إن الوطن في الاصطلاح اللغوي هو المنزل الذي يمثل موطن الانسان ومحله.. ووطن بالمكان أقام به واتخذه محلاً وسكناً يقيم فيه ولقد حفل التراث الشعري والنثري بذكر الوطن وأهميته وحبه وهو مولد الانسان ومرتع صباه ومنشأه ولقد قيل:
وحبب أوطان اليهمو مآرب قضاها الشباب هنالكا إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمو عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا
|
إن تنمية حس المواطنة هي العامل الأساسي الذي يربط أفراد الأمة بعضهم مع بعض .. وعلينا أن نركز على هذا الجانب المهم فالوطنية فطرة انسانية فطر الله الانسان عليها ولا غضاضة أن يخلص الانسان لوطنه وحبه ويحرص على سلامته ورقيه ونهضته وتطوره وبلوغه السؤدد والمجد والفخار ويتمنى له القوة والعزة خاصة ان شخصية المملكة العربية السعودية متميزة بما خصها الله من حراسة مقدسات الإسلام وحفاظها على مهبط الوحي واتخاذها الإسلام عقيدة وعبادة وشريعة واستشعار مسؤوليتها في قيادة البشرية بالإسلام وهدايتها ولقد اشتملت رسائل الجاحظ التي قام بتحقيقها الأستاذ عبدالسلام هارون في سنة 1964م على الحنين إلى الأوطان وكيف كانت العرب إذا غزت أو سافرت حملت معها من تربة بلدها رملاً وعفراً تتنشقه.
إن تعميق مفهوم المواطنة عامل مهم في تعميق الاتجاه الايجابي لدى الناشئة وتبصيرهم بالواجبات والمسؤوليات المطلوبة منهم تجاه وطنهم والاحساس بالمسؤولية والتعرف على الوطن ومؤسساته وبيئته وأنظمته ومكانته والدفاع عنه.. إن التربية الوطنية بمعناها الواسع اخلاص وحب وعاطفة جياشة وسلوك وشعور واحساس وانتماء ووفاء لهذا الوطن وكل ما يسهم في رقيه وايثار المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والحفاظ على المنجزات والمكتسبات وكل ما يفيد الوطن.
إن تعميق المواطنة والولاء للوطن هو الوفاء وادراك الواجبات تجاه الدين والأمة والوطن وتهيئة المواطن ليكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه ومسهما في تنميته ومحافظاً على منجزاته ويشعر بمسؤولياته لخدمة بلاده والدفاع عنها بكل معاني الصدق والصراحة والايمان والتفاني والعطاء والتضحية من أجل الوطن الذي تربى في كنفه وعاش تحت سمائه. إن الاهتمام بغرس روح المواطنة في نفوس الشباب يعني الاهتمام بالأجيال وبناء نفوسها وصياغة وجدانها على القيم والأخلاق الحميدة والمثل الإسلامية وتطلعاتها نحو استشراف المستقبل وخدمة بلادهم وأمتهم.
|