Saturday 18th January,2003 11069العدد السبت 15 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
معرض الكتاب في جدة
عبدالفتاح أبو مدين

إن حركة إقامة معارض الكتاب في نواحٍ شتى من بلادنا، حالة صحية، أرجو أن تتجدد وتستمر، لأن الكتاب خير جليس، كما وصفه شاعر العرب، الذي بقى صوته يدوي بتلك الدرر التي تركها لنا!
* أريد أن أقول للسادة في الغرفة التجارية الصناعية بجدة المسؤولين عن أرض المعارض، إن النظرة: «من فوق لفوق» خاطئة، ذلك أن فيها استعلاءً.. وفي الغرفة أكفاء واعون، وفي تقديري أن موازينهم في معاملة الكتاب البائس معاملة - الروسرويز -، الشبح واللآلى الفاخرة!؟ إذا قبلوا ذلك فهي نظرة منغلقة ومنحرفة، لأن الفكر ليس بورصة ومزايدات، وليس سلعة توزن بالدرهم والقنطار، ولكنه شيء آخر مختلف، مرده حس مرهف، وليس كنوز ذهب وياقوتاً، وإن كان في قيمته أغلى من كنوز الدنيا.
* إن عشاق الكتاب أغنياء نفوساً وعقولاً ووعياً.. والأمل معقود بعد الله على سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، ليحد من غلواء تجار المال الشرهين، في سلعة عشاقها ليسوا بذوي مال، لكي يحسن تجار تأجير المعرض، ليحسنوا التقدير، وأن يكيلوا لكل سلعة بمكيالها الحق، فليست العبرة بالأوزان والكم، والقيمة المعنوية هي المقياس، ولذلك لابد من تجنب التقديرات الجزافية، إذا هم قد نسوا أو جهلوا ما ينبغي أن يعامل به الكتاب من دعم، لأن المغالاة في أجور المعرض للكتاب تنعكس على ارتفاع قيمة الكتاب، وإن كان تجار الكتب جشعين كأمثالهم من البشر!! ولعل لسان حالهم يردد: لماذا كل شيء غالٍ إلا الثقافة!؟ في تقديري ان حماتها لا يأبهون لها، إن صح أن للثقافة قيمة وحماة!!
* وزارة الإعلام راعية لمعرض الكتاب بجدة، الذي افتتح في رمضان 1423هـ، ونحن نعلم ان الناس مشغولون في هذا الشهر بمطالب العيد وما إليها.. ولعل إدارة المعارض في الغرفة، أرادت ملء الفراغ في رمضان بسلعة ليست بذات بال، إذا قيست بغيرها، وليس ثمة زحام على المعرض بسلع أخرى غالية في رمضان، إن صح ما ذهبت إليه!!
* الوزارة الموقرة خليقة أن تستشير أولي الذكر، لتسمع آراءهم!! ولعلها رأت أن الكتاب سلعة من السلع، وما تراه إدارة المعارض التجارية فهو - ماشي -! وقبل عقود قال الإمام أحمد حميد الدين:«ما قال البكباشي ماشي».. وماشي في تعبير الإمام تعني: ما - شيء، أو لا شيء، عكس المعنى الذي يذهب إليه اخواننا المصريون، وهم يرددون هذه الكلمة، بمعنى - ينفع -، مقبول، ولا بأس الخ!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved