* الأفلاج - سعد المواش:
الفقر يهدد الكثير من الأهالي بمحافظة ليلى والقرى والهجر المجاورة البالغ عددها أكثر من (100) قرية وهجرة حيث ما زالوا يسكنون في منازل قديمة يرجع عمرها إلى (100) سنة، وهذه المساكن كما يظهر في الصورة بنيت من الطين مسقوفة من خشب الأثل وجريد النخل إضافة إلى تهديدهم بالانهيار عند هطول الأمطار والرياح، ومشكلة الفقر مشكلة عاصية تعاني منها جميع الدول والمجتمعات النامية، وحتى المتحضرة منها، وقد أدركت العديد من المجتمعات ما للفقر من مظاهر سلبية تؤثر على العملية التنموية بكل صورها وملامحها والفقر ليس عيباً في حد ذاته لأن هذه سنَّة الله في خلقه.
وبمناسبة دعوة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الموجهة للميسورين ورجال الأعمال للمساهمة الفعالة لدعم الأنشطة وأعمال الجمعيات الخيرية، وبالدرجة الأولى الجمعيات الخيرية لرعاية الأيتام في المملكة التي أطلقها سموه الكريم في شهر رمضان، لهذا العام 1423هـ، انطلاقاً على ما يحثه ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء حيث تم رصد العديد من حالات الفقر وما يسمى تحت خط الفقر في العديد من مناطق المملكة ومن ضمنها محافظة الأفلاج حيث يوجد بها وقراها وهجرها أكثر من (4000) حالة ما بين كبيرة ومتوسطة، وقد قامت الجمعية الخيرية بالأفلاج والمبرة التابعة لها والميسورون وأهل الخير بالمبادرة والمسارعة في مد العون والمساعدة مادياً ومعنوياً للفقراء في جميع أنحاء المحافظة وتبلغ عدد الأسر المحتاجة تقريباً (3000 أسرة) منهم الأيتام والمرضى والمكفوفون والأرامل والفقراء وأسر السجناء وغيرهم. واتضح لنا مدى المعاناة التي يعانيها أهل هذه القرى بعد الجولة التي قامت بها «الجزيرة»، وبعض سكان مدينة ليلى الذين ما زالوا يسكنون في بيوت الطين وسوء الطرق وانعدام الخدمات البلدية والصحية، وقد تجولت عدسة الجزيرة في أنحاء هذه القرى والهجر التي يبلغ عمرها (100) عام كما يسكنون في خيام وبيوت شعبية متواضعة جداً مؤكدين أنهم لا يجدون ما يلبسونه ويسكنون موقعاً نائياً رديئاً وكذلك عدم تأمين المياه والكهرباء في بلدة العجلية وهم يعيشون على هذه الحال منذ فترة طويلة ويعيش الفقراء منهم والأيتام والأرامل وكبار السن والمقعدون بمساعدات الجمعية الخيرية الموسمية التي تحاول المساعدات حسب الإمكانات المتواضعة. كما إذا نظرنا إلى كثير من شباب وشابات منهم من يحمل الثانوية والكفاءة والجامعية والابتدائية لم يجدوا من يساعدهم على وظائف حكومية ولا حتى مؤسسات ولا شركات وعلى رأس ذلك المتخرجات من كلية التربية بأعداد كثيرة في جميع التخصصات منذ عام 1415هـ حتى تاريخه وهم في انتظار أي وظيفة كانت في حقل التدريس أو غيره من الوظائف لذا فإن الجميع يوجهون نداءهم إلى الوالد البار صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بالنظر العاجل في تحسين أوضاعهم ومغادرة البطالة التي يعاني منها المجتمع وما تسببه من سلبيات اجتماعية ودينية.
|