Sunday 19th January,2003 11070العدد الأحد 16 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

منوهاً برعاية الأمير عبدالله لندوة: ماذا يريد التربويون.. د. العواد لـ « الجزيرة »: منوهاً برعاية الأمير عبدالله لندوة: ماذا يريد التربويون.. د. العواد لـ « الجزيرة »:
الندوة أساسية لتطوير التعليم بالمملكة والتربويون يريدون من المجتمع الشراكة

* حوار - سالم العيدي:
ماذا يريد التربويون من المجتمع وماذا يريد المجتمع من التربويين. هاتان العباراتان هم حديث المجتمع في وقتنا الحالي فالجانبان: التربويون والمجتمع مقبلان على ندوة تأخذ الطابع الحواري حول أهم قضية تشغل المجتمع بكافة أجناسه ولعل رعاية سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لهذه الندوة تعتبر تشريفاً لجميع المثقفين ورجالات التعليم.. ولأهمية هذه الندوة وطبيعة الحوار الذي سيدور بها توجهنا الى رئيس اللجنة المشرفة والمنظمة لهذه الندوة وكيل وزارة المعارف للتعليم الدكتور خالد العواد وطرحنا بين يديه بعض التساؤلات التي تتردد على لسان المجتمع وقد كان كعادته مثالياً في اجاباته التي لم تخل من الصراحة والدبلوماسية لحرصه التام على مصلحة مسيرة التعليم في وطننا الغالي.
* ما الذي تم حتى تاريخه حيال هذه الندوة. وكيف سيتم طرح الأسئلة ومناقشتها؟
- انتهت تقريبا جميع أعمال لجان الندوة ونحن في المراحل الأخيرة من التنسيق بينها وسيتم استقبال الأسئلة مباشرة من الحضور عبر الأوراق ومشافهة عن طريق الميكرفون.
* ما هي أبرز المحاور التي ستناقشها الندوة؟
- بالنسبة للمحاور هناك ثلاثة محاور أساسية تكمن في «ماذا يريد المجتمع من التربويين». وهذا المحور فيه تفصيلات كثيرة فالمجتمع فيه الوالدان وفيه رجل الأعمال وفيه الجامعات وفيه مؤسسات الأمن وغيرها الكثير فهناك مؤسسات كثيرة ومختلفة وكلها ستؤخذ بالاعتبار.
أما المحور الثاني: فهو «ماذا يريد التربويون من المجتمع» ويمكن ان أقول بكل بساطة يريدون مبدأ الشراكة.
أما المحور الثالث: فهو «الرؤية المشتركة» فالتربويون يريدون ان يكتبوا رؤية مشتركة مع المجتمع ويحددوا بعد ذلك كيفية الوصول لهذه الرؤية من خلال الأهداف ومن خلال الاستراتيجيات ومن خلال الخطط والبرامج والالتزامات ومن خلال المتطلبات وغيرها فهي أشبه بندوة أساسية لتطوير التعليم في المملكة.
* دكتور خالد في رأيك ما الذي يريده التربويون من المجتمع؟
- لا استطيع ان أجيب على هذا السؤال فالذي يتوقع ان يجيب عليه هي الندوة نفسها فالتربويون يحملون في جعبتهم الشيء الكثير جدا وهم يريدون ان يطرحوه على المجتمع وأهم نقطة والتي أنا أعتقد واستطيع ان أقولها هي ان التربويين يريدون «الشراكة» مع المجتمع، فالتربويون يريدون العمل بروح الشراكة مع المجتمع بكافة فئاته ومؤسساته وفعالياته، وهذا الذي يريده التربويون من المجتمع باختصار شديد فالندوة ستتحدث بالتفصيل عن ماذا يريد التربويون من المجتمع وأنا اختصرها هنا بالشراكة.
* هل أشركتم في الندوة من يحمل صوت المجتمع للتربويين؟ بمعنى هل سنستمع في الندوة لصوت المجتمع أم سيطغى صوت التربويين؟
- هذا هو المطلب الثاني في الندوة فالندوة لها ثلاثة أركان، الركن الثاني هو «ماذا يريد المجتمع من التربويين» وما هي توقعات المجتمع وماذا يتوقع من مخرجات التعليم ومؤسساته أن تقدم له أما صوت المجتمع فلن يسمع فقط في الندوة بل نسمعه قبل الندوة، فقد بدأت اللقاءات التشاورية وورش العمل وذلك من خلال الالتقاء مع عدد من فئات المجتمع باختلاف خلفياتهم وامكاناتهم وقد شاركوا بشكل فعال وعبروا عن رأيهم وما زلنا مستمرين في تقبل الآراء المنظومة التعليمية لينقل ماذا يريد المجتمع من التربويين.
* المتابع لموقع الوزارة على الإنترنت يلاحظ تشجيع الوزارة لجميع شرائح المجتمع بالمشاركة في هذه الندوة سواء حضوريا أو عبر المراسلة. هل بالفعل تم التفاعل مع هذه الاقتراحات وبالتالي سيجري العمل بها؟
- نعم تم التفاعل مع مشاركات المهتمين عبر الانترنت وأحيلت مشاركاتهم الى اللجان المختصة وكانت في الجملة مفيدة.
* هل سيتم الاستعانة بخبراء عرب وأجانب للمشاركة بهذه الندوة أم هي مقتصرة على مجتمعنا؟
- تستضيف الندوة معالي الدكتور عبدالسلام المجالي ليكون متحدثا رئيسا في الجانب الفكري من الندوة، وفي ذلك إثراء لها، أما أوراق العمل المقدمة فجميعها أوراق عمل قدمت عبر فرق علمية يشكل عضوية كل فريق منها عضواً أو أكثر عن كل قطاع من قطاعات المجتمع «القطاع الأمني، العلماء والمفكرون - الاعلاميون، الأكاديميون، الجامعات، التربويون الميدانيون، القطاع الخاص..» وفق معايير محددة روعي فيها تحقيق أهداف الندوة.
* يقال ان المدرسة ألقت بالعبء التربوي والتعليمي على كاهل المجتمع حين رفعت شعار ان البيت شريك في العملية التعليمية والتربوية بحيث أصبح الأب والأم في البيت يعملان عمل المعلم في المدرسة تجاه ابنهم ما رأي سعادتكم؟
- يجب ان نتعامل مع المفاهيم أولا، فإذا كنا نقول ان المنزل مسؤول بمعنى التخلي عن مسؤوليتنا فهذا خطأ ومرفوض أما إذا كان بالمفهوم التربوي الذي نراه عندما نقول ان البيت شريك فنحن نعي ما نقول وبهذا لا نستطيع في اعتقادي أن نحقق رسالتنا ونحقق طموح المجتمع وخاصة الوالدين إلا إذا قام البيت بدوره، فالدراسات العلمية أثبتت ان البيت له دور كبير في نجاح الأبناء وسأعطيك مثالا على هذا. الطفل يتربى عند والديه لمدة ست سنوات قبل أن يدخل المدرسة وأنا اسمي هذه الفترة بالفترة الذهبية في تكوين حياة الطفل، فالطفل عند وصوله عمر أربع سنوات وهو بين والديه يكون قد شكل لغويا تماما، فالمدرسة يبقى عليها قضية زيادة المهارات، أما الناحية العقلية فقد تشكلت لغويا بعد بلوغه، والمنزل في هذا السن يستطيع ان ينمي مهارات التكيف الاجتماعي أو مهارات التفكير أو مهارات التكيف النفسي وهو ضبط الانفعالات والمهارات الحركية، فجميع المهارات الأساسية يمكن ان تستمر في الست سنوات الأولى قبل ان يدخل الطفل المدرسة، فاللغة مهمة جدا والطفل الذي يعيش في بيته وتراكيبه اللغوية سليمة تجده يتأثر، إذا جاء للمدرسة من الناحية الفكرية، وقد أثبتت الدراسات انه بقدر ما يقدم المنزل من تعامل لغوي لا أقول معقداً مثل ان يتكلموا باللغة الفصحى مع أني أدعو اليها يكون البناء والتركيب اللغوي للطفل، بمعنى أن النص الذي يلقى في بيئة الطفل تلقائيا يختلف من بيئة متعلمة عن بيئة جاهلة، فبالتالي إن كان للوالدين حظهم من التعليم أقل يكون فرصة الولد أو البنت أقل في التعلم وفي الاستعداد النفسي إذا فإن خلف الاتجاهات الايجابية لدى الطفل تجاه المجتمع وتجاه الآخرين وتجاه التعلم وكل هذه وغيرها يتم قبل دخول الطفل في المدرسة أي قبل عمر ست سنوات، وهذا يقع تحت مسؤولية الأسرة، أما المدرسة فمعروف ان الوقت في المدرسة محدود، فالطالب يجب ان يعطى الجرعات العلمية والمعرفية والمهارية والاتجاهات المناسبة، لكن لابد أن تفرز هذه الجرعات في المنزل، وعلى سبيل المثال نجد ان المدرسة تعلم الصدق ولكن تجد للأسف ان الأسرة أو المجتمع يمارس غير ذلك فمهما علمت الطفل قيم الصدق في المدرسة مع ذكر الأدلة بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة والقصص فإنه لن يجدي إذا وجد الطفل أن أبويه يكذبان، أما من يقول ان الأسرة تقوم بالتدريس للطالب أو الطالبة في المنزل نقول له ان التدريس في المنزل لا يقتصر على التلقين والحفظ بل يكون دور الأسرة في مساعدة أبنائهم عن طريق تهيئة الظروف المناسبة لهم وعدم اشغالهم في أوقات الدراسة وحثهم وتشجيعهم وتحفيزهم. فالمطلوب ليس التلقين غير المجدي فعلاقة المدرسة مع المنزل علاقة وثيقة ويجب ان يعرف الوالدان دورهم في كيفية التعامل مع أبنائهم لكي تتم العملية التعليمية بنجاح.
* بعيداً عن الأسرة سعادة الوكيل هل ستقف طلبات التربويين من المجتمع على الجانب المادي فقط أم سيتجاوزه الى الرأي والمشورة بما يجعل المجتمع يتدخل في العملية التعليمية وهل سيقبل التربويون هذا التدخل؟
- الجانب المادي هو أقل مايدعو اليه التعليم من المؤسسات المالية، أما بالنسبة لوزارة المالية فنحن لا زلنا نطالب بمزيد من الصرف المالي على برامج التطوير والتدريب للمعلمين والجوانب النوعية، إذ ان كل ميزانية وزارة المعارف تذهب للرواتب، فالمباني لازلنا نعاني منها فأكثر من 50% من المباني هي مستأجرة وبنود التدريب قاصرة، فلو قسمت المخصص المالي لتدريب المعلمين على المعلمين تجد ان المعلم لا يطاله سبعون ريالا لتدريبه في السنة وهذا يعتبر قليلا جدا وغير مجد، فنحن نريد الرأي والمشورة والمراقبة على المؤسسات التعليمية والحكم عليها. ولكن أيضا نريد الانصاف، فهناك اشكالية في اطلاق الأحكام على وجود وزارة المعارف والتربويين أين كانوا بدون وجه حق تجد على صفحات الجرائد كلاما يكتب عنهم غير صحيح وغير دقيق وتنقصه المعلومة والجميع يقرأ ويرى فنحن نريد الدعم المعنوي ونريد الوقفة والتأييد نريد الانصاف.
* ولكن هناك من يقول ان التربويين يريدون من المجتمع الجانب المادي فقط بدون السماح لهم بالتدخل في العملية التعليمية. ما رأيك بهذا سعادة الدكتور؟
- بالعكس نحن نريد من المجتمع ان يتدخل ولكن يجب أن تكون عملية التدخل مقننة وهذا موجود في بلاد الدنيا المتقدمة، أما أنظمة المدرسة لا أحد يستطيع التدخل عبر مجالس الآباء وعبر مجالس إدارة المدرسة فنحن لا نمانع أبداً من التدخل الهادف والمتقن فشعارنا في الندوة «نحن شركاء في التربية».
* هل من خطط سعادة الوكيل تقترحونها لوزارة المالية بشأن المباني المستأجرة وبنود التدريب خصوصاً بعد توضيح سعادتكم استياءكم من البنود؟
- هناك خطط طموحة لدى الجهات المعنية في الوزارة للتقليل من الاعتماد على المباني المستأجرة أما ما يخص بنود التدريب التربوي فإن حسن التخطيط للاستفادة من المخصص سيحقق كثيرا من أهداف التدريب التربوي بإذن الله.
* ألست معي سعادة الوكيل انه يصعب على الوزارة تغطية احتياج كل المناطق من مبان حديثة وأثاث في ظل الكثافة السكانية. وهل هنالك دراسات مستقبلية بهذا الشأن حديثة وأثاث في ظل الكثافة السكانية. وهل هنالك دراسات مستقبلية بهذا الشأن؟
- الوزارة تسعى وفق توجيهات ولاة الأمر وفقهم الله الى تقديم كافة الخدمات التعليمية في جميع انحاء المملكة، ولدى الوزارة في اداراتها المختصة كالتخطيط المدرسي والتجهيزات المدرسية دراسات متكاملة اعتمد فيها على حساب نسب النمو بطرق علمية معتمدة.
* تطرقت في حوارك سعادة الوكيل ان هناك معلومات تنشر عبر وسائل الاعلام وخصوصا وسائل الاعلام المقروءة غير صحيحة كيف تصف لنا ذلك؟
- بالنسبة لما ينشر عبر وسائل الاعلام المقروءة عن التعليم كثير منه عبارة عن انطباعات شخصية وحتى تحقق الصالح العام يجب ان تكون مبنية على تصور للواقع الصحيح كما يجب التثبت من صحة المعلومة من جهة الاختصاص في الوزارة.
* كيف تصف لنا سعادة الوكيل ما وصلت إليه آلية الوزارة بالمقارنة بالأعوام الماضية. وما هو الجديد؟
- ما وصلت اليه الوزارة مقارنة بالأعوام السابقة يبشر بالخير أما جديد الوزارة فيمكنكم متابعته عبر موقع الوزارة على شبكة الانترنت بكامل تفاصيله.
* ما هي الثمار التي سوف تجنيها الوزارة وبالتالي المجتمع من هذه الندوة؟
- يتوقع للندوة بإذن الله ان تحقق كثيرا مما يؤمل منها من تفعيل للعمل المشترك بين المجتمع والوزارة بما يخدم حاجات المجتمع وحاجات المؤسسات التعليمية المنشودة.
* د. خالد كيف ترون رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لهذه الندوة؟
- رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لهذه الندوة هو شرف للندوة وشرف للتعليم ان تحظى بهذه الرعاية الكريمة لسموه، فحضور الأمير عبدالله سيضفي عليها مزيدا من النجاح فسموه معروف في وقوفه مع التعليم بالذات وباقي قضايا المجتمع وقربه منها، فكلنا نلاحظ اهتمام سموه واهتمام الدولة وفقها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أطال الله في عمره. فهذه الندوة هي من أهم قضايا المجتمع والقيادة تدرك هذا الأمر ونحن نقدر لها هذا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved