* القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد :
طالب مثقفون مصريون وعرب الاعلام العالمي بضرورة عدم الصاق تهمة الارهاب بالمقاومة الفلسطينية المشروعه لجيش الاحتلال الاسرائيلي ورفض الضغوط الأمريكية وتهديدات ادارة البيت الأبيض لتوجيه حمله عسكرية ضد العراق.
وأكد حضور محاضرة العنف رؤية إسلامية والتي القاها الدكتور عبد الحميد ابوسليمان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي بولاية فرجينا الامريكية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية مؤخرا انه من حق الشعب الفلسطيني والشعب العراقي الدفاع عن نفسه وأرضه بكافة الوسائل باعتبار ذلك حقا اسلاميا ودوليا وان أحدهما لم يكن معتديا بل ان المعتدي الرئيسي هما جيش الاحتلال الاسرائيلي وادارة البيت الأبيض.
وندد الحضور بمحاولات الغرب الدائمة الصاق الارهاب بالاسلام وتأصيل العنف في التاريخ الاسلامي مؤكدين أن المسلمين دائما يؤثرون السلامه والأمن ولايبدأوا غيرهم بقتال وان عدد الغزوات في العهد النبوي لم تكن أبدا لهجوم ولكن لدفاع عن النفس وكان لها ضوابطها وبالتالي فان محصلتها لا تتجاوز 400 قتيل من المشركين في الوقت الذي أوقعت الحروب الحديثة ملايين القتلى وشهدت أوروبا بمفردها عشرات الحروب. وأكد د عبد الحميد أبو سليمان رئيس المعهد العالي للفكر الاسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية انه لاخلاف على ردع العدوان عن ديار العرب والمسلمين واستخدام القوة المشروعة في الدفاع عن النفس أو رد هجوم الآخرين وهو ما كان يستخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء غزواته بالمدينة فكانت حروبه دائما للدفاع ونشر الدعوة الاسلامية في الأرض وهكذا في عهد الخلفاء.
وقال: إن الإسلام في الصراع الدولي يحكمه أمران الأول هو الرد على العدوان والثاني عدم الاسراف في استخدام القوة ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي المسلمين بعدم قتال الاطفال أو النساء وانه عند مقتل امرأة في فتح مكة غضب الرسول لذاك غضبا شديدا.
واستند د.أبو سليمان في تأكيده على أن الاسلام لا يوجب العنف بأي صوره على التاريخ الإسلامي الطويل مؤكدا ضرورة استخدام الوسائل السلمية في حالات الظلم اذا كان واقعا في داخل المجتمع الاسلامي والصبر على ذلك وفي حال عدم الاستطاعة فان الهجرة يمكن أن تكون حلا اساسيا تجنبا لاستخدام العنف.
وقال إن الاسلام لم ينتشر بالسيف كما يزعم المستشرقون ولكن حروبه كانت بغرض نشر الدعوة الاسلامية وتبليغها في الآفاق ثم يترك بعد ذلك الحرية للآخرين في الدخول في الاسلام أو البقاء على ديانتهم مشددا على ضرورة الحكم على المسلمين بمقاييس الاسلام وليس العكس.
وأضاف إن الأمة الإسلامية تعيش حاليا أضعف أوضاعها فهي تعاني من حالات الوهن وإن انتاجها من المحيط الى المحيط يقل عن ربع انتاج اليابان السنوي لذلك فالمطلوب من الأمة أن تستعيد أساليب النهضة من جديد والعمل من اجل استعادة نهضتها الحضارية التي كانت عليها وفتح باب الاجتهاد القائم على العمل والسلوك الإسلامي من دون تضييع للأوقات والربط بين السلوك والعمل وعدم تقليد الآخرين.
وأشار الى ان محاكاة الغرب من دون ضابط وانجراف نحو سلوكه احد الأسباب التي أدت الى تراجع الأمة داعيا الى وضع رؤية مستقبلية لاحياء النهضة الحضارية للأمة الاسلامية وفهم أزمة الفكر الإسلامي.
وقال: إن الأمة لا تنقصها الموارد ورغم ذلك فهي في حال لا تحسد عليه وظهرت أزمات في أنماط تفكيرها والتفريق بين الدين والمدني والدين والفلسفة والوقوع في خطأ جسيم وهو الخلط بين البعد الداخلي والبعد الخارجي وهو ما يؤدي الى مأساة.
وعاد د.ابو سليمان ليؤكد أن استخدام الوسائل السلمية في رفع الظلم هو انسب الوسائل بعيدا عن العنف.
وقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرفض استخدام العنف ضد المشركين في مكة المكرمة لعدم تمزيق الرحم فضلا عن حالة الاستضعاف التي كان عليها المسلمون وبعد انتقاله الى المدينة استخدم الجهاد للدفاع عن المسلمين.
والمعروف أن د.عبدالحميد أبو سليمان هو من خريجي كلية التجارة في جامعة القاهرة وهو من ابناء مكة المكرمة وحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية وشغل رئاسة الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا من العام 1986 وحتى عام1996 ثم تولى أخيرا رئاسة المعهد العالمي للفكر الإسلامي خلفا للدكتور طه جابر العلواني.
|