Sunday 19th January,2003 11070العدد الأحد 16 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
حينما يَحكُم الزُّعران
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تروج وسائل الإعلام الغربية للديمقراطية في الكيان الإسرائيلي وأن الدولة العبرية واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط وقادتها وساستها الأنزه في المنطقة.
الحكومات الغربية أيضاً وفي مقدمتها الولايات المتحدة يعتبرون حكام إسرائيل وساستها ممن يوثق بهم وأنهم الأكثر التزاماً بالأخلاق وبالمسؤولية الدولية ولذلك فإنهم يعتبرون حيازة إسرائيل لأسلحة الدمار الشامل لا ضرر منها فهي تحت أيد أمينة تستشعر المسؤولية ولا خوف من استعمالها استعمالاً يجلب الخطر للمنطقة.
هذه القناعات الغربية لم تغيرها ما تحفل به الحياة السياسية الإسرائيلية من أعمال مشينة وخروقات أخلاقية وسلوكية لم تجد الصحافة الإسرائيلية ومحطات الإذاعة والتلفزيون بداً من متابعتها والتي شملت الحزبين الرئيسيين وإن كانت فضائح رئيس الحكومة الحالي أرييل شارون اكثر انتشاراً وتداولاً بين الأوساط الإعلامية والسياسية الإسرائيلية.
فضائح السياسيين الإسرائيليين مثلما لم تؤثر على نظرة الغرب ل«واحة القذارة» في إسرائيل لم تؤثر أيضاً على الناخب الإسرائيلي، ربما لأن ما يقوم به ساسته هو تعبير عن أخلاق المجتمع ككل... وهذا ما جعل بعض كتاب الأعمدة في الصحف الإسرائيلية يستغربون عدم تأثير الكشف عن فضائح شارون على موقفه في الانتخابات القادمة، حيث لايزال يواصل تقدمه في استطلاعات الرأي التي ترشحه للفوز بالانتخابات وبأغلبية مريحة ويرجع أحد كتاب «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأن الاسرائيليين يريدون رئيساً للحكومة شخصاً «أزعر» وأزعر كلمة يرددها الفلسطينيون عن الشخص الأهوج غير المسؤول الذي لايهتم بالقيم ولا بالأخلاق وهي كلمة تقابلها عند المصريين «بلطجي» وفي الخليج «عربجي»..!!
وعن أزعر إسرائيل يقول ب.ميخائيل من «يديعوت أحرونوت» درج الناس على استدارة العيون دهشة من السلوك الشاروني: ها هو شخص لم يفعل شيئاً واحداً كما ينبغي في كل سياق حياته السياسية، وهناك من يقول العسكرية أيضا ففي كل ما لمسته يده لم يحقق سوى الدمار والدماء والفشل والخراب. وفي كل مكان وطئته قدمه، لم ينبت سوى الشوك. لقد مللنا حقاً العودة لتكرار قائمة إخفاقاته الطويلة ولكننا سنفعل ذلك إذ ليس لليهودي في عالمنا الكثير من الراحة فلم التجلد؟ الاقتصاد في الحضيض، الأمن في المؤخرة، المجتمع في العناية المكثفة، المكانة العالمية في أسفل البرميل، الجيش غدا ذراعا عسكرية لحزبه، والآن هو وعائلته أيضا ينتظرون تحقيقات غير لطيفة على الإطلاق لدى الشرطة.
ومع كل ذلك فإن شعبيته تتعاظم وحتى التراجع الطفيف في الاستطلاعات إثر الكشف عن جملة الحقائق التي كانت من شأنها أن تلقي بكل سياسي آخر إلى الأرض لايصمد إلا ليوم ونصف اليوم.
لماذا؟ ما سر هذا السحر؟ من أين هذه المناعة العجيبة؟
نقول: لايوجد سر ولايحزنون ومالا يقوله الكاتب الإسرائيلي إن «كل إناء ينضح بما فيه» وإن مجتمعاً كالمجتمع الإسرائيلي لابد أن يكون ممثلة والنموذج الذي يمثله أفضل تمثيل يكون من شاكلة شارون، مجتمع يسرق وطناً بأكمله.. يحاول حتى سرقة تاريخه بنسب حتى الرقصات الفلسطينية الفلكلورية والأزياء الفلسطينية.. مجتمع أفراده مجمعون من روسيا وفلاشا إثيوبيا، ومتشردي الأرجنتين وأوروبا الشرقية من يكون ممثلهم؟ ومن يكون مثلهم الأعلى ليعطوه أصواتهم ليحكمهم... هل هناك أفضل من الأزعر شارون؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved