أنا ممتن كثيرا لصفحة عزيزتي الجزيرة التي تنشر ردود فعل بعض القراء حول ما يكتبه الكتاب وما يطرح في الجريدة. وأشكر كل الذين ساهموا في نقدي ونصحي. وزيادة على هذا فأنا ممتن لهذه الصفحة لأنها أعادت صورتي الى صفحات الجريدة بعد ان غابت عنها فترة طويلة. أتذكر أنه بعث لي قارىء يقول ان صورتك جزء من المشهد ويجب ان تعود اليه. لم أفهم لماذا تكون صورتي جزءاً من المشهد ولكني على أي حال فكرت مرة ان أطلب من رئيس التحرير اعادتها لسببين أولا لأنني حرمت قرائي الأعزاء من وسامتي المشهود لها. والسبب الثاني انني لاحظت ان بعضاً من القراء يراسلني باسم يارا.. على أساس ان الكاتب هو يارا عبدالله بن بخيت. فتصميم الزاوية ربما يخدع بذلك.
مرة أيضا فكرت ان أضع صورة يارا نفسها في مكان صورتي ولكني خفت من ردود فعل القراء المعادين للأفكار الجديدة. ولم أضمن في نفس الوقت ان يكون رئيس التحرير في صفي. على كل حال بعد تردد وجدت ان صورة الكاتب الصديق فارس الغزي، الذي أتبادل وإياه الموقع، تكفي عني وعنه. وخصوصا ان الشبه الذي بيني وبينه لا يقل دقة عن الشبه القائم بين برنتي سبيرز وشاكيرا، فكما يلخبط القراء بين صورتي وصورة أخي فارس فأنا بدوري دائما ألخبط بين تلك الفتاتين.
أسألكم بالله: هل الرجال بعد الأربعين يبدأ يقط خيط وخيط. ثم يفقد الاحساس بالمسؤولية لينتهي بأن يحوس بنات الناس في خياله؟
أما قصتي مع الصورة فتعود الى مرحلة الدراسة المتوسطة. كنا جالسين في أمان الله في حوش المدرسة «المتوسطة الأولى». بدون مقدمات أخرج زميل من الزملاء صورته وهو يتخصر فتاة شقراء في غاية الجمال تنظر اليه وهي تبتسم بسعادة غامرة. ألجمنا جميعا. وأرتج علينا. لم نجد الطريقة التي يجب ان نطرح عليه السؤال. من هي تلك الشقراء ولماذا تنظر اليه بكل هذا الهيام؟ لم يخبرنا بأي شيء صمت على أساس ان الصورة أبلغ من ألف كلمة. اكتسب صاحبنا مكانة رهيبة بين الزملاء والمدرسين والفراشين لم يكتسبها ملوك ذلك الزمان. أحسست لأول مرة بأن زميلي ذاك وسيم بهي محبوب رغم أنه في المغازل على الطبيعة كان أقلنا توفيقا. راحت الأيام وكتبت أول مقال لينشر في الجريدة. لا أتذكر موضوعه. وكما نرى في الجرائد في ذلك الزمان فالصورة أهم من المقال. استعرت ساعة فاخرة من احدى الزملاء حتى أبرزها في الصورة ولبست كوتي الجديد رغم أننا في عز الصيف واتجهت الى شارع الشميسي والى المصور سعيد الشهير. على الفترينه قلبت صور الناس الفرحين بأنهم أصبحوا مهمين لمجرد ان صار لهم صورة تخلدهم على مر الأزمان. وبعد ان تخيرت أفضل كشخة من المعروض دخلت الاستديو وفجأة شاهدت الفتاة الشقراء في شكل مجسم من ورق بطول امرأة طبيعية تحمل في قبضتها علبة كوداك وتنظر اليَّ بنفس الهيام الذي كانت تنظر به الى زميلي الوسيم. كدت ان أصرخ «حتى أنا يا بعد عمري». وأخيرا فهمت من المصور سعيد ان الصورة الفردية بثلاثة ريالات. أما الصورة الى جانب هذ الشقراء فبعشرة ريالات.
أما إذا أردت ان تتصور وأنت تتخصرها فهذه بخمسة عشر ريالاً لم أكن أملك أكثر من ثلاثة ريالات تكفي لصورة فردية تنشرها الجريدة مع المقال. لم أخبر أحدا بشقراء الشميسي. رحمت زميلي وتركت أمر افتضاحه للصدفة. بعثت بالمقال والصورة الى الجريدة «الجزيرة أو الرياض لا أذكر». بعد عدة أسابيع قرأت رداً صغيراً يخبرني فيها المحرر إنني كويس بس أحتاج الى المزيد من القراءة. فقلت في نفسي طيب إذا لم يعجبهم المقال على الأقل ينشرون الصورة. وجه شبه وسيم وساعة فاخرة وكوت جديد من شارع الوزير. وش يبون حسبي عليهم. قاتلت بعدها لنشر صورتي في الجريدة وأخيراً نشرت ثم نشرت ثم نشرت.. ثم ماذا؟!!
فاكس 4702164
|