|
منذ ظهور الإسلام والعلم هو الشغل الشاغل لكثير من العلماء والمدرسين، وانطلاقاً من فكرة دور المسجد كدار «عبادة وعلم» كان طلاب العلم يجدون في المساجد دور تعليم ينهلون فيها من معين العلم وكان العلماء والمدرسون آنذاك يقيمون حلقات للدروس في منازلهم ثم ظهر ما يسمى ب «الكتاتيب» وهي حلقات للتدريس تقام في بيوت المدرسين وتتولى تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والإملاء والخط وقواعد النحو والصرف، ثم بُدئ بعد ذلك بإنشاء المدارس التي أسسها بعض الموسرين والموسرات من المسلمين والمسلمات.. وبعد أن تم توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية على يدي المغفور له إن شاء الله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه بدأت أولى خطوات عملية التنظيم لشؤون التعليم حين أمر جلالته بإنشاء مديرية خاصة تتولى الإشراف على شئون التعليم في المملكة وأخذ التعليم يشق طريقه نحو النمو والتطور وقد حظي بالرعاية والاهتمام من لدن ولاة الأمر في بلادنا بدءاً من المؤسس الراحل المغفور له إن شاء الله جلالة الملك عبدالعزيز وسار أبناؤه على دربه من بعده أصحاب الجلالة سعود وفيصل وخالد يرحمهم الله جميعاً إلى أن وصلت القيادة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمدالله في عمره وأسبغ عليه الصحة والعافية الذي شهدت المملكة في عهده الميمون نهضة حضارية شاملة مما جعلها تقف اليوم في مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات إلى جانب بحبوحة العيش الرغيد والأمن اللذين ينعم بهما ا لمواطن السعودي والمقيم بيننا... وبما أنني أتحدث إليكم أيها الإخوة القراء عن نشأة وتطور التعليم في المملكة العربية السعودية من خلال الملحق الإعلامي الذي تصدره صحيفة الجزيرة الغراء اليوم السبت الموافق للخامس عشر من ذي القعدة لعام 1423ه بمناسبة افتتاح معرض تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية في مائة عام «وثائق وصور» في محطته السادسة وكذلك افتتاح مشاريع الخير والبناء التي يرعى احتفالاتها صاحب السمو سيدي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية حفظه الله بحضور معالي وزير المعارف الأخ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ومعالي نائبه لشؤون تعليم البنات الأخ الدكتور خضر بن عليان القرشي فإن التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله يحظى بالرعاية والاهتمام منذ توليه أيده الله وزارة المعارف التي استحدثت عام 1373ع عندما كان حفظه الله أول وزير لها ولقد كان التعليم في المملكة بمختلف مراحله ومستوياته أحد الركائز التي تقوم عليها النهضة التنموية في المملكة بل كان المنعطف التاريخي في هذا المجال.. وفي ظل اهتمامات ولاة الأمر في بلادنا بالتعليم وما يحظى به أبناء وبنات وطننا العزيز من رعاية أخذت العطاءات تتواصل لخدمة أبناء المملكة وتقديم خدمات التعليم في كل من ومحافظات وقرى وهجر بلادنا ولقد قفز التعليم في عهدنا الزاهر إلى أعلى المستويات وما الثماني جامعات والعديد من الكليات والمعاهد والمدارس المختلفة إلا أكبر شاهد على اهتمام ولاة الأمر في بلادنا بالعلم وطلابه.. ولعلني أشير هنا إلى واحدة من مناطق بلادنا إلا وهي «منطقة الحدود الشمالية» التي شهدت قفزة عالية في مجالات عدة ومنها ذات العلاقة بالتعليم بشقيه البنين والبنات وهنا لا يفوتني أن أذكر بالتقدير والعرفان الرعاية التي يوليها سمو سيدي صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية لأبنائه الطلبة وبناته الطالبات والأسرة التعليمية بالمنطقة. وختاماً أسأل الله جلت قدرته أن يحفظ مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي النائب الثاني لمواصلة المسيرة المباركة في بناء وازدهار المملكة وأن يديم علينا نعمة الأمن والرخاء والاستقرار إنه سميع مجيب. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |