* الزلفي - داود أحمد الجميل:
الندوة التي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني خلال الفترة من 18 - 20/11/1423هـ والتي تنظمها وزارة المعارف تحت عنوان (ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع؟) تعد خطوة رائدة لإيجاد قناة للحوار بين مختلف شرائح المجتمع ومؤسسات التعليم لتكوين رؤية مشتركة عن التعليم العام في المملكة واقعاً ومستقبلاً إلا ان تطلعات العاملين في مجال التربية والتعليم عما يمكن ان تسفر عنه فعاليات الندوة والموضوعات التي يرون أهمية مناقشتها ضمن محاورها كانت أسئلة حاولنا ان نجيب عليها من خلال هذا الاستطلاع لآراء عدد من التربويين في محافظة الزلفي.
توثيق الصلات
مدير التعليم بالمحافظة الاستاذ حمد بن صالح الجاسر قال: إن إقامة مثل هذه الندوة المفتوحة لمناقشة واقع التعليم ومستقبله تأتي في سياق استشعار المسؤولين في وزارة المعارف لأهمية المشاركة الحقيقية وتوثيق الصلات مع فئات المجتمع، وهي كذلك محاولة لمعرفة احتياجات أفراد المجتمع من ألسنتهم وبلا وسائط وهذا بمثابة الرد على من يتكلم بلا علم ويتعامى عن الحسنات فإن رأى نقصا طار به وان رأى خيرا صمت، كذلك يتم الوقوف من خلال هذه الندوة على المشكلات التي تعترض مسيرة التعليم من قبل من هم على رأس الهرم في بلادنا وذلك لايجاد الحلول التي من شأنها تطوير التعليم وتحسين مخرجاته.
- الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المقرن (مدير الإشراف التربوي) أكد على مسألة التكامل بين الأسرة والمدرسة لتحقيق الرعاية اللازمة للأبناء وقال: إنني أتطلع إلى ان يتم إجراء تعديل على النظام المدرسي لتصبح المدرسة من خلاله مركزا تثقيفيا في الحي، وذلك بأن تفتح المدارس أبوابها لاستقبال أبناء الحي في الفترة المسائية لممارسة الأنشطة التربوية والترفيهية باشراف كادر تربوي وان يكون ذلك ضمن ساعات عملهم المحددة، كما تتاح الفرصة للمتقاعدين وأولياء أمور الطلاب الذين لديهم قدرات تربوية للإسهام في الإشراف على هذه المراكز، كذلك أتطلع إلى توسيع مجال التخصصات في التعليم الثانوي ليشمل التخصصات الفنية والمهنية، وان يتم تفعيل دور المدرسة في تحديد التخصصات التي تتناسب مع قدرات الطلاب منذ بداية المرحلة المتوسطة مع إشعار ولي أمر الطالب بذلك لتحقيق التعاون بين المنزل والمدرسة لإعداد الطالب للعمل الذي يناسب قدراته ويلبي حاجة مجتمعه.
- الاستاذ أحمد بن صالح الخنيني (مدير الإعلام التربوي) أشار إلى ان هذه الندوة يجب ان تكون نواة لمزيد من الشفافية في التعرف على مستوى الخدمات التي تقدمها كافة الأجهزة والمصالح الأخرى للمواطن وذلك لغرض التقييم والتقويم، أما في الشأن التربوي فأحسب ان وزارة المعارف قد دأبت منذ سنوات على تفعيل قنوات الحوار لديها إدراكاً منها لأهمية هذا المحور في تحسين المخرجات التي تعمل من أجلها، وتقديراً لخبرات المنفذين لخططها في الميدان، فإقامة هذه الندوة أراه تتويجاً لهذا النهج الرشيد الذي يعتمد الاستماع إلى الآراء لذاتها وليس لأصحابها، بهدف الاهتداء برأي الراشد وحكمة الخبير في شأن يهم الجميع وتتعلق به مصائر الأجيال القادمة.
أهمية متابعة المجتمع
الاستاذ علي بن عبدالعزيز المتعب (مشرف تربوي) أشار إلى ان هذه الندوة تتيح للجميع التعرف على واقع التعليم وان مسؤولية نجاحه لا تختص بوزارة المعارف فقط بل المجتمع بمختلف شرائحه واهتماماته، وبهذه المناسبة أتمنى لو وجدت في المحافظات مجالس تعليمية تنبثق من مجلس المحافظة وتضم في عضويتها عددا من رجال الأعمال والوجهاء لتقييم مستوى التعليم وحصر أوجه القصور ومعالجتها، كما أرجو ان تناقش الندوة موضوعات: الكثافة العددية للطلاب في بعض المدارس واثره على مستوى التعليم، وأهمية التدريب العملي للطلاب سواء على مستوى المادة أو النشاط، وإطلاق قناة تهتم بشؤون التربية والتعليم، وإيجاد مناهج تستوحي تطبيقاتها من واقع المجتمع والبيئة، ودراسة انتشار مطاعم الوجبات السريعة وأثرها الصحي على الطلاب.
- الاستاذ أحمد بن عبدالعزيز السويكت (مدير مدرسة ثانوية) يرى ان التربويين بحاجة إلى متابعة المجتمع للمؤسسة التربوية والتأكد من مدى تحقيقها للأهداف المرسومة لها، والاسهام الفاعل في تحقيق هذه الأهداف من خلال استشعار مبدأ الشراكة في هم التربية ودور الأسرة الفاعل في هذا الجانب، وكذلك يريد التربويون من المجتمع المساهمة بالنقد البناء الذي يبين أوجه القصور مصحوبة بالبدائل المناسبة، والدعم المادي والمعنوي عن طريق الاستثمار في مجالات التعليم من منظور وطني واقتصادي، أما المجتمع فإنه يتطلع إلى ان يلمس جانب القدوة الحسنة لأبنائه في الميدان التربوي، وان تتوفر في المباني المدرسية مقومات المدرسة الحديثة من حيث الصيانة والاعتمادات المالية الكافية، وان يتم صياغة المقررات الدراسية بما يتناسب مع المرحلة التعليمية وربطها بتقنيات العصر وبرامج التنمية وفق القيم الدينية السامية وطبيعة مجتمعنا المحافظ.
-الاستاذ فالح بن عبدالله الفالح (مدير مدرسة متوسطة) قال: إن المجتمع يحمل رجال التربية والتعليم وحدهم مسؤولية وضع الخطط ورسم الأهداف لتحقيق مخرجات يراد منها تعليم الطفل وإكسابه المهارات المطلوبة مثل: غرس العقيدة الصحيحة وتحصينه عن الانحراف والسلوك غير السوي وتعزيز قدراته الذهنية والمهنية ليستطيع تأدية دوره العملي في المجتمع لذا فالمأمول من هذه الندوة ان تخرج بتوصيات فيما يخص استثمار وسائل الإعلام المختلفة لبث الوعي التربوي وتكون ذات دور مساند لرسالة المدرسة، وكذلك العمل على تطوير قدرات المعلمين لمواكبة التطورات المتلاحقة في التقنية الحديثة.
- الاستاذ فهد بن جروان السلطان (مدير مدرسة ابتدائية) قال: إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لهذه الندوة يدل على مدى الاهتمام والرعاية التي يحظى بها مجال التربية والتعليم في بلادنا الغالية، ومن وجهة نظري أرى ان التربويين يتطلعون من خلال هذه الندوة إلى ان يتفهم المجتمع دور المؤسسات التربوية في إعداد الأجيال ويتمكن من دعمها ماديا ومعنويا لمساعدتها في تحقيق أهدافها، والمشاركة الفعالة في دعم البرامج التعليمية والتربوية من خلال تعاون المنزل مع المدرسة، إضافة إلى تقدير المعلم بإشراكه في اتخاذ القرارات ذات العلاقة بالتربية والتعليم.
- المعلم صالح بن محمد الفريح قال: إن دولة اختارت القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم دستوراً ومصدراً للتشريع لايسعها إلا ان تنهج نهج نبيها وتنبذ الفرقة والاختلاف تحت كل مسمى أو تصنيف لتبلغ من المجد ذروته وسنامه، وباختصار فإن المجتمع يريد مربيا يقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم وهذا المربي يريد استجابة وتفاعلاً مع رسالته.
- المعلم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الغنام شدد على أنه لا يمكن النهوض بواقع التربية والتعليم إلا بمراعاة عوامل منها: التفاعل مع ما يشهده العالم من تطور تقني ومعلوماتي شامل، ونقل هذه المعطيات إلى حقل مناهج التعليم وربطها بمتطلبات العصر وحاجات المتعلمين، لئلا تكون هناك فجوة عميقة بين التنظير والواقع المعيش وبحيث يكون الأول تابعاً للثاني ونابعاً منه.
|