مساع عديدة تنطلق على أكثر من صعيد في محاولة لإيجاد مخرج من أزمة الحرب التي باتت تفرض ملامحها بشدة على صورة المنطقة، ويتحدث أصحاب تلك المساعي عن أخطار كبيرة تحدق بالمنطقة في محاولة لاقناع الجميع بالانضمام إلى هذه المساعي وتشكيل جبهة قوية ضد قيام الحرب.
ومن أستراليا إلى أقصى الغرب الأمريكي تخرج التظاهرات المناوئة للحرب ما يعني أن جبهة عالمية واسعة النطاق باتت تتشكل ضد اندلاع الحرب لإدراك جل هؤلاء للأخطار الجسيمة التي يمكن أن تنجم عنها، خصوصاً في وجود الأسلحة المتطورة والفتاكة التي ستستخدمها الأطراف المتحاربة.
وفي المنطقة هناك جهود مقدرة تشارك فيها كل ٌّ من المملكة ومصر وسوريا وتركيا تستهدف بلورة آليات للعمل ضد قيام الحرب، وكل هذه دول مؤثرة وتعكس تحركاتها أحساساً كبيراً بالمسؤولية تجاه حماية إنسان ومكتسبات المنطقة من النيران التي قد تنشب لتلتهم الأخضر واليابس.
لقد كررت المملكة مراراً الدعوة إلى ضرورة إعطاء أهل المنطقة الفرصة لترتيب أمر تفادي الحرب من خلال اتصالاتهم ولقاءاتهم.
لعل في ذلك ما يقود الى اختراق حقيقي باتجاه الخروج من دائرة الحرب.
ويستحق العمل من أجل تجنب الحرب بذل كل مجهود ممكن لأن ثمن اندلاعها باهظ ومكلف ولا يمكن تبريره، فضلاً عن أن الخسائر التي لا يمكن تعويضها، ولهذا فإن تضافر الجهود الإقليمية مع تلك الدولية، قد يعطي النتائج المرجوة، فالتنسيق مطلب على كل المستويات الإقليمية وصولاً إلى العمل الدولي بما في ذلك الذي يتم داخل مجلس الأمن الدولي.
وفي إطار المساعي الخيرة هناك القمة الإقليمية التي ستسضيفها تركيا، ومن تصريحات المسؤولين الأتراك يمكن رؤية ملامح نوعية الجهود المبذولة، حيث يقولون إن هذه الجهود لا تتضمن مطالبة الرئيس العراقي بترك السلطة بل تفعيل تعاون بغداد لتنفيذ القرارات الدولية.
ومن المهم أن تتركز الجهود الدولية على ضمان استمرار مهمة مفتشي الأسلحة حيث تندرج مهمتهم في إطار العمل السلمي.
إن مساحة التحرك السلمي واسعة ومع ذلك فإن ضجيج الحرب بدا وكأنه يطغى على ما عداه، الأمر الذي يستوجب مضاعفة العمل المنسق لتجنب الكارثة.
|