* عمان الجزيرة «خاص»:
أشاد الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس والديار المقدسة بالجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة السعودية في خدمة المقدسات الإسلامية ودعم الفلسطينيين الذين يواجهون الاحتلال الإسرائيلي وقال ل«الجزيرة»: إننا نشيد بدور الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد لدعم الفلسطينيين وتقديم المساعدات الضرورية لهم في هذه الظروف الصعبة. ودعا الشيخ صبري إلى ضرورة دعم الانتفاضة التي أصبحت الصوت العربي القادر على الصمود في وجه العدوان، ووصف الذين يصفون الإسلام بالارهاب بأنهم ارهابيون.
وقال الشيخ عكرمة: إن حزبي الليكود والعمل يعتبران وجهين لعملة إسرائيلية واحدة مستندة إلى قاعدة استراتيجية وسياسية متفقة على قضايا مصيرية منها تكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية واعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل والعمل على تهويدها وطمس هويتها العربية والإسلامية، إلى جانب التشبث بالحدود الإسرائيلية المتفق عليها، إضافة إلى المعتقدات الإسرائيلية التي تخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية، وتنقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأوضح مفتي القدس ان الفلسطينيين اعتادوا على التعامل مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة متمسكين بحقوقهم المشروعة في اقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين المهجرين لديارهم ووقف العدوان المستمر الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل وسط صمت دولي وعجز عربي وإسلامي.
وفيما إذا كانت الفضيحة المالية التي تواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ستؤثر على موقفه الانتخابي وسقوطه أمام منافسه عمرام متسناع زعيم حزب العمل، أوضح الشيخ عكرمة صبري ان الانتخابات الإسرائيلية أشبه ما يكون بلعبة الكراسي الموسيقية تتسع لكافة الاحتمالات، فلا أحد يستطيع التكهن بفوز أي من شارون أو متسناع برئاسة الحكومة الإسرائيلية القادمة.
وأضاف مفتي القدس ان التعاطي مع الرأي العام الإسرائيلي في الانتخابات الإسرائيلية يعتبر لعبة لها صانعوها، واستطلاعات الرأي العام التي تجري بين فترة وأخرى لن تكون المؤشر الحقيقي وقت إجراء الانتخابات.
وقال الشيخ عكرمة إن الشارع الفلسطيني لا يراهن كثيراً على اي من شارون أو متسناع بقدر ما يراهن على مقدرته على المقاومة والنضال والدفاع عن حقوقه المشروعة ومخاطبة الرأي العام الدولي ومؤسسات تنفيذ القرارات المجمدة بشأن القضية الفلسطينية.
وأضاف مفتي القدس ان الانتفاضة الفلسطينية تواجه صعوبات جمة وضغوطا من جهات عديدة لاجهاضها ووأدها لأسباب لا تخفى عن جميع المراقبين لتطور الأحداث على الصعيدين العربي والدولي.
لكن الشيخ عكرمة صبري أكد في الوقت نفسه ان الفلسطينيين لا يعولون كثيراً على من أسماهم السائرين ضد التيار، وقال ان إرادة الشعب الفلسطيني لم ولن تنكسر، مشدداً على ان أبناء هذا الشعب لن يتخلوا عن قضيتهم ولن تخيفهم قوة القيادة والآلة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية الصنع.
وحول ما أثير مؤخراً من ان الانتفاضة والعمليات الاستشهادية تضر بالقضية الفلسطينية أوضح الشيخ عكرمة صبري ان من يروجون هذه الشائعات لا يقاسون الظروف التي يمر بها الفلسطينيون في الوقت الراهن، من تدمير بنيتهم التحتية بشكل كامل، وغير ذلك من تشريد أبنائهم وأطفالهم وتقتيلهم، إضافة إلى عدم امتلاك الفلسطينيين سلاحاً للدفاع عن أنفسهم وعن كرامتهم وعرضهم سوى الاستشهاد والتضحية.ودعا الشيخ عكرمة إلى ضرورة دعم الانتفاضة الفلسطينية التي أصبحت الصوت العربي القادر على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي.
وأكد الشيخ عكرمة صبري أهمية التفريق بين الارهاب والجهاد والمقاومة المشروعة، لافتا إلى ان الإسلام بين على نحو واضح الفرق بين هذه المصطلحات باعتبار انه دين شامل يتعرض لجميع مناحي الحياة.
وقال إن الذين يتهمون الإسلام بالارهاب هم الارهابيون حقاً.
وحول انعكاسات الحرب المحتملة على العراق، قال الشيخ عكرمة ان فلسطين ستكون أول من يكتوي بلظى هذه الحرب ان اندلعت لا سمح الله.
|