* الطائف - عليان آل سعدان:
روت مرأة في العقد الخامس من عمرها قصة تدهور حياة عائلتها المكونة من 8 أفراد هم ابناؤها وبناتها الذين تتراوح أعمارهم من 14 الى 30 سنة بعد وفاة زوجها حيث أدمن الابن الأكبر للمخدرات بعد وفاة والده الذي كنا سنعتمد عليه بعد الله والانتهاء به في سجن الطائف حتى اليوم.
وقالت هذه المرأة التي تحتفظ «الجزيرة» باسمها وعنوانها بمكتبها بالطائف كنا من اسعد الأسر بالطائف ونسكن في منزل ملك لنا ولدينا إيراد شهري يكتسبه الزوج من عمله في القطاع الخاص يغطي كل متطلباتها واحتياجاتنا، وأصبحوا شباباً وشابات ويتلمس مشاكلهم واحتياجاتهم، ولا يبخل عليهم بشيء على الاطلاق وفتح لهم قلبه، واشعرهم انه الاخ الأكبر لهم لا يخجلون ولا يترددون عندما يحتاجون للمساعدة أو الأسئلة، وزادت حياتنا سعادة مع هذا الوضع للأكثر والافضل حتى أقاربنا وجيراننا يضربون بنا المثل في التفاهم والترابط والاحترام والطاعة والالتزام وعندما توفي زوجي انقلبت حياتنا رأساً على عقب وبدأ أكبر الأبناء الذي تعرف على اصدقاء السوء يأتي للمنزل متأخراً واحواله متبدلة ومتغيرة، حاولت بكل امكاناتي بالتعاون مع بعض اشقائه وشقيقاته ان ننقذه مما هو فيه حتى لا نضيع كلنا من بعده، لأنه الرجل الأكبر الذي سنعتمد عليه بعد الله بعد وفاة والده.
ورغم كل المحاولات التي وصلت الى الترجي والتوسل والبكاء، فقد كانت المخدرات هي الأقوى من بكائنا وتوسلنا، وسيطرت عليه وتمكت منه الى درجة انني تخوفت ان يتأثر بقية اشقائه من هذا الوضع وفي الوقت الذي فشلت فيه كل جهودي وامكاناتي للسيطرة على الوضع وانقاذ هذا الابن، كادت حياتي تنهار عندما تفاجأت بالابن الثاني يسلك نفس الطريق التي بدأها شقيقه الأكبر، فطلبت الاستعانة بالأقرباء للتدخل وانقاذنا مما نحن فيه.
وللأسف الشديد استغل هؤلاء الأقرباء ظروفنا وأحوالنا المادية المتدهورة وطلب أحدهم ان يزوج ابنه من البنت الكبرى لإنقاذها وتحمل مسؤوليتها والتخفيف عنامما نحن فيه من نكد ومحنة.
وقدم لنا مهراً لم يغط حتى نصف احتياجات تجهيز العروسة وأكملت تجهيزها ببيع ما تبقى معي من مصوغات وحلي ذهبية لعلي ارتاح من المسؤولية عند زواجها وزواج بقية شقيقاتها بهذا الوضع، وبهذه الطريقة وليتني لم أفعل ذلك، فقد عادت ابنتي في الشهر الأول من الزواج ترتجف وحالتها مذعورة ووجهها شاحب وعلامات الضرب في انحاء مختلفة من جسمها.
فقد تبين وانكشف لها ان زوجها الذي قبلت به على وضعي للهروب من الوضع المتدهور في منزلها يمر بنفس ظروف شقيقها انه مدمن مخدرات، وعندما اعترضت عليه وحاولت ردعه وكشف أمره ضربها ضرباً مبرحاً واستعارها بشقيقها عندها أغمي علي ونقلوني للمستشفى وانا اتمنى الموت من الصحة حتى لا أرى ابنائي وبناتي يتساقطون واحداً تلو الآخر أمامي وانا غير قادرة ان اعمل شيئاً لإنقاذهم فطلبت ابنتي الطلاق، وتم لها ذلك بعد ان قمنا ببيع منزلنا الوحيد لإعادة ما دفعه زوج ابنتي وخسره بالكامل في الزواج.
ومضت هذه المرأة تسرد قصتها وقلبها يعتصر من الالم وصوتها يتحشرج من البكاء وتقول قد استأجرنا منزلاً متواضعاً وحفظنا ما بقي من قيمة المنزل للاعتماد عليه اذا جار علينا الزمن أكثر مما نحن فيه.
الابن الأكبر في السجن بسبب قضية مخدرات ويحتاج الى عدة سنوات حتى يخرج وهو نادم على ما فعله ومتأثر للحالة التي نحن فيها وأملنا في الله ثم فيه كبير اذا خرج من السجن يصلح شأنه وتستقيم اموره ويحمل المسؤولية عن كاهلي.
أما الابن الثاني فقد توفي نتيجة حادث مروري مع شلة من رفقاء السوء.
وقالت هذه المرأة في ختام حديثها ل«الجزيرة» ان الأمور لم تنته عند هذا الحد من المصايب فقد فوجئنا بسرقة ما بقي من قيمة المنزل وعندما ابلغنا الشرطة فوجئنا وللأسف الشديد وبعد التحقيقات والتحريات من قبل الشرطة بالقبض على عصابة يقودها ابني تسرق المنازل والسيارات، وحاولنا التنازل عنهم من أجل ابني، ولكن هناك سرقات أخرى مختلفة رفض أصحابها التنازل عن حقوقهم واضطررت الى تحمل خطأ ابني بالسرقة ودفع ما بقي مع هذه العصابة عما تحمله ابني لأصحاب المسروقات الأخرى وها هو يقبع في السجن الى جوار أخيه. بالله عليكم بعد هذا كله دلوني ماذا أفعل؟.
|