لا ادري كيف ارتسم الحفل والجمهور والتصفيق والمنصة في مخيلة فاطمة العسيرية وهي تبرق مساء الثلاثاء الماضي كنجمة لامعة.. ضوؤها يخترق الذاكرة فيسكن أولى عتباتها.. نجمة الكل رآها.. والكل اهتدى بها إلى حيث نشوة الشعر حين يجرح أوتار القلب ويحرك ماء العين..
نجمة الكل اهتدى بنورها..
عداها..
الوحيدة التي لم تر نفسها كيف هي ساطعة.. ولامعة.. وبارقة..
** الشاعرة التي طرزت مساءات الجنادرية بشعرها الجميل ترتدي نظارتها فتضع ستاراً بينها وبين النظر إلى الأشياء.. لكنها أبداً لم تضع ستارة على إحساسها بالأشياء..
فجاءت مفرداتها أعذب بكثير وأمتع بكثير من الذين يرون ويحدقون وينظرون لكنهم ليس لهم كرؤية العسيرية للأشياء والإحساس بها!
** لم نعجب بإبداع فاطمة لأنها لا ترى..
لا والله لم يكن ذاك..
إنه إبداعها المميز.. إنه هذه القدرة التي جعلت مفرداتها بلون حقول عسير ورائحة كاديها..
** نثرت دمعي فاطمة غير مرة..
وأربكتني وسط اكتظاظ الحضور.. ووجدتني عبثاً أحاول أن ألجم تدافع الدمع.. ساخناً.. مشجياً ممضاً..
يرسم لي وجه أمي.. وأم فاطمة تلك التي لاتكف عن الحلم بأن ترى فاطمة.. وتعرف لون الورد والعصافير وأن ترى النخل والبحر والأعشاب.
تلك التي تتغنى بها فاطمة وتوظفها في قصائدها بمعان ساحرة ومتجاوزة وهي لم ترها.. فماذا يا فاطمة لو رأيتِ.؟
أو لربما أن تري بحاسة أقوى من حاسة النظر.. فجاءت معانيك مشرقة مثل وجهك تماماً..
** تلاحق أم فاطمة أخبار الطب وتجد في الأمل والسعي والمتابعة وتشفق عليها فاطمة وتطلب منها أن ترضى بحكم الله وتستسلم لمشيئة الله..
** فاطمة شاعرة.. مؤهلة لأن تمزج الشعر بالفلسفة فتبدو تجربة مختلفة.. تشق طريقها من بين الصفوف باقتدار وثبات.
فمرحباً بها في عالم الشعر الجميل..
.. وشكراً لمن رشح هذه الأسماء لتعتلي المنبر وتأخذ الفرصة وأخص بالذكر مجهودات د. منيرة العلولا وأ. وفاء السبيل حيث تابعن الشاعرات ودققن الشعر وشجعن الأصوات القادمة.
وتقدير كبير للأستاذة أسماء الخميس إذ أبدعت نثراً في تقديم الأمسية وخرجت بها عن مواضع التقليدية والاعتيادية وقالت مقولتها التي ستصبح أثراً..: «إنني الآن أتمنى لو كان الشعر مرضاً فيصيبني بالعدوى» وذلك تعبيراً عن متعتها بالاستماع لقصائد الشاعرات.. وكانت الشاعرة مزنة المبارك وكذلك أمل مدشل تمثلان تجربة إبداعية جميلة أتمنى أن تجدا حظهما الذي تستحقانه من الإعلام وبالذات من الصحافة الأدبية.. وكل جنادرية وكل إبداع شعري عذب ونحن والشاعرات والمتلقيات بألف خير..
|