة اخرى حسب ماهو متبع في المراكز الطبية العالمية لضمان عدم انتقال الامراض المعدية من مريض الى آخر خاصة في عمليات العيون.
***
المشاركون
الدكتور راشد فطاني
التخصص الدقيق في طب وجراحة عيون الاطفال
أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة الملك سعود
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
الدكتور منصور الفاروقي
الزمالة في طب وجراحة العيون
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
الدكتور وليد الجلاد
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
Mrs.Pamela Waklam
رئيسة قسم التمريض بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved